عمرو موسى: هكذا سكب وزيرا خارجية عربيان “الماء البارد” على وليد المعلم

محمد سالم الصباح ووليد المعلم وسعود الفيصل (تعديل عنب بلدي)

camera iconمحمد سالم الصباح ووليد المعلم وسعود الفيصل (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تحدث الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، عن كواليس عمله السياسي وبعض محاضر الاجتماعات العربية في كتاب دوّن فيه مذكراته، بما فيها مواقف متعلقة بسوريا.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، السبت 5 من كانون الأول، مقتطفات من مذكرات دوّنها موسى بكتاب حمل عنوان “سنوات الجامعة العربية”، ويصدر قريبًا عن دار “الشروق” ضمن 19 فصلًا.

سكب “الماء البارد” على وليد المعلم

نقل الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، بعضًا من كواليس اجتماعات وزراء الخارجية العرب إبان اندلاع حرب تموز 2006، بعد أن هاجمت قوة تابعة لـ”حزب الله” اللبناني موقعًا عسكريًا إسرائيليًا.

وأشار موسى إلى وجود “انقسام عربي” فيما يخص ما أقدم عليه “حزب الله” من تصعيد مع إسرائيل، إذ اعتبرت مصر والسعودية أن هذه مغامرة من جانب الحزب.

ودعت الكويت حينها، بالتنسيق مع موسى، إلى اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، وانعقد في 15 من تموز في عام 2006، بعد ثلاثة أيام من بدء التصعيد الإسرائيلي.

وشهدت الجلسة الثانية المغلقة للاجتماع مشادات كلامية “حادة” بين وزير الخارجية السعودي الأسبق، سعود الفيصل، ونظيره السوري وقتها، وليد المعلم.

وقال المعلم، وفق محضر الاجتماع الذي أورده موسى، “أريد أن أشاطركم بعض أحلامي المجنونة، أقول مجنونة لأنها لا توائم الأوضاع العربية الراهنة أو الأوضاع الدولية (…) حلمت بأن اجتماعنا سيبدأ بدقيقة صمت على أرواح شهداء غزة ولبنان، وأن الأمين العام سيدعو إلى اجتماعنا هذا في غزة (…) حلمت أن نجتمع في إحدى قرى الجنوب اللبناني في منزل أم سمير قنطار، لنعرف منها معنى الصبر والانتظار طوال 30 عامًا لتحرير ابنها”.

لكن الفيصل رد على المعلم، قائلًا، “لم أكن أعلم عن الأخ وليد أن سياسته تسير بالأحلام، وفي حلمه اكتشف في بعض ما قيل من المواقف التي أعلنت من بعض الدول العربية أنها ساعدت إسرائيل في هجومها على لبنان (…) وهذا أولاً كلام غير مسؤول، وثانيًا غير صحيح (…) أنا لا أتصور مثلًا ماذا سيكون عليه موقف الأخ وليد لو أن منظمة من المنظمات قامت بعدوان على إسرائيل من الجولان (…) ماذا سيكون الموقف؟ لماذا يكون مسموحًا لمن يريد أن يستخدم الأراضي اللبنانية في التهجم على إسرائيل ولا يستخدم الجولان؟”.

وتساءل الفيصل، “هل إسرائيل هجمت لأننا أصدرنا بيانًا؟ إسرائيل هجمت بسبب ما قام به (حزب الله) في المنطقة. أي حلم ذلك الذي يعتقد أن التعقل ومنهج المنطق في اتباع السياسة هو خطأ فادح؟ هذه أحلام شيطانية”.

أما وزير خارجية الكويت، محمد سالم الصباح، فرد على المعلم قائلًا، “جميل وصف أخي أبي طارق (المعلم) عن الأحلام. والأحلام الوردية في بعض جوانبها تعود إلى تناول عشاء خفيف، معلهش اقبلها مني (…) ألقي عليك شيئًا من الماء البارد لتصحو من الأحلام، لأن الحقائق على الأرض مزعجة، فهذا هو عصر الانشقاقات والانقسامات”.

انسحاب سوري من لبنان

في 14 من شباط 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، ما دفع عمرو موسى للتوجه مباشرة إلى لبنان، حيث لمس اتهامات لسوريا بالوقوف وراء عملية الاغتيال.

ويقول موسى إنه توجه إلى سوريا في اليوم الثالث بعد عملية الاغتيال، ووصل مباشرة إلى القصر الرئاسي، حيث قابل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وكان الحديث “صريحًا جدًا”، مضيفًا، “وما قيل عن أن بشار كان كثير الكلام قليل العمل ليس بالضرورة صحيحًا”.

وأبلغ موسى الأسد أن “مصرع رفيق الحريري لن يمر بسهولة، وأن موضوع الوجود السوري أصبح الآن مطروحًا بقوة، وهناك مطالبة كبيرة جدًا بانسحاب القوات السورية”.

ورد الأسد، “أنا أول رئيس سوري يسحب قوات من لبنان، فقد كان هناك أكثر من 60 ألف عسكري سوري عند وصولي إلى الحكم، خفضت العدد إلى 35 ألف عسكري الآن، ومستعد أن أسحب وسأسحب قوات إضافية، ولا مانع لدي أن أسحب جميع القوات”.

وحصل موسى على موافقة من الأسد للإعلان عن قراره بسحب القوات السورية من لبنان، ولكن فاروق الشرع، وزير الخارجية السوري حينها، “لم يكن مرتاحًا لما قلته لعدد من الصحفيين السوريين من أن الرئيس قرر بدء انسحاب الجيش السوري من لبنان”.

ومساء اليوم ذاته، كذّب مسؤولون سوريون ما ذكره الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أن الأسد تحدث إليه عن سحب القوات من لبنان، ما أغضب موسى، واتصل بالشرع فورًا، وطالبه بسحب البيان وتجنب الدخول في حرب تصريحات.

وأضاف موسى في كتابه، “بعد دقائق، حدثني وزير الإعلام السوري، وقال إن لديه تعليمات بأن يعود إلي لأذكر له ما أريد إذاعته وسيذيعون ما أريد”.

وتابع، “كان واضحًا أن الرئيس الأسد أمر بإصدار تصحيح يؤكد أن الرئيس قال هذا الكلام للأمين العام، وهذا شيء مهم يدل على المصداقية، في حين أن المساعدين أو الإدارة السورية حاولت أن تضع غطاء على انسحاب القوات السورية، وربما كانت ضد هذا الانسحاب، إنما الرئيس كان واضحًا في تفكيره وفي حركته، وبدأ فعلًا بتخفيض القوات ثم سحبها كلها”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة