شماتة وقرآن خاص به.. الجعفري يحزم أمتعته تاركًا مواقفه في مجلس الأمن

بشار الجعفري خلال قمة آستانا -24 كانون الثاني 2017- (رويترز)

camera iconبشار الجعفري خلال قمة أستانة- 24 كانون الثاني 2017- (رويترز)

tag icon ع ع ع

غادر بشار الجعفري، منصبه كمندوب دائم لسوريا في الأمم المتحدة، للالتحاق بمهمته الجديدة كنائب لوزير الخارجية لدى النظام فيصل المقداد.

وقال الجعفري خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت عن بعد بتقنية الفيديو، أمس الأربعاء، 16 من كانون الأول، إن بيانه هذا سيكون الأخير في مجلس الأمن.

واتهم مندوب النظام الغرب بعرقلة حل القضية السورية ضمن أعمال مجلس الأمن وعرقلة جهود التسوية.

ومنذ عام 2006، تسلم الجعفري منصب مندوب دائم للنظام في الأمم المتحدة، ليترك المنصب بعد 15 عامًا من شغله.

وجاءت مغادرة الجعفري لمنصبه بموجب مرسوم صدر من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في 22 من تشرين الثاني، عيّن فيه فيصل المقداد وزيرًا للخارجية والمغتربين (خلفًا لوليد المعلم)، وبشار الجعفري نائبًا لوزير الخارجية.

كما سمى السفير بسام الصباغ مندوبًا دائمًا لسوريا في الأمم المتحدة في نيويورك، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

ضحكة الجلاد على أطلال “مذابح حلب” 

من أبرز المواقف التي سجلت للجعفري في مسيرته السياسية بمجلس الأمن، كان، في 28 من أيلول 2016، عندما سأله مراسل شبكة “الجزيرة” الإنجليزية، “سيدي المندوب، هل قصفتم المستشفيين في حلب؟”، وكانت إجابة الجعفري حينها ضحكة (بدت استهزائية) وسمعت على مايكروفونات الكاميرات في بهو مقر الأمم المتحدة.

 

وبعد هذه الحادثة واصل النظام السوري قصفه وحملاته العسكرية المكثفة للسيطرة على أحياء حلب.

وفي 9 من كانون الأول 2016، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 25 شخصًا بينهم 15 طفلًا وست سيدات، بإلقاء النظام براميل متفجرة على أبنية سكنية قرب مدرسة في حي الجلوم بمدينة حلب.

وقُتل أكثر من 560 شخصًا بينهم 148 طفلًا و63 سيدة، خلال قصف النظام مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب، خلال الفترة بين 15 و24 من كانون الأول 2013، بعد تكثيف قوات النظام والروس القصف بالقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة للأحياء المحاصرة.

وفي 22 من كانون الأول 2016، سيطرت قوات النظام على المدينة، بعد قطعها خطوط الإمداد في حزيران من العام ذاته، وذلك بعد قصف مكثف بالمدفعية، وغارات الطيران الحربي، والبراميل المتفجرة الملقاة من الطائرات المروحية.

“وطنان” داخل سوريا

عين الجعفري رئيسًا لوفد حكومة النظام في محادثات “جنيف”، مع المعارضة السورية، وتكررت جهوده في عرقلة سبل حل الأزمة السورية، مع إصراره على رفض أي حل سياسي يتضمن رحيل رئيس النظام، بشار الأسد.

وفي 27 من آذار 2019، استهل المندوب السوري كلمته في أثناء جلسة لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني، بالاستشهاد بعبارة مأثورة.

وقال وقتها:

أود أن أنقل إلى علم زملائي الأعزاء مقولة تنسب، في المقام الأول إلى المدير السابق لمتحف اللوفر، أندريه بارو، وباحث الآثار الفرنسي الشهير، شارل فيرلو.
لماذا هذان الاثنان بالذات؟ لأنهما قالا شيئًا مهمًا جدًا عن سوريا، وذلك منذ وقت بعيد، لكن هذا الشيء يجب أن يذكره الجميع.. كان شارل فيرلو أول باحث آثار فك رموز أبجدية الأوغاريتيين، وهي أول أبجدية في العالم، وحدث ذلك في موقع أوغاريت الواقع قرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري. وقال هذان الشخصان ما يلي: لكل إنسان متحضر في هذا العالم وطنان: وطنه الأم وسوريا. وتقودني هذه المقولة إلى مقولة أخرى ربما تعود لديدرو الذي قال ذات يوم: إن السياسة ليست مزحة تافهة، بل هي المسؤولية الحقيقية

قرآن من تفصيل “البعث”

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا للجعفري عندما ترأس وفد النظام السوري في جنيف، حين تلى فيه ما قال إنها “فاتحة قرآننا”، وجاء فيها تأكيد أنه لن يكون هناك تفاوض مع المعارضة.

تلاعب في جغرافيا الحدث

وفي 13 من كانون الأول 2016، عرض مبعوث نظام أمام جلسة في مجلس الأمن صورًا زعم أنها لجنود النظام السوري، وهم يساعدون المدنيين. 

وفي إحدى الصور المعروضة كانت لجندي ينحني أمام امرأة مدنية لكي تدوس على ظهره كوسيلة للنزول من عربة كانت تقلها، وقال الجعفري إن هذه الصورة “التقطت شرقي حلب” (بهدف تكذيب المجازر التي كان ترتكبها قوات النظام هناك).

ولكن وبعد الجلسة اتضحت حقيقة الصورة، إذ تم التقطها في العراق في 2015، وتداولتها الصحف العراقية وقتها وليس في سوريا، بحسب ما أوضحت قناة “العربية الحدث” آنذاك.

أمريكا تتنازل عن أراضيها لإسرائيل

وفي رد على اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالجولان المحتل “أرضًا لإسرائيل”، نصح المندوب السوري الإدارة الأمريكية، بتقديم ولاية أمريكية أو اثنتين لإسرائيل كمكرمة.

وقال الجعفري، في جلسة مجلس الأمن أواخر آذار 2019، “الجولان سوري وسيعود وعلى الأمريكي والإسرائيلي ألا يظنوا واهمين أن أرضًا سورية يمكن أن تصبح يومًا جزءًا من صفقة لعينة وخبيثة… وإذا أرادت الإدارة الأمريكية أن تظهر الكرم لإسرائيل فعليها ألا تتطاول على ما لا تملك فمساحتها واسعة ومترامية الأطراف، وبالتالي فلتتنازل عن ولاية أو ولايتين من الولايات الأمريكية لإسرائيل ما دامت حريصة على رضاها عنها”.

ووقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على قرار اعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري.

وجاء التوقيع في 25 من آذار 2019، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، حيث قال ترامب إن إسرائيل لديها الحق المطلق في الدفاع عن نفسها، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستقف إلى الأبد جنبُا إلى جنب مع إسرائيل.

ولا تعترف الأمم المتحدة بهذا القرار، إذ جددت الجمعية العامة عبر موقعها الرسمي، في 2 من كانون الأول الحالي، موقفها وأكدت أن الجولان أرض سورية محتلة.

وذكرت الجمعية أن الدول صوّتت بالأغلبية لمصلحة سيادة سوريا على الجولان، واعتبار جميع إجراءات الاحتلال الإسرائيلي فيه باطلة ولاغية، وفاقدة لشرعيتها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة