واشنطن تتحرك في إدلب.. “فيتو” ضد اتفاق موسكو وتلويح بورقة الكيماوي

اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول سوريا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية-12 آذار 2018 (رويترز).

camera iconاجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول سوريا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية- 12 آذار 2018 (رويترز)

tag icon ع ع ع

حالت الولايات المتحدة الأمريكية دون تبني مجلس الأمن الدولي إعلانًا يدعم الاتفاق الروسي- التركي حول وقف إطلاق النار في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، كما سربت معلومات تفيد بتوجيه النظام السوري أوامر باستخدام السلاح الكيماوي هناك.

وعقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن أمس، الجمعة 6 من آذار، دعت إليه روسيا، قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة عرقلت تبني مجلس الأمن إعلانًا يدعم الاتفاق الروسي- التركي حول إدلب، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين لم تسمهم قولهم، إنه عندما طلب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، من شركائه في المجلس تبني إعلان مشترك بشأن الاتفاق الروسي- التركي، قالت واشنطن “إنه أمر سابق لأوانه”.

وقال نيبينزيا للصحفيين عقب الاجتماع، إن العديد من الدول رحبت بالاتفاق، دون أن يذكر اسم الدولة التي عارضته.

وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن روسيا تستعد في المقابل للاعتراض على قرار حول أفغانستان تنوي واشنطن عرضه على المجلس، يتعلق بالاتفاق الذي توصلت إليه مع حركة طالبان في 29 من شباط الماضي.

من جانبها، اعتبرت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، كارن بيرس، أنه يوجد كثير من الأسئلة حول طريقة تطبيق الاتفاق، والجهة التي ستتحكم فيه.

وقالت في هذا الصدد، “من سيسيطر على ما سيحدث في غرب حلب، وهل الحكومة السورية صدقت رسميًا على الاتفاق الروسي- التركي؟ وهل ستطبق ترتيبات وقف إطلاق النار؟”.

كما عبّر السفير الألماني، كريستوف هويسغن، عن قلق بلاده إزاء معاناة المدنيين في إدلب، معبرًا عن أمله بأن يتمكن الأهالي من العودة للعيش هناك، في حال الوصول إلى مناطق آمنة بعد تنفيذ وقف إطلاق النار.

وفي حين اقترحت عدد من الدول الأوروبية تعديلات على نص القرار الذي طرحته روسيا، رفضت موسكو من جانبها الدخول في مفاوضات طويلة حوله، وفق ما أكدته المصادر.

كيماوي في إدلب

في الأثناء نقلت قناة “CNN” ‏الأمريكية عن مراسلتها في “البنتاغون” قولها إن الولايات المتحدة اعترضت مكالمات لمسؤولين في النظام السوري يأمرون خلالها باستخدم غاز الكلور في إدلب.

وأوضحت أن مسؤولين أمريكيين تمكنوا من اعتراض اتصالات أجراها النظام السوري، يوجه فيها قواته باستخدام غاز الكلور السام ضد مقاتلي المعارضة في إدلب.

وأضافت أنه يجري حاليًا فحص تسجيلات للنظام تثبت مشاركته في “عمليات ثقيلة”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال أمس في لقاء مع وكالة “تاس” الروسية، إن العلاقات بين كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين تنعكس على أداء مجلس الأمن.

وأضاف أن “العلاقات الراهنة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، غير عملية على الإطلاق. ونرى انعكاس ذلك على أداء مجلس الأمن، إذ يؤدي إلى الإخفاق في التوصل إلى وفاق حول العديد من القضايا”.

واتفق الرئيسان، التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، الخميس الماضي، على وقف إطلاق النار في الشمال السوري، عقب محادثات استمرت خمس ساعات بحضور كبار المسؤولين من البلدين.

ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار في إدلب على خط التماس الذي تم إنشاؤه وفقًا لمناطق “خفض التصعيد”، وإنشاء ممر آمن بطول ستة كيلومترات إلى الشمال وجنوب الطريق “M4” في سوريا.

إضافة إلى العمل على توفير حماية شاملة لكل السوريين وإعادة النازحين، وتسيير دوريات تركية وروسية، ستنطلق في 15 من آذار الحالي ، على امتداد طريق حلب- اللاذقية (M4) بين منطقتي ترنبة غرب سراقب، وعين الحور بريف إدلب الغربي.

ويشير الاتفاق إلى عدم انسحاب قوات النظام السوري إلى حدود اتفاق “سوتشي” السابق، وتثبيت الواقع العسكري الحالي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة