رغيف خبز لكل شخص.. أزمة الخبز مضاعفة في الرستن

طفل سوري بعد حصوله على حصته من الخبز - المصدر (AFP)

camera iconطفل سوري بعد حصوله على حصته من الخبز- المصدر (AFP)

tag icon ع ع ع

يشتكي سكان منطقة الرستن التابعة لمحافظة حمص من نقص مادة الخبز، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد. 

ورصدت عنب بلدي شكاوى عدد من أهالي الرستن، الذين قالوا إن المراكز توزع رغيفًا واحدًا لكل شخص يوميًا في بعض الأحيان. 

أمجد دلة من سكان قرية غرناطة التابعة للرستن، قال لعنب بلدي، إن منح الأفران رغيفًا واحدًا من الخبز للأفراد في بعض الأحيان، يدفع الأهالي لشراء كيس الخبز من “السوق الحرة”.

فمن يرغب بشراء كيس خبز كامل، عليه التعامل مع أشخاص “متنفذين” في المدينة، كموظفين في البلدية، أو في مخفر الشرطة، عندها يحصل على كيس الخبز بـ500 ليرة، بينما تباع الربطة في المراكز بـ150 إن وجدت، بحسب مراسل عنب بلدي في ريف حمص. 

وأضاف المراسل أن سبب انخفاض كميات الخبز الموزعة، يعود إلى انخفاض الطاقة الإنتاجية مقارنة ببقية المناطق، حيث يزود فرن الرستن المزارع المجاورة للمدينة والقرى التابعة لها (غرناطة، الزعفرانة، الشعبانية). 

ومع مرور أكثر من عامين على اتفاق “التسوية” بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام، ما زالت منطقة ريف حمص الشمالي تعاني من ضعف الخدمات الحكومية.

ومنذ سيطرة النظام السوري على ريف حمص، صارت أزمة الخبز حديث الناس الدائم، دون حلول واقعية تنصفهم وتؤمّن المادة لهم.

كما عمدت قوات النظام خلال سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة إلى تدمير البنى التحتية الخدمية، خصوصًا الأفران في مدينة الرستن، التي تغذي منطقة ريف حمص الشمالي بالخبز، إذ دُمّرت بشكل كامل.

وتعرض الفرن الآلي الحكومي في مدينة الرستن والوحيد في المنطقة للقصف من قبل قوات النظام، منذ عام 2012، كما تعرض للسلب والسرقة.

وقبل اتفاق “التسوية” في المنطقة، أعادت منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” تجميع ما تبقى من خطوط الإنتاج ونقلها إلى بناء جديد، وتجهيز فرن الرستن بمولدة كهربائية، بالإضافة إلى تقديم أعمال الصيانة الدورية لجميع أجزاء الفرن.

مراسل عنب بلدي أوضح أنه في حال تعطل الفرن، يتم تحويل مخصصاته إلى فرن في حمص، ومن ثم يُرسل الخبز إلى مدينة الرستن دون ضمان تعرضه للسرقة.

ويتم توزيع أرغفة الخبز على الأهالي عن طريق مراكز يعتمدها الفرن، وتقوم بإبلاغ الأهالي عن طريق مجموعات “واتساب”، يُفترض التسجيل بها مسبقًا، للإعلام بوصول الخبز دون وجود موعد ثابت. 

وبحسب المراسل، فإن الأفران الخاصة ممنوعة من العمل، بحجة تعاملها مع فصائل المعارضة المسلحة سابقًا. 

ناصر شحود، صاحب أحد الأفران الخاصة في الرستن، قال لعنب بلدي، “أمتلك رخصة فرن خاص كانت سارية المفعول قبل 2011، وبعد خروج المنطقة عن سيطرة النظام، بدأت المنظمات الإغاثية العاملة تستخدم الفرن في إنتاج الخبز، وبعد عودة قوات النظام إلى المنطقة، لم أستطع تجديد الرخصة، وبقيت عالقة بانتظار موافقة الأمن الوطني”.

وأضاف أنه حاول دفع رشوة بمبلغ 25 مليون ليرة لرئيس فرع الأمن العسكري، من أجل تجديد رخصة الفرن، لكن دون جدوى، على الرغم من من حاجة المدينة الماسة إلى وجود فرن آخر لتخفيف الأزمة الخانقة والطوابير الطويلة طلبًا لمادة الخبز.

ويضطر المواطنون للوقوف ساعات طويلة على طوابير الأفران الحكومية للحصول على الخبز.

وفي 15 من أيلول الماضي، أرجع مدير المخابز، زياد هزاع، سبب الازدحام الشديد على المخابز في سوريا إلى زيادة الطلب على الخبز والاستجرار الكبير له في الآونة الأخيرة، بحسب ما نشرته صحيفة “تشرين” الحكومية.

ونفى هزاع وجود نقص في الطحين بقوله، “الدقيق مُؤمّن، ومستلزمات صناعة الرغيف من دقيق وخميرة ومحروقات جميعها مؤمّنة بما يغطي حاجة سوريا”.

وقال إن مستهلكي الخبز السياحي عادوا لشراء الخبز التمويني نظرًا إلى ارتفاع سعر الخبز السياحي، ما اضطر الشركة لتشغيل المخابز بالطاقة القصوى وعلى المولدات أحيانًا بسبب انقطاع الكهرباء المستمر، الأمر الذي عطّل بعض المخابز وأوقف بعضها الآخر عن العمل، بحسب تعبيره.

ووفق مراسل عنب بلدي، فإن محافظة حمص وريفها لم تدخل حتى لحظة إعداد الخبر نظام التوزيع عبر “البطاقة الذكية”.

ففي 19 من أيلول الماضي، بدأت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري، بتوزيع الخبز على المواطنين عبر “البطاقة الذكية” وفقًا لنظام “الشرائح” في مخابز دمشق وريفها واللاذقية.

وبحسب آلية التوزيع، تحصل العائلة المؤلفة من شخص أو شخصين على ربطة خبز واحدة، والعائلة المؤلفة من ثلاثة أو أربعة أشخاص تحصل على ربطتين، والعائلة المؤلفة من خمسة أو ستة أشخاص تحصل على ثلاث ربطات، ومن سبعة أشخاص وأكثر أربع ربطات، وتحتوي الربطة الواحدة على سبعة أرغفة.

أما في حمص، فيتم التوزيع وفق دفتر العائلة، حيث يُسجل في بلدية الرستن، التي تقوم بدورها بإرسال المعلومات إلى الفرن، الذي يقوم بتخصيص الخبز بناء على عدد الأفراد المسجلين لديه، لإرسالها إلى المراكز المخصصة بالتوزيع داخل المدينة، وفق المراسل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة