حروب الناصرية والبعث.. صراعات منظري القومية العربية

حروب الناصرية والبعث للكاتب سليمان فرزلي

camera iconحروب الناصرية والبعث للكاتب سليمان فرزلي

tag icon ع ع ع

شكّل الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، الذي حكم سوريا في أثناء الوحدة التي جمعتها مع مصر بين عامي 1958 و1961، حالة جدلية مستمرة حتى اليوم، بين اتهامات منتقديه بتكريس حكم الفرد وإنشاء دولة بوليسية، وهزيمته ومسؤوليته عن نكسة 1967، وبين المدافعين عنه وعما قدمه لمصر من توزيع الأراضي على الفلاحين وبناء المصانع والسد العالي، بالإضافة إلى منح مصر وزنًا إقليميًا ودوليًا في عهده.

لكنّ الجدال حول عبد الناصر لا يتوقف على شؤون مصر الداخلية، ففي حقبته نشأ صراع من نوع آخر مع أطراف سياسية في سوريا والعراق، على رأسها حزب “البعث”.

يحكي كتاب “حروب الناصرية والبعث” للكاتب اللبناني إيلي الفرزلي، أسس هذا الصراع، من أين بدأ وما أسبابه ونتائجه، عبر تسعة فصول قسّمها إلى قسمين.

القسم الأول الذي احتوى على ستة فصول، ناقش فيها الكاتب “الماضي الذي لا يمضي”، ومن خلال هذه العبارة ينتقد غياب أي مراجعات نقدية للسياسات الناصرية والبعثية على حد سواء، وموقف أحد أبرز مؤسسي حزب “البعث”، ميشيل عفلق، من عبد الناصر ومصر، معتبرًا أن غياب هذه المراجعات أدى إلى كل ما حصل في سوريا والعراق ومصر.

كما شرح الكاتب دور السوريين في الوحدة بين البلدين، مفندًا الاتهامات التي وجهها الصحفي المقرب من عبد الناصر محمد حسنين هيكل للسوريين بالانفصال، مستشهدًا بخطابات الرئيس المصري نفسه.

كما ينتقد الكاتب في الفصل الثاني التيارات الإسلامية، ودورها في الحياة السياسية العربية وفي سوريا والعراق، وتحركات الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، وتعاطيه مع التيارات الإسلامية في بلاده.

وبذلك يرى الكاتب أن اللائمة تقع على الجميع، لا على حزب وحيد، محملًا المسؤولية أيضًا للمفكرين العرب.

يحاول الكتاب إعادة قراءة التاريخ وشرحه ونقده للاستفادة من الماضي، وسط أزمات متلاحقة سياسية واقتصادية تعيشها معظم البلاد العربية، التي تمتعت ولو لفترة قصيرة بتعددية سياسية وحياة ديمقراطية أدت في النهاية لسيادة الديكتاتوريات.

يحمل الكتاب شرحًا وافيًا للصراع بين التيارين (الناصرية والبعث) وما بينهما، ورغبات كل طرف على حدة، مع اعتبار كليهما لنفسه زعيمًا ومنظرًا ومنشئًا للقومية العربية وأهدافها، وبالتالي يمثل الكتاب وثيقة تاريخية عن سوريا ومصر والعراق والعلاقة فيما بينها، ودور إسرائيل في العديد من الأزمات في هذه البلاد.

صدر الكتاب في عام 2016 عن “نوفل، دمغة الناشر هاشيت إنطوان” في العاصمة اللبنانية بيروت.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة