الزلزال الفارسي

tag icon ع ع ع

أحمد الشامي

الاتفاق النووي بين مجموعة 5+1 وإيران لم يكن مفاجئًا، فهذا الاتفاق كان جاهزًا منذ أشهر، وحده «الفيتو» الفرنسي المدعوم من قبل «إسرائيل» و «السعودية» هو الذي أخّر التوقيع.

ما كان هذا الاتفاق ليرى النور لولا إضعاف الموقف الفرنسي وتضافر جهود جهات متنافرة، بعضها محسوب على اﻹسلام الجهادي السني، من أجل «ليّ ذراع» الفرنسيين.

«اوباما» لم يخفِ يومًا رغبته في التحالف مع «إيران» على حساب اﻷتباع العرب. أيضًا، لا مانع لدى الرجل في الحد من عنجهية اﻹسرائيلي وإعادته، هو والعرب العاربة، إلى بيت الطاعة.

الحلف اﻷمريكي اﻹيراني أصبح واقعًا موثقًا في أعراف مكتوبة ومقبولة دوليًا، الاتفاق يمنح «الولي الفقيه» مزايا أكثر من التي كانت للشاه الراحل! ويعترف ضمنًا للدولة الفارسية بدور إقليمي وبنفوذ يفوق كل ما كان يحلم به «رضا بهلوي».

حسنًا، ها قد وقعت «الفأس بالرأس» وتم «تلزيم» الشرق اﻷوسط «ﻷزعرين» إسرائيلي صهيوني غربًا و «صفوي فارسي» شرقًا. كالعادة، سوف يتفق الاثنان على تقاسم اﻷدوار والغنائم على حساب المغفلين من أمثالنا من الراكضين وراء أوهام العروبة واﻹسلاموية.

كيف وصلنا إلى هنا؟ لماذا هزمت كل المشاريع العروبية واﻹسلاموية على يد الغرب، ثم على يد «إسرائيل» ومؤخرًا على يد الجار الذي كان يضاهينا في التخلف حتى سنوات قلائل قبل أن يعتمد على العقل والعلم؟

هل السبب هو في اﻹصلاح الديني الذي قام به «الخميني» وفي تراتبية رجال الدين الشيعة، حيث تسود قواعد صارمة ولا يتمكن من اﻹفتاء سوى صاحب العلم والعقل وليس أي متعمم يجد في نفسه الكفاءة؟

هل السبب هو في كون «آيات الله» لا يضيعون وقتهم في فتاوى «الحيض» و «إرضاع الكبير» ويتخصصون في العلوم الدنيوية كالفيزياء والفلسفة وغيرها من «المحرمات» في ممالكنا «الداعشية»؟

هل السر هو في الديموقراطية اﻹيرانية، التي تتفوق على كل الممارسات الديموقراطية لدينا باستثناء التجربة التونسية؟

لماذا ترسل «إيران» لقتلنا جنرالاتها وطائراتها دون طيار ويعجز «حلفاؤنا» عن إرسال «نفر» أو تزويدنا بمدفع؟

الاكتفاء «بشتم» المشروع الصفوي لا يكفي، كما لم يكفنا «سب» الصهيونية.

قبل أن نشتم الآخر، لنبدأ من أنفسنا ومن فشلنا وأسبابه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة