لماذا رفضت فلسطين طائرة المساعدات الإماراتية الثانية خلال شهر؟

tag icon ع ع ع

رفضت السلطات الفلسطينية أمس، الأربعاء 10 من حزيران، تسلم مساعدات صحيّة أرسلتها الإمارات العربية المتحدة على متن طائرة شحن تابعة لمجموعة “الاتحاد للطيران” الإماراتية.

وحطّت الطائرة، مساء الثلاثاء الماضي، في مطار “ديفيد بن غوريون” في تل أبيب، للمرة الثانية، وعللت السلطات الفلسطينية رفضها بأنّ التنسيق الإماراتي تم مع إسرائيل بدلًا من أن يتم معها.

وبحسب قناة “كان” التابعة لـ”هيئة البث الإسرائيلية”، حملت الطائرة التي حطت في المطار الإسرائيلي، لأول مرة، الشعار الرسمي لدولة الإمارات.

وهذه المساعدات هي الثانية من نوعها التي ترسلها الإمارات إلى الفلسطينيين جوًا عبر المطار ذاته خلال أقل من شهر، لمساعدتهم على مواجهة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، ورفضت السلطة الفلسطينية تسلمها على غرار ما فعلته مع الشحنة الأولى.

طائرة تابعة لشركة "الاتحاد للطيران" محمّلة مساعدات طبية للفلسطينيين تستعد للهبوط في مطار "بن غوريون" في تل أبيب- 9 من حزيران (AFP)

طائرة تابعة لشركة “الاتحاد للطيران” محمّلة بمساعدات طبية للفلسطينيين تستعد للهبوط في مطار “بن غوريون” في تل أبيب- 9 من حزيران (AFP)

أسباب الرفض

قال رئيس “الهئية العامة للشؤون المدنية الفلسطينية”، حسين الشيخ، لوكالة “فرانس برس“، أمس، “لقد رفضنا تسلمها لأن التنسيق بشأنها تم مباشرة بين الإمارات وإسرائيل”.

وأكد الشيخ أن السبب الرئيس هو أنهم لم يكونوا طرفًا في هذا التنسيق.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، قال، في 9 من حزيران الحالي، إن السلطة الفلسطينية لم تُبلّغ بالرحلة.

وصرح للصحفيين بمقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية، أن السلطة لا علم لها بتلك المساعدات و”لم ينسّق معنا بشأنها”، مبديًا ترحيبه بأي مساعدات دولية، بشرط أن تتم وفق تنسيق مباشر.

وفي أيار الماضي، أرسلت الإمارات أول رحلة تعلن عنها الدولة الخليجية إلى إسرائيل، محملة بمساعدات لدعم الفلسطينيين في مكافحة “كورونا”، لكنها رُفضت وبقيت المساعدات في عهدة الأمم المتحدة.

وكانت عن طريق مجموعة “الاتحاد للطيران” أيضًا، لكن الطائرة لم تحمل يومها شعار الشركة الحكومية الإماراتية خلافًا للطائرة الثانية في سابقة من نوعها.

من جانبه، قال الأمين العام للمبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، في حديث مع قناة “الجزيرة“، في 22 من أيار الماضي، إن التصرف الإماراتي غير مفهوم وغير مقبول، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها القضية الفلسطينية، وما تعانيه من محاولات تصفية بعد “صفقة القرن”، التي طرحتها الإدارة الأمريكية.

وشدد على أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام الحاجة الإنسانية للفلسطينيين لتسريع وتيرة التطبيع مع دولة الاحتلال.

وأتت هذه التطورات في حين تستعد إسرائيل للمضي قدمًا في تموز المقبل، بضم مستوطنات بالضفة الغربية بالإضافة إلى غور الأردن.

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أواخر كانون الثاني الماضي، عن خطة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين تنص على ضم إسرائيل للمستوطنات.

وتتضمن في المقابل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على مساحة صغيرة من دون القدس الشرقية، التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم الموعودة، وهو ما رفضوه بشكل قاطع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة