ثلاثة أسباب تحول دون وصول أنظمة “باتريوت” الأمريكية إلى تركيا

منظومة الدفاع الجوية الأمريكية"باتريوت"- (انترنت)

camera iconمنظومة الدفاع الجوية الأمريكية"باتريوت"- (انترنت)

tag icon ع ع ع

بعد معاركها الأخيرة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا واتفاق وقف إطلاق النار فيها مع روسيا، طلبت تركيا من الولايات المتحدة شراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخية “باتريوت”.

وتعد هذه خطوة احترازية لصد هجمات جديدة قد تعود للاشتعال في المنطقة، خاصة إذا كانت روسيا، حليفة النظام السوري، طرفًا فيها.

إلا أن أنقرة واجهت رفضًا قاطعًا لبيع هذه الأنظمة لها، وذلك لثلاثة أسباب رئيسة.

إما “Patriot” الأمريكية أو “S-400” الروسية

رفضت وزارة الدفاع الأمريكية، على لسان وزيرها، مارك إسبر، أمس الثلاثاء 10 من آذار، تسليم المنظومة لأنقرة، بقوله، إن تركيا لن تتلقى أنظمة “باتريوت” إلا إذا أعادت أنظمة ” S-400″ الروسية.

وهذا ما زعزع سير المناقشات الجارية بين أنقرة وواشنطن لعدم تخلي الأخيرة عن منظومة الدفاع الروسية بأي شكل من الأشكال.

في حين صرح ممثل الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، والسفير الأمريكي في تركيا، ديفيد ساترفيلد، للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف من بروكسل، بأن واشنطن تناقش مع “الناتو” الدعم الذي يمكن أن تقدمه لتركيا عسكريًا في حالة خرق وقف إطلاق النار بين الطرفين وتقدم قوات النظام المدعومة روسيًا في إدلب.

مساعدة “الناتو” دون أنظمة؟

حاول الأتراك في لجوئهم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، طلب الدعم العسكري وفقًا للمادتين “4” و”5″ الواردتين في وثيقة الحلف التأسيسية الصادرة في واشنطن بتاريخ 4 من نيسان 1949.

وتنص المادة “4” على أن الأعضاء في الحلف سيتشاورون فيما بينهم كلما رأى أي من الأطراف أن سلامته الإقليمية أو استقلاله السياسي أو أمن أي منهم مهدد.

أما المادة “5“، فهي معنية بمبدأ “الدفاع الجماعي”، ويقول نصها إن “الأطراف تتفق على أن أي هجوم مسلح ضد عضو أو أكثر في أوروبا أو أمريكا الشمالية يعتبر هجومًا ضد الأطراف جميعها”.

وبالتالي تتفق أطراف وثيقة “الناتو” على أنه في حالة حدوث مثل هذا الهجوم المسلح، يمارس كل طرف منها حقه في الدفاع عن النفس أو الدفاع الجماعي المعترف به في المادة “51”، من ميثاق الأمم المتحدة، وسيساعد الطرف أو الأطراف التي تتعرض لهذا الهجوم على الفور، بشكل منفرد أو بالتكاتف مع الأطراف الأخرى، واتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية، بما في ذلك استخدام القوات المسلحة، لاستعادة الأمن والحفاظ عليه في منطقة شمال الأطلسي.

وأشار جيفري، إلى أن دولًا أخرى في “الناتو”، بإمكانها أن تدعم تركيا عسكريًا بصفة فردية أو جماعية كتحالف، مستبعدًا إرسال قوات برية وباحثين في إمكانية الدعم الجوي، ومؤكدًا ضرورة حل مسألة أنظمة الدفاع هذه لإرسال الدعم.

ثبات الموقف التركي

تحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرارًا عن شراء صورايخ “S-400 ” باعتبارها “صفقة منتهية”، كما أكد عدم تراجع تركيا عنها، وأن بلاده لا تنتظر دعم أحد.

وصف أردوغان أمس، عرض الولايات المتحدة الجديد على تركيا شراء أنظمة “باتريوت” بشرط تعهد بلاده بعدم تشغيل منظومة الدفاع الروسية ”S-400″، أنه تخفيف في موقف واشنطن بعدما كانت تريد إعادة المنظومة بشكل كامل لروسيا.

وبحسب مسؤول تركي تحدث إلى “رويترز“، فإن أمريكا قدمت عرضًا جديدًا لشراء المنظومة وشمل عودة تركيا لبرنامج مقاتلات “F35”.

وشاركت تركيا بعمليات التصنيع في البرنامج، إلا أن واشنطن علقت مشاركتها فيه وهددت بفرض عقوبات عليها، عقب شراء المنظومة الروسية.

ومن المتوقع أن تفعّل تركيا أنظمة “S-400” في نيسان المقبل، وهو ما جعل أمريكا تجدد تهديدها بفرض عقوبات عليها إذا نفذت وعودها.

لكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال خلال لقائه مع أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، نهاية تموز 2019، إن إدارته لا ترغب في فرض عقوبات ضد تركيا لشرائها أسلحة روسية.

وتعتبر منظومة “S- 400” الأحدث بين أسلحة الدفاع الجوي على الصعيد العالمي، وتتميز بقدرتها على تتبع 160 هدفًا وإطلاق 80 صاروخًا في آن واحد، وتتمتع بمدى رصد يصل إلى 600 كيلومتر ونطاق إصابة بمساحة 400 كيلومتر.

ووُقعت اتفاقية شراء المنظومة في 12 من أيلول 2017، بحسب إعلان أردوغان، في نفس التاريخ.

وتعد تركيا المنضمة إلى حلف “الناتو” عام 1952، أول دولة فيه تشتري منظومة صواريخ روسية للدفاع الجوي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة