فيلم “The Stoning Of Soraya M”.. القتل ظلمًا في قرية نسيتها الحياة

الخالة زهرة برفقة الصحفي الفرنسي تحاول دعوته لتخبره قصة ثريا- 21 من كانون الأول (برومو الفيلم)

camera iconالخالة زهرة برفقة الصحفي الفرنسي تحاول دعوته لتخبره قصة ثريا- 21 من كانون الأول (برومو الفيلم)

tag icon ع ع ع

تمتلك الأفلام المستمدة من قصص واقعية جاذبية بالنسبة للمشاهدين، لأن الناس يحبون سماع قصص بعضهم، وتستمد واقعية قصة فيلم “The Stoning Of Soraya M” جاذبيتها من عمق المأساة والظلم الذي كوّن تفاصيلها.

فالفيلم يحكي قصة حدثت بالفعل في عام 1986، في قرية كوباي الإيرانية، وكانت “ثريا منوتشهري” بطلتها وضحيتها في نفس الوقت.

ثريا امرأة في الـ35 من عمرها، متزوجة ولديها أربعة أطفال، تُتهم زورًا بالزنى من قبل زوجها علي وهو عنصر في “الحرس الثوري الإيراني”.

يساعده في هذا الافتراء الشيخ حسن، وهو رجل دين يخفي خلف جلباب التقوى نوايا مشبوهة وماضيًا نالت السجون جزءًا منه.

الزوج الراغب بالزواج ثانية من فتاة في الـ14 من العمر، يسعى للتخلص من زوجته دون دفع نفقة الطلاق، غاضًا الطرف عن أطفاله الأربعة، فيستغل وفاة زوجة هاشم (رجل بسيط يعمل في إصلاح السيارات، ولديه ابن يافع) ليدفع بزوجته للخدمة المأجورة في بيت الأرمل، بمباركة ورضا الشيخ حسن، ومحافظ القرية، لأن أحدًا لا يجرؤ على مخالفة علي، فماضي الشيخ حسن بين شفتيه، ولا كلمة لمحافظ القرية أمام “الحرس الثوري”.

يبدأ علي ببث الأقاويل والإشاعات حول الزوجة، ثم يتهمها بشكل صريح بعد أن أحضر الأرمل هاشم كشاهد “تحت التهديد” ليعزز افتراءه على ثريا، ولا تجد الزوجة المغلوبة في زحمة هذا المكر والظلم ملجأ سوى خالتها زهرة، التي لا تستطيع هي الأخرى دفع الأذى عنها، والنتيجة جمع من الرجال الغاضبين المنادين برجم ثريا.

يرسخ هذا المشهد انفصال الناس عن مشاعرها في هذه القرية التي يسيطر عليها الجهل، وتبدو وكأن الحياة نسيتها إلا من أحكام وسطوة “الثورة”، فترتفع كلمة الشيخ فوق صوت الجميع، ويبدو طوال وقت الجريمة وما بعدها تمثال للخميني أُقيم على حائط مرتفع ليعطيه دور الرقابة والوصاية على حياة الناس، في الوقت الذي تُزهق فيه حياة امرأة تُعبر عن الشباب والعنفوان.

هذه الأحداث ما كانت لتبصر النور وتبلغ آذان العالم لولا أن الخالة زهرة، التي تتبنى فكرًا مناهضًا لهيمنة الخميني، التقت بصحفي فرنسي من أصل إيراني هو فريدوني صاحب جم، تعطلت سيارته في القرية وتوقف لإصلاحها، فدعته إلى بيتها وروت له الحكاية.

الصحفي الذي كان يغطي أحوال إيران في ظل حكم الخميني بعد سنوات من سقوط الشاه، حمل القصة على عاتقه وأصدرها في عام 1994 ضمن كتاب تُرجم لنحو 30 لغة، وأعاد المخرج الأمريكي من أصول إيرانية سيريوس نوراستيه كتابة سيناريو للقصة، وأخرجها كفيلم سينمائي في عام 2008، ليعرض للمرة الأولى في الولايات المتحدة في تموز من عام 2009.

العمل من بطولة الممثلة شهرة أغداشلو (زهرة)، موزهان مارنو (ثريا)، جيم كافيزل (الصحفي)، نافد نجيبان (علي)، وحاز على 8 من 10 درجات في تقييم موقع “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال السينمائية والدرامية، وحملت الموسيقى التصويرية توقيع جون ديبني.

الصورة الوحيدة المتبقية لبطلة القصة الحقيقية ثريا منوتشهري وهي في التاسعة من العمر.

وتسعى طهران لتكميم الأفواه التي تنتقد أحكامها وسياساتها الداخلية، فحكمت على الكاتب صاحب جم بالإعدام بتهمة انتقاد الحكومة، لكنه توارى عن الأنظار حتى وفاته في فرنسا.

وذكرت منظمة العفو الدولية، في تشرين الأول من عام 2016، أن السلطات الإيرانية حكمت على الكاتبة غولروخ ابراهيمي الرائي بالسجن لمدّة ست سنوات، بتهمة “إهانة المقدسات الإسلامية” بسبب كتابتها قصة لم تُنشر عن عقوبة الرجم التي أُضيفت مع الجلد وبتر الأعضاء إلى قانون العقوبات الإيراني، إثر سقوط حكم الشاه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة