لا مرافق ولا خدمات طبية.. ما إمكانية تطبيق الحجر الصحي في مخيمات إدلب

تعقيم خيمة للنازحين ببلدة دابق شمالي حلب من فيروس "كورونا"- 29 من آذار (عنب بلدي)

camera iconتعقيم خيمة للنازحين ببلدة دابق شمالي حلب من فيروس "كورونا"- 29 من آذار (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

وصل فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) إلى الأراضي السورية وتحديدًا إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، مع إعلان وزير الصحة في حكومة النظام السوري، نزار يازجي، تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس رسميًا، في 22 من آذار الماضي.

مناطق شمال غربي سوريا الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية لم تسجل حتى الآن أي إصابة بالفيروس، وسط قلق ومخاوف يعيشها السكان والمنظمات الطبية من وصوله إلى المنطقة وتحديدًا إلى المخيمات، بسبب تردي الوضع الطبي وخاصة بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها قوات النظام السوري المدعومة بالقوات الروسية، والتي أسفرت عن تدمير شبه كامل للمنظومة الطبية في المنطقة.

وعلى الرغم من إطلاق مديرية صحة إدلب والعديد من المنظمات والجهات الطبية والإنسانية حملات توعية للوقاية من الفيروس، واتخاذها إجراءات وقائية لمنع وصوله، تغيب المعلومات حوله عن العديد من سكان المخيمات، وتشكل ظروفها الطبية والمعيشية المتردية وغياب البنى التحتية بيئة تساعد على تفشيه بسرعة، وتجعل الوضع الطبي في المنطقة “كارثيًا”.

“كورونا” يعقّد الوضع “الكارثي”

حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” في تقرير لها، من خطورة انتشار فيروس “كورونا” في إدلب، حيث إن معظم التوصيات المقدمة لضمان حماية السكان من الفيروس وإبطاء وتيرة انتشاره غير قابلة للتطبيق.

وأشارت المنظمة إلى صعوبة حث الناس على التزام منازلهم لتفادي الإصابة بالعدوى أو عزل أنفسهم في حال ظهور أعراض الإصابة، وذلك لأن ثلث سكان إدلب تقريبًا يعيشون في مخيمات، ولا توجد هناك مساحات تسمح بالالتزام بالعزل.

المنسق الميداني لأنشطة “أطباء بلا حدود” في شمال غربي سوريا، كريستان ريندرز، وصف في التقرير ما يحدث في شمال غربي سوريا اليوم بحالة “طوارئ إنسانية”، مشيرًا إلى أن حالة الطوارئ هذه ستصبح “كارثة حقيقية” ما لم تُعتمد أي تعبئة دولية فورية.

ويشكل الفيروس خطرًا جسيمًا على سكان المخيمات، التي تُقدر نسبة استيعابها بـ400%، ويوجد في الخيمة الواحدة أكثر من عشرة أشخاص.

حجر صحي مع عشرة آخرين

أبو جاسم (تحفظ على نشر اسمه الكامل) هو أحد سكان مخيم كفر ناصح، يعيش مع عائلته المكونة من عشرة أفراد في خيمة واحدة، وهي واحدة من 150 عائلة أخرى، تتشارك ست وحدات للحمامات، بمعدل حمام واحد لكل 30 أو 40 عائلة، جميعها تفتقر للنظافة بسبب شح المياه، بحسب ما وصفه لعنب بلدي.

يعرف أبو جاسم عن فيروس “كورونا” اسمه فقط، إذ لم تأتِ أي فرق طبية لتوعية سكان المخيم حول الفيروس وطرق الوقاية منه والحد من انتشاره.

يقول أبو جاسم إن المخيم يفتقر إلى مركز طبي، ويطالب الجهات المختصة بإرسال أطباء أو كوادر طبية مرة على الأقل أسبوعيًا، مشيرًا إلى أن “المخيم غارق في القمامة ولا يوجد من يرفعها”، والمياه قليلة والعيش في الوحل سيجلب العديد من الأمراض.

جناج واحد فقط لكل المنطقة

في تسجيل مصور نشرته صفحة المديرية على موقع “فيس بوك”، تحدث مدير صحة إدلب، منذر الخليل، عن تجهيز جناح طبي واحد فقط في أحد المشافي الموجودة ضمن المدينة لاستقبال حالات فيروس “كورونا” وسبع سيارات لنقل الحالات، واصفًا جهود التجهيز هذه بـ”البسيطة”.

وأشار الخليل إلى وجود حوالي 201 سرير عناية مشددة بالمحافظة، توجد ضمنها 95 منفسة فقط للبالغين، جميعها مشغولة بنسبة 100%، أي لا يوجد حتى منفسة واحدة فارغة ومستعدة لاستقبال المرضى.

كما يوجد 600 طبيب مسجل في منطقة شمالي سوريا، بحسب نظام المعلومات الصحي، يقدمون خدماتهم الطبية لـ4.2 مليون نسمة في المنطقة، أي بنسبة 1.4 طبيب لكل عشرة آلاف نسمة، وهو الحد الأدنى المطلوب في الأزمات والذي يكون عادة خمسة أطباء لكل عشرة آلاف نسمة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة