خريف الكامب نو.. تعطلت لغة الكلام

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لم يكن يخيل لأي عاشق لنادي برشلونة الإسباني، أو لكرة القدم عامة، أن يأتي فصل الخريف للعام الحالي بهذا الثقل وهذه التطورات.

فبين ضيق الأفق والأماني تنشب صراعات داخل وخارج الكامب نو (معقل نادي برشلونة)، لتعلن عن ولادة جديدة للبلوغرانا، أيًا كان نوع هذه الولادة، فنحن هنا لا نفترض الصحة والعافية المبكرة للمولود مباشرة، ونترك للأيام وتسارع الأخبار اختيار شكل ووقت المخاض، فلربما يكون يسيرًا أو عسيرًا.

وأمام حجم التغريدات والأخبار اليومية عن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، التي بدأت تغطي على أخبار وتطورات جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) وتصريحات أهم الزعماء السياسيين في العالم، صار واضحًا أن خريف الكامب نو لن يكون سهلًا ولا سريعًا في محيط وأروقة وأيام النادي.

تتعطل لغة الكلام في حضرة الصراع بين قائد الفريق ورئيس مجلس الإدارة، ميسي وبارتوميو، والتحليلات على أشدها بمغادرة الأول للنادي أو استقالة الأخير، ثم عدم الموافقة على بيع النجم الأرجنتيني باعتبار أنه من ضمن مشروع المدرب كومان بحسب ما ينص عليه العقد وشروطه.

لتنتقل الحرب إلى الشرط الجزائي وقيمة كسر العقد، وسط محاولات جماهيرية محدودة لدخول الكامب نو والاعتصام أمام مقر النادي، بحثًا عن بارتوميو، والمطالبة برحيله عن النادي.

وعلى الرغم من أن التصريحات مقتضبة بين الطرفين، أو بين كل الأطراف بحسب نسبة الأهمية والصراع والمكانة، فإن “السوشيال ميديا” وأكبر الصحف والمجلات تبني وتهدم على مدار الساعة، وتتخذ الوجهة لكل طرف بحسب السيناريوهات المحتملة أو المعقدة، وهذا ما يجعل الجماهير المقربة من النادي تكره وتحب وتتقلب في الاهتمام والمزاجية… مع عدم نية أي طرف من الأطراف المتصارعة حاليًا التصريح بما يحصل ضمن مؤتمر صحفي واضح.

تسريبات، توقعات، سيناريوهات لا أساس لها، قال فلان وصرح فلان وهاجم فلان، تعلو هنا صرخات الحرب وتتعطل مجددًا لغة الكلام، بانتظار التمرين الأول للفريق برفقة المدرب الجديد الهولندي كومان، في 31 من آب الحالي.

من سيُكتب له البقاء فعلًا في الفريق للموسم المقبل؟ ومن سيغادر بأوامر المدرب الجديد؟ هل سيحضر ليونيل ميسي التدريبات ويجري الفحوصات الاعتيادية أم لا؟

ومع وجود إشارات بحضوره بشكل روتيني للتدريب، يبدو مصير الصراع مبهمًا أمام وسائل الإعلام، التي تتفنن على مدار الساعة بمرجحة المشجعين والعشاق ومتابعي كرة القدم في العالم.

إلى مانشستر سيتي، إلى باريس سان جيرمان، باتجاه إنتر ميلان، حجب الثقة عن الرئيس، سيكمل الرئيس حتى آذار من العام المقبل 2021، وعناوين عريضة ومبالغ خيالية يتحدث عنها الإعلام والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي في كل يوم، ولا تصريح يثبت أو ينفي كل ما يشاع، فيطيل عمر الخريف، الذي لا يتمناه كومان المدرب الجديد، ولا تتمناه مدرجات الكامب نو، ولا أي عاشق لكرة القدم في المعمورة.

قد يقول البعض عن هذه الحقبة إنها للنسيان، أو اعتيادية في رحيل النجوم وأزمات فرق كرة القدم عبر التاريخ، ربما يكون هذا التوصيف صحيحًا، ولكن الانقسامات الحادة، وعمليات التشويه المبرمجة، والأخطاء التي وقعت بها كل الأطراف من النجم الأسطوري إلى المدرب إلى الرئيس إلى من يرغبون بالترشح مكان الرئيس، تعطل لغة الكلام والهدوء فعلًا في نفوس الجماهير والمتابعين على أمل سريع بالحل، وتوافقات مفيدة قبل بدء الموسم الجديد.

بقي النجم أو رحل، استقال الرئيس أو تابع مهامه، لا فرق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة