“هيومن رايتس ووتش” ترصد قتل عناصر النظام للمدنيين

camera iconعناصر من قوات النظام السوري على أطراف معرة النعمان- 28 من كانون الثاني 2020 (ANNA)

tag icon ع ع ع

صور “صادمة” ظهرت من مدينة معرة النعمان في ريف محافظة إدلب شمال غربي سوريا، لعناصر من قوات النظام السوري يقفون أمام جثة مدني مبتسمين، وتناقلها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

انتشار الصور، دفع منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى التحقيق في الجثة الموجودة فيها، والوصول إلى القاتلين، ونشرت تقريرًا مطولًا اليوم، الاثنين 16 من آذار، أوضحت فيه القضية وتحدثت عن انتهاكات جديدة بحق المدنيين في الشمال السوري.

وتعود الجثة، بحسب المنظمة، إلى أحد سكان مدينة معرة النعمان ويدعى “أ. جفال”.

وسيطرت قوات النظام السوري على مدينة معرة النعمان في كانون الثاني الماضي، بدعم الطيران الروسي، بعد سبع سنوات من خضوعها لسيطرة المعارضة السورية.

وجاءت سيطرة النظام بعد حملة قصف وصفها ناشطون بـ”الهستيرية والمكثفة”، إلى جانب معارك قوية دارت خلال الأيام الماضية على أطرافها.

واعتمدت المنظمة على مطابقة صور لعناصر من قوات العقيد سهيل الحسن، المعروفة بـ”قوات النمر”، ومطابقة إحدى السيارات التي ظهرت في صور من حسابات العناصر في “فيس بوك”، بعد تتبع الحساب الذي كتب صاحبه أنه تابع “للمخابرات الجوية”، كما ظهرت فيه شعارات تابعة لـ”قوات النمر”، ومجموعة فرعية أخرى تابعة لها تدعى “مجموعة ياسر سليمان”.

وبالتواصل مع ثلاثة أشخاص من سكان المدينة، قالوا إن الجثة تعود لهذه الضحية، من خلال ملابسه والمنطقة التي التقطت فيها الصور بعد وفاته، وصور أخرى قديمة يرتدي فيها الملابس ذاتها.

وأكد الشهود للمنظمة أن الضحية رفض مغادرة المدينة بعد سيطرة قوات النظام عليها، ثم اختفى دون العثور عليه.

وحددت المنظمة ساعة وفاة الضحية في العاشرة صباحًا، قبل إحراقها، دون ذكر يوم الوفاة بالتحديد، إلا أنه كان في كانون الثاني الماضي.

ويمكن الاطلاع على التقرير الكامل من هنا.

التنكيل بالمدنيين

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن قوات النظام السوري تنكل بالمدنيين الباقين في المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا في محافظتي إدلب وحلب شمالي سوريا.

واتهمت المنظمة في تقريرها القوات التابعة للعقيد سهيل الحسن، بتنفيذ انتهاكات ضد المدنيين في معرة النعمان ومناطق أخرى، كما قالت إنها حصلت على شهادات لأشخاص اتهموا الحسن بإعطاء أوامر مباشرة بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين في عام 2011.

وأكدت المنظمة أن هذه الانتهاكات ليست الأولى من نوعها، داعية النظام السوري وحلفاءه إلى التوقف فورًا عن هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.

وتشهد محافظة إدلب والقرى التابعة لها معارك عنيفة بين قوات النظام السوري والحليف الروسي، وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا، الأمر الذي أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص منذ تشرين الثاني 2019 حتى شباط الماضي، وفق فريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري.

وقُتل أكثر من 226 ألف مدني على يد الأطراف الفاعلة في سوريا منذ آذار 2011 حتى آذار الحالي، منهم ما يقارب الـ200 ألف على يد قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، وأكثر من ستة آلاف مدني على يد القوات الروسية، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.

كما وثقت الشبكة مقتل 276 مدنيًا، في شباط الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة