لقب الدوري الإيطالي.. طوق النجاة لكونتي مع إنتر ميلان

camera iconأنطونيو كونتي في مباراة فريقه أمام شاختار الأوكراني 9 من كانون الأول 2020 (ESPN)

tag icon ع ع ع

صدم نادي إنتر ميلان الإيطالي مشجعيه، في 9 من كانون الأول الحالي، عندما فشل بالفوز على نادي شاختار الأوكراني في الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا، ليغادر البطولة بعد احتلاله المركز الأخير في المجموعة، وبالتالي فشل حتى بالالتحاق ببطولة الدوري الأوروبي، البطولة الأوروبية الثانية من حيث الأهمية.

وأدى فشل الإنتر بالتأهل، رغم حاجته إلى الانتصار بأي نتيجة، مع الفوارق الفنية لمصلحته أمام شاختار، إلى ازدياد الضغوط على مدرب الفريق الإيطالي أنطونيو كونتي، الذي صار مطالبًا بتحقيق لقب الدوري المحلي للموسم الحالي لإنقاذ الموسم من فشل جديد.

وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي يفشل فيها المدرب الإيطالي بتجاوز مرحلة المجموعات، إذ عانى من الأمر نفسه في النسخة الماضية من البطولة بعد احتلاله المركز الثالث، خلف برشلونة وبروسيا دورتموند.

وسيؤثر الخروج المبكر من البطولات الأوروبية على الإنتر اقتصاديًا، وخاصة مع الأزمة الاقتصادية التي ضربت الأندية جراء جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

ولم ينجح كونتي منذ توليه قيادة الفريق، في عام 2019، بالفوز بأي لقب، إذ احتل المركز الثاني في الموسم الماضي على سلم ترتيب الدوري الإيطالي بفارق نقطة واحدة عن يوفنتوس، بعد فشله باستغلال التعثرات المتتالية للأخير في البطولة المحلية، كما خسر نهائي بطولة الدوري الأوروبي أمام إشبيلية.

الدوري المحلي.. استغلال تعثر المنافسين

ربما يشكل الفوز بالدوري الإيطالي للموسم الحالي “طوق نجاة” لكونتي بعد الفشل الأوروبي، لكن طريقه لن يكون مفروشًا بالورود في ظل عودة غريمه المباشر (إي سي ميلان)، وتحقيقه الصدارة دون أي خسارة حتى كتابة هذا التقرير، والملاحقة الشرسة من منافسيه.

كما يستطيع استغلال خلوّ جدول مبارياته من الضغوط للتركيز على الدوري، إذ إن جميع منافسيه المباشرين في الدوري (باستثناء نادي ساسولو) يلعبون إما في دوري أبطال أوروبا أو في الدوري الأوروبي.

(يلعب كل من يوفنتوس وأتلانتا ولاتسيو في دوري أبطال أوروبا، ونجحوا بالتأهل إلى دور الـ16 من البطولة، بينما تلعب أندية روما ونابولي وإي سي ميلان في الدوري الأوروبي، ويحتلون صدارة مجموعاتهم، وضمنوا التأهل إلى الدور التالي من البطولة).

ويحتل إنتر ميلان حاليًا المركز الثاني في ترتيب الدوري الإيطالي خلف نادي إي سي ميلان، بفارق خمس نقاط، إذ حقق الانتصار في ست مباريات وتعادل في ثلاث وخسر واحدة فقط، وسجل 26 هدفًا (أقوى خط هجوم)، وتلقى 14 هدفًا.

حل المشاكل الداخلية

يعرف كونتي الذي تلقى دعمًا كبيرًا من إدارة النادي مطلع الموسم الحالي (ماديًا ومعنويًا)، أن فشله في تحقيق لقب محلي على الأقل، يترافق مع أداء جيد من الفريق، وإصلاح الأخطاء الفنية ورفع مستويات لاعبيه، وحل مشاكله معهم، يعني إقالته من تدريب الفريق قبل نهاية عقده في صيف عام 2022.

وليحقق كونتي هذا الأمر عليه الحفاظ على الانتصارات، ودفع فريقه لتقديم مستوى ثابت في الدوري، وحل المشاكل داخل غرفة الملابس، خاصة بعد الانتقادات الهائلة من الصحافة والجمهور لعدم استعانته باللاعب الدنماركي كريستيان إريكسن.

وأي تعثر في الدوري يعني تراجع إنتر ميلان إلى مراكز متأخرة على جدول الترتيب، إذ إن فريقي نابولي ويوفنتوس يملكان 20 نقطة (بفارق نقطة واحدة عن الإنتر)، ويحتلان المركز الثالث والرابع حاليًا، بينما يحتل نادي ساسولو المركز الخامس وفي جعبته 19 نقطة، وروما المركز السادس بـ18 نقطة.

ويبدو أن لاعبي الإنتر يعرفون هذا الأمر أيضًا، إذ سبق للاعب الفريق التشيلي أرتورو فيدال أن قال في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، في 10 من كانون الأول الحالي، إن هدف الفريق في الفترة الحالية هو لقب الدوري، في حين ترى صحيفة “Gazetta” الإيطالية في تقرير نشرته، في 11 من كانون الأول الحالي، أن غضب اللاعبين من الخروج المبكر من البطولة الأوروبية يجب أن يكون عاملًا إيجابيًا للفوز بالدوري.

وإلى جانب الفوز في المباريات، على كونتي أن يحل مشاكله مع عدد من لاعبي الفريق، على رأسهم كريستيان إريكسن، الذي لم يشارك في الموسم الحالي سوى في 11 مباراة فقط، أربع منها في دوري أبطال أوروبا وسبع في الدوري المحلي، بمجموع 315 دقيقة فقط، من أصل ألف و440 دقيقة لعب متاحة على الأقل.

وتسبب عدم استعانة كونتي باللاعب الدنماركي بغضب عارم بين جماهير الفريق، التي هاجمت كونتي، مع إمكانية رحيل اللاعب في الانتقالات  في كانون الثاني 2021.

من جهته، قال موقع “Calciomercato“، في 9 من كانون الأول الحالي،  إن لاعب الفريق ستيفانو سينسي ربما يغادر الفريق بسبب وجود كونتي على دكة البدلاء.

ويعتبر حل المشاكل داخل غرفة الملابس أحد أهم الأسباب التي ستساعد كونتي على المضي قدمًا للفوز بالدوري الإيطالي، لما يمثله هدوء لاعبي الفريق من أهمية على إيمانهم بأفكار مدربهم وتزايد رغبتهم بتحقيق الألقاب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة