هل كل الكمامات نافعة للوقاية من عدوى “كورونا”

الوقاية من عدوى كورونا
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

تضاربت الأقوال حول فائدة ارتداء الكمامات في الوقاية من عدوى فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، فقد كانت العديد من الدول صرحت بأن ارتداء الكمامات عديم الفائدة، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تعتقد أن استخدام الكمامات الطبية لا بد أن يقتصر بشكل أساسي على العاملين في القطاع الطبي أو إذا كان الشخص نفسه مصابًا بمرض معدٍ، لكنها فتحت الباب لاستخدام الكمامات القماشية المحلية الصنع أو أي غطاء للفم على نطاق أوسع كوسيلة للحد من انتشار فيروس “كورونا”.

ولكن مع ازدياد تفشي وباء “كورونا”، بدّلت العديد من الدول موقفها من ارتداء الكمامات، وتحولت إلى التشديد على ضرورة ارتدائها عند الخروج بهدف كبح تفشي العدوى وخطر الإصابة بالفيروس، مع التنبيه إلى أن استخدام الكمامات الواقية وحده غير كافٍ للتغلب على تفشي الوباء، وإنما يجب أن يكون ضمن حزمة الإجراءات الوقائية الأخرى، كغسل اليدين المتكرر والتباعد الاجتماعي واتباع قواعد السعال والعطاس الصحية.

ما أنواع الكمامات التي يمكن استخدامها للحد من تفشي وباء “كورونا”؟

للكمامات بشكل عام أنواع كثيرة، فهناك كمامات تحتوي على فلاتر كيميائية، منها ما هو مخصص للاستخدام العسكري، ومنها ما هو مخصص للاستخدام الصناعي، ومنها ما يستخدم في المختبرات الطبيّة عند التعامل مع مواد خطرة، وتعمل هذه الكمامات على تنقية جزيئات الهواء من الأبخرة والغازات السامة والكائنات الدقيقة كالفيروسات.

وهناك كمامات طبية (كمامة N95 والكمامة الجراحية)، وهي تستخدم من قبل الأطباء والعاملين في القطاع الصحي.

وهناك الكمامات القماشية المحلية الصنع، وهذه تصنع من أقمشة من القطن الخام أو القطن المخلوط أو أكياس المكانس الكهربائية.

وهناك كمامات ورقية توضع فوق الأنف والفم بواسطة أشرطة مطاطية، وهي تعمل فقط من أجل توفير الراحة الشخصية ضد الغبار المزعج غير السام، وهذا النوع من الكمامات لا يحمي من الكائنات الدقيقة كالفيروسات المسببة للأمراض.

وللحد من انتشار فيروس “كورونا” ينصح بارتداء أحد ثلاثة أنواع من الكمامات:

الكمامة الطبية (N95)

تغطي الأنف والفم والذقن، وتقدم هذه الكمامة حماية كبيرة لمن يرتديها وللمحيطين به أيضًا، ولكن قد يكون ارتداؤها غير مريح، لأنها تعرقل عملية التنفس، ولبعضها صمام يسهل التنفس إلا أنه يزيد من خطر تسرب الفيروسات، وهي تُستخدم بشكل كبير من قبل الأطباء والكادر التمريضي والعاملين في القطاع الصحي الذين لديهم اتصال مباشر مع المرضى، ويمكن ارتداؤها بشكل متكرر.

ويشير الرقم “95” إلى نسبة فاعلية هذه الكمامة في كبح دخول الجزيئات والأجسام الدقيقة التي تبلغ 96%، بينما يرمز الحرف “N” إلى مقاومة المواد الزيتية، فتوجد ثلاثة أنواع:

  • “N” غير مقاومة للزيت (Not resistant to oil).
  • “R” مقاومة إلى حد ما (somewhat Resistant to oil).
  • “P” مقاومة للزيت (oil Proof).

الكمامة الطبية الجراحية

يتم ارتداؤها على الأنف والفم، وهذا النوع من الكمامات عبارة عن عدة طبقات من القماش غير المنسوج، ولها سلك رفيع في جهة الأنف يثبت الكمامة عليه، وتُستخدم لمرة واحدة، أي إنه يجب التخلص منها مباشرة بعد الاستخدام، وذلك عندما تتبلل من التنفس (ثماني ساعات تقريبًا).

وهذا النوع من الكمامات لا يحقق سوى حماية محدودة، إذ إنها قد تمنع الرذاذ والقطرات الكبيرة الحجم نسبيًا من الانتشار، ولا تمنع الجزيئات والكائنات الدقيقة الحجم كالفيروسات، وعندما يسعل مرتديها أو يعطس فإنها تمنع انتشار الرذاذ، لكن عندما يستنشق فإنها تسمح للهواء بالتدفق من الجانبين، أي إنها تحمي الآخرين من العدوى أكثر من حماية مرتديها.

ويلاحظ عند زيارة أي مستشفى أن أطباء الجراحة والكوادر الطبية يرتدون هذا النوع من الكمامات، ومع انتشار فيروس “كورونا” ازداد انتشار هذا النوع من الكمامات بين الناس بشكل كبير.

كمامة القماش

عند الضرورة، وفي حال لم تتوفر الأنواع الأخرى من الكمامات (كمامة N95، أو الكمامة الطبية الجراحية)  فإنه يمكن اللجوء إلى كمامات القماش رغم ضعف فاعليتها في الوقاية من العدوى، وهي كالكمامة الجراحية تحمي الآخرين من العدوى أكثر من حماية مرتديها.

ويمكن استخدام الكمامة القماشية أكثر من مرة، وذلك بعد التأكد من غسلها جيدًا بالصابون أو المنظفات ويفضل بالماء الساخن، ثم تنشيفها، على الأقل مرة في اليوم.

ما تعليمات لبس الكمامة بشكل آمن

  • اغسل اليدين قبل مسك الكمامة.
  • افحص الكمامة (إذا كانت تالفة أو متسخة).
  • بالنسبة للكمامة الطبية الجراحية فهي مصممة بلونين مختلفين، ففي حال كان الشخص مريضًا ويرتدي الكمامة لحماية الناس من العدوى وانتشار الميكروبات عن طريقه، فيكون اللون الأبيض موجهًا له واللون الأزرق موجهًا للناس لكي يمنع الجراثيم من الانتشار، أما في حال كان الشخص يرتديها ليحمي نفسه من العدوى فيكون اللون الأزرق هو الموجه له والأبيض للناس لكي تتم فلترة الجراثيم في الخارج ومنعها من الدخول باتجاهه.
  • اضبط الكمامة على الوجه دون ترك فتحات على الجوانب.
  • غطِّ الفم والأنف والذقن بالكمامة.
  • تجنب لمس الكمامة بعد لبسها.
  • اغسل يديك قبل إزالة الكمامة.
  • انزع الكمامة عن طريق الشريط من خلف الأذن أو الرأس.
  • اسحب الكمامة بعيدًا عن الوجه.
  • احفظ الكمامة في كيس بلاستيكي قابل للإغلاق إذا كانت نظيفة وغير مبللة وكنت تنوي إعادة استعمالها.
  • اغسل يديك بعد نزع الكمامة.
  • امسك الكمامة من شريطها عند أخذها من الكيس البلاستيكي أو العلبة.

ما الممنوعات عند لبس الكمامة

  • لا تستخدم كمامة تالفة.
  • لا تستخدم كمامة رخوة وغير محكمة على الوجه.
  • لا تلبس الكمامة تحت الأنف.
  • لا تضع الكمامة على الذقن والعنق ثم تعيد رفعها إلى فوق الأنف، لأن العنق من المناطق المعرضة والتي قد تكون ملوثة.
  • لا تنزع الكمامة بوجود أشخاص بمسافة أقرب من متر واحد عنك.
  • لا تستخدم كمامة لا تستطيع التنفس من خلالها جيدًا.
  • لا تلبس كمامة متسخة أو رطبة.
  • لا تشارك الكمامة مع أشخاص آخرين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة