اتصال بن زايد بالأسد.. تثبيت علاقات قائمة في إطار إنساني

camera iconولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد (فرانس 24)

tag icon ع ع ع

شكّل تلقي رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اتصالًا من ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بشكل مفاجئ، حالة من التساؤل لدى المتابعين للشأن السوري، حيث أثيرت عدة نقاط حول الغاية من هذا التقارب، وهل له تبعات من شأنها تغيير شكل العلاقات العربية مع النظام.

ولم يخف بن زايد، عبر حسابه في “تويتر”، أمس الجمعة، 27 من آذار، سبب هذا الاتصال، مرجعًا إياه إلى تداعيات انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد -19)، وأكد دعم الإمارات ومساعدتها للشعب السوري، معتبرًا أن “التضامن الإنساني في أوقات المحن، يسمو فوق كل اعتبار، وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة”.

من جانبها احتفت منصات النظام الإعلامية بهذا الاتصال، واستثمره مؤيدو النظام مؤكدين أن أنه ينتصر في الميدان، ويدفع الدول لتغيير سياساتها تجاهه.

مبرر إنسانيًا

ووصف أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس والخبير والباحث في الجيوبولوتيك، البروفسور خطار أبو دياب، هذا الاتصال بـ “المهم”، موضحًا أن المبرر الإنساني له موجود، ويمكنه إسقاط الكثير من المحظورات السياسية، على حد تعبيره.

وحول ما إذا كان الاتصال يحمل رسائل معينة، قال أبو دياب في حديث لعنب بلدي، اليوم، السبت 28 من آذار، إن التوتر بين تركيا والإمارات يفسر الاتصال الذي أجراه ولي عهد أبو ظبي بالأسد، وأردف في هذا السياق، “هناك قاعدة مهمة في السياسة تقول عدو عدوي هو صديقي”.

ولفت أبو دياب، إلى أنه ليس من الضروري أن تجري اتصالات عربية أخرى ببشار الأسد، لأنها في الأساس قائمة، وفق قوله.

وأضاف أن اتصال أبوظبي بدمشق، هو تكريس لنهج قائم بين الطرفين، “فسفارة الإمارات تعمل في دمشق”.

ويعتبر هذا الاتصال الأول بين الأسد وبن زايد منذ قطع دول الخليج، بما فيها الإمارات، علاقتها مع النظام السوري في بداية الثورة عام 2011، بسبب استخدامه القمع ضد المتظاهرين السلميين.

وأغلقت دولة الإمارات سفارتها عام 2012 تزامنًا مع إجراءات مماثلة اتخذتها عدة دول عربية وغربية، نتيجة قرارات غير ملزمة من جامعة الدول العربية بنزع الشرعية عن النظام السوري.

إلا أن الإمارات أبقت قسمًا قنصليًا في السفارة السورية في أبو ظبي قيد الخدمة، من أجل تقديم الخدمات للجالية السورية الموجودة على الأراضي الإماراتية، قبل أن تعيد فتح سفارتها في دمشق أواخر عام 2018.

هدنة “كورونا”

سعد وفائي، وهو سياسي سوري مختص بالعلاقات الدولية، اعتبر في حديث لعنب بلدي، اليوم السبت، أن أزمة انتشار فيروس “كورونا” تشكل هدنة إجبارية على المستوى الدولي.

واستدرك قائلًا إن الجميع، بما فيهم الإمارات، يحاولون أن يثبتوا مواقفهم وأوراقهم استعدادًا لتغييرات ما بعد “كورونا”.

إذ لا نستطيع أن نضع اتصال محمد بن زايد في “موقع الدواعي الإنسانية”، وفق وفائي، مستبعدًا في الوقت ذاته، أن يشكل الاتصال رسالة واضحة للأطراف التي ترغب بالتغيير وفق منهج “الربيع العربي”، الذي ترفضه الإمارات.

وأوضح أن الإمارات داعمة للمنظومة الإقليمية القديمة، ومن الطبيعي أن تبقى داعمة لأي خطوة من أي جهة عربية أو إقليمية أو دولية تكون مضادة لحركة التغيير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة