صاحب مشروع فني ثقافي.. قنبلة يدوية تُغيّب الفنان عدنان كدرش في إدلب

camera iconالفنان التشكيلي السوري عدنان كدرش- أيلول 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

غاب الفنان التشكيلي السوري عدنان كدرش عن لوحاته إلى الأبد بعد أن قُتل أمس، الاثنين 4 من أيار، بسبب مشاجرة عائلية تطورت إلى اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، في مدينة إدلب شمالي سوريا.

وأفاد مراسل عنب بلدي في المدينة، أن الخلاف نشب بين عائلتي كدرش والنيربي في حي الناعورة وسط إدلب، وكان نتيجة ملاسنة بين شاب يدخّن سيجارة علنًا في مكان عام قبل موعد الإفطار (أذان المغرب) وبين شخص آخر، تطور الأمر إلى اشتباكات.

واستمرت تلك الاشتباكات لأكثر من 15 دقيقة، بحسب المراسل، تخللها إطلاق رصاص ورمي قنبلة يدوية، ما أدى إلى مقتل كل من عدنان كدرش ومحمد نيربي، نتيجة انفجار قنبلة يدوية أمامهما، وإصابة آخرين.

وتخضع مدينة إدلب لسيطرة فصائل “هيئة تحرير الشام”، وتعيش المدينة والمناطق المحيطة توترًا وفلتانًا أمنيًا منذ مطلع العام الحالي، وفق المراسل، بسبب عمليات خطف وقتل وسلب.

جداريات تنطق بثورة

تخرّج كدرش في معهد إعداد المعلمين عام 1999، وعمل كمدرّس لمادة الفنون في مدارس إدلب للمرحلتين الإعدادية والثانوية، كما عمل في مركز الفنون التشكيلية مدة سبع سنوات، تلتها انطلاقة الثورة السورية في معظم الأراضي السورية، بما فيها مدينته، وعلى مفترق ذلك الطريق بدأ بالتفكير جديًا برسم مستقبل جديد لمشواره الفني.

ولم يستطع الفنان السوري الانفصال عن واقعه حين ضجت مدينته بمظاهرات مدنية سلمية، عام 2011، بل عمل على توظيف فنه بخدمة الثورة، وفق ما قاله في حديث سابق مع عنب بلدي، ونشط مع مجموعة من الفنانين في إدلب في مجال رسم لوحات رفعها المشاركون بالمظاهرات طالبوا فيها بإيقاف القمع.

كما رسم جداريات في شوارع إدلب تذكّر بالمعتقلين، وحالة “اللاعدل” التي عانى منها المدنيون في عموم سوريا.

وسعى كدرش عبر لوحات فنية كانت جزءًا من مسيرته الفنية إلى سد ما أسماه “فراغًا ثقافيًا” ساد في محافظة إدلب خلال سنوات الحرب، مدفوعًا بأمل رفض من خلاله إنهاء مشواره الفني على عتبة الحرب.

وعمل في مجال حماية الطفل، ونظّم نشاطات فنية ترفيهية للأطفال في المخيمات حتى خطرت له فكرة تأسيس هيئة تجمع فناني ومثقفي إدلب، كان هدفها “سد الفراغ الثقافي في المدينة”، على حد تعبيره.

وفي أيلول 2018، افتتح كدرش مؤسسة “ضياء” الثقافية، وضمت مثقفين ورسامين وشعراء وخبراء في السينما والمسرح، وكان الهدف منها وفق كدرش، نقل صورة للعالم مفادها أن إدلب مدينة الفن والشعراء والمثقفين “لا مدينة الإرهاب” كما يروّج البعض إعلاميًا.

اقرأ المزيد: مؤسسة “ضياء” للثقافة.. إدلب “ليست تورابورا”

وعرضت المؤسسة الثقافية في 2018، داخل إدلب، عروضًا مسرحية لمجموعة من الشبان في المناسبات والأعياد، كما قدمت فرقة “نور الشام” مسرحية “الوالي وصياد البحر” في حزيران من نفس العام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة