تعا تفرج

إنزال إسرائيلي في شارع الجلاء

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

لا فرق بين ممانع يدافع عن “حزب الله” اللبناني، وآخر يدافع عن نظام المجرم بشار الأسد، إلا بكمية الترهات، والسفسطة الديماغوجية. الأول يقول لك ما معناه إذا توقف “حزب” الله عن فرض هيمنته على القرار اللبناني لمصلحة إيران، فسوف تخسر الأمة العربية (لعله يقصد الأمة الإيرانية) قضيتَها العادلة، وتصبح مطية سهلة للاستعمار والصهيونية والرجعية المحلية، والثاني يقول لك إن دفاعاتنا الجوية تتصدى للطائرات والصواريخ الإسرائيلية وتمنعها من تحقيق أهدافها أولًا بأول، ولولاها لما بقيت في سوريا أبنية صالحة للسكنى. (يقصد: أبنية صالحة للقصف من قِبَلنا!).

بالأمس القريب استضاف برنامج “صار الوقت” على قناة “MTV” اللبنانية واحدًا من هؤلاء الممانعين الشرسين. أطنب الممانع الضيف في مديح “حزب الله” وأسلحته، فهذا السلاح يشكل قلقًا للكيان الصهيوني، ويمنعه من السيطرة على مزارع شبعا، ويحمي لبنان من التكفيريين.

واجهته إحدى الصبايا الشجاعات الموجودات في استوديو البرنامج بقولها إن كلامه يقلل من شأن الجيش اللبناني، فعاجلها بالقول:

– أنا مو ضد الجيش اللبناني، أهلي وإخوتي متطوعين فيه، كمان أنا بدي أخلي أولادي يتطوعوا فيه، ولكن، لولا سلاح حزب الله لوصل الجيش الإسرائيلي إلى هذا الاستوديو!

ذكرتني هذه العبارة بفصل من رواية قيد التأليف لمحسوبكم عنوانها “دفاتر عبد المجيد”، يروي فيها البطل “أبو الجود” لصديقه الكاتب أنه قرر، ذات يوم، أن يحصل على شهادة سواقة عمومية لكي يؤمّن لنفسه عملًا يعيش منه وأسرته، وكان يومئذ جاهزًا من الناحيتين البدنية والنفسية، ولا يوجد لديه سوى مشكلة صغيرة جدًا وهي أنه لا يبصر جيدًا (ما بيطسّ)! والمشكلة أنهم لا يعطون شهادة سواقة لأحد إلا بشرط تعجيزي، وهو أن يكون بصر السائق جيدًا! ولكن، يجب علينا أن نحمد الله تعالى لأنه خلقنا في بلاد تسير فيها الأمور على مبدأ: إرشي بتمشي، لذلك ذهب إلى زوجته وصار يرجوها ويتوسل إليها أن تعطيه 200 ليرة من مدخرات الأسرة، ليدفعها للموظف “أبو هداد” فيعطيه هذا الأخير شهادة أنه (بيطس)، ولكن زوجته الحقيرة رفضت، فذهب إلى المقهى، حيث يجلس “أبو هداد” يؤركل ويتصيد الزبائن المستعدين لدفع الرشى مقابل حصولهم على شهادة طبية جيدة. جلس معه، وشرع يستعطفه، متحدثًا عن فقره، ونحسه، وكيف أنه يمسك الذهب فينقلب بين يديه إلى تراب، وطوال الوقت بقيت عينا “أبو هداد” معلقتين بأصابعه، عسى أن يلمح في طياتها ورقة من فئة المئة أو الخمسين ليرة دون جدوى، حتى إذا فرغ “أبو الجود” من الكلام قال “أبو هداد”:

– بتعرف إذا أنا بعطيك وثيقة بتثبت أنك بتطسّ كويس أيش يصير؟ لا تستبعد بكرة الصبح تعمل الطيارات الإسرائيلية إنزال هون في شارع الجلاء بإدلب، ولا تستبعد يدخلوا الجنود الإسرائيليين على القهوة وياخدونا رهائن! والله يستر ما ياخدوا نسواننا كمان!

استبشر “أبو الجود” خيرًا بالعبارة الأخيرة، وقال: يا ريت ياخدوا نسواننا. بالله عليك مَرَا ما بتعطي زوجها 200 ليرة يرشي فيها حضرتك، لأيش الواحد يحواها في بيته؟!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة