القلق من لقاح “كورونا” يسبب أعراضًا مرضيّة

camera iconالقلق (تعبيرية)- 26 من كانون الثاني 2021- (eu.freep)

tag icon ع ع ع

كان لقاح فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) مع بداية الدراسات حوله في الأشهر الماضية، بصيص أمل للتخلص من انتشار الجائحة، لكن مع بدء طرح اللقاح في بعض الدول، لاحظ خبراء حالة خوف شديدة لدى بعض الأشخاص من اللقاح، الذين يعانون من القلق الشديد.

ويعتبر الخبراء أن القلق المستمر من أعراض اللقاح، قد يؤثر سلبًا على صحة الشخص المصاب به، إذ إن توقع الآثار الجانبية للقاح قد يسبب أعراضًا جسدية فعلية تشبه أعراض ما بعد التطعيم، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن موقع “RayHaber” التركي.

القلق يرسم في الذهن أسوأ الاحتمالات

أوزجينو تاشكين، اختصاصي علم نفس سريري، ومتخصص بإجراء تقييمات حول القلق بشأن لقاح “كورونا”، قال لموقع “RayHaber” التركي، إن البدء بعملية التطعيم كان أملًا لكثير من الناس، وبينما كان اللقاح مُنتظرًا من قبل كثيرين، كان لدى البعض الآخر مخاوف بشأنه.

وأشار تاشكين إلى أهمية التطعيم وعدم الخوف من أعراضه، “لأن القلق منها قد يصيب الشخص بها بعد التطعيم، وعادة ما تكون الأعراض الناتجة عن القلق هي نفسها أعراض التطعيم”.

والقلق هو الطريقة التي يتفاعل بها العقل مع التوتر، وينبه الجسم إلى الأخطار المحتملة، لذلك يحذر الاختصاصي النفسي من القلق من أعراض التطعيم.

وقال تاشكين، إن ما يقارب 18% من أفراد المجتمع يعانون من اضطراب القلق، وحذر من تطور هذه المشكلة لتصبح عرضًا مرضيًّا.

وينتظر المصاب بالقلق دائمًا أسوأ السيناريوهات، لأن التوقعات السيئة موجودة بالعقل، ويمكن أن تدور هذه التوقعات في الذهن باستمرار، ما يؤدي إلى إيقاف الحياة الاجتماعية، وتدهور صحة العقل وانخفاض وظائفه، بحسب الاختصاصي النفسي تاشكين.

وأشار تاشكين إلى أن تجهيز النفس للتطعيم يكون على خطوات، الأولى هي اتخاذ القرار بأخذ اللقاح، والخطوة الثانية هي إراحة الجسد بعد التطعيم، وعدم التفكير بالأعراض أو الخوف منها، لأن توقعها يصيب الشخص بحالة تسمى أعراضًا “نفسية جسديّة”.

وتُعرّف الاضطرابات النفسية على أنها امتداد لاضطرابات المزاج، وليست بسبب خلل في أي عضو من أعضاء الجسم، أي إن أعراضًا مثل الصداع والغثيان والإقياء والحمّى، قد تحدث بالفعل نتيجة الخوف وليس نتيجة التطعيم.

وقال الاختصاصي في علم النفس، إن أكثر الطرق فاعلية للتخلص من نوبات القلق والاضطرابات “النفسية الجسدية” قبل عملية التطعيم، تكون بتغيير بؤرة الانتباه، وإزالة التركيز عن الجسم، ويمكن للجسم التعامل مع هذه الاضطرابات من وقت لآخر، لكن في حال لم يستطع الشخص التخلص منها والتأقلم مع الظروف، عليه الاستعانة باختصاصي نفسي للحصول على الدعم.

وكانت عملية التطعيم باللقاح الصيني “كورونافاك”، بدأت لاختصاصيي الرعاية الصحية في تركيا، في 14 من كانون الثاني الحالي.

ووافقت “مؤسسة الأدوية والأجهزة الطبية” التابعة لوزارة الصحة التركية حينها، على “الاستخدام الطارئ” للقاح “كورونافاك”، عقب تقييم المعطيات العلمية حول اللقاح، واكتمال التحاليل المتعلقة به في مختبراتها، طوال 14 يومًا.

وجهات نظر الأطباء السوريين في تركيا حول اللقاح

عنب بلدي التقت بمجموعة من الأطباء السوريين المقيمين في اسطنبول، وسألتهم ما إذا كانوا سيأخذون اللقاح، وعن موقفهم منه.

جميع الأطباء قالوا إن وزارة الصحة التركية لم تجبرهم على أخد اللقاح حتى الآن، وتركت الخيار لهم.

وقال طبيب الجراحة البولية إبراهيم خليفة، العامل في مركز طبي للاجئين السوريين باسطنبول، في حديث سابق مع عنب بلدي، إن للقاحات على مر العصور جميعها تأثيرات جانبية طفيفة، “ويرجع تردد بعض الأشخاص بأخذ اللقاح، بحسب رأيهم، إلى سرعة تطويره بعد انتشار الوباء، وعدم وجود تجارب كافية ليقتنعوا بجدواه”.

وبيّن طبيب أطفال عامل في مركز “صحة المهاجرين” باسطنبول، (رفض الكشف عن اسمه لأسباب خاصة)، لعنب بلدي، أن اللقاح خضع لتجارب واختبارات كافية، وأن وأي لقاح متوفر يفي بالغرض الآن، لأنه سيشكل مناعة كافية لمقاومة الفيروس، “الذي قد يصيبنا في المستقبل ولكن مع اللقاح ستأتي الأعراض خفيفة”.

وأضاف أن المخاوف التي لدى الناس حاليًا سببها الرئيس تهويل وسائل التواصل الاجتماعي، مبينًا أن الشركات المنتجة للقاح شركات مرموقة، وتخضع اللقاحات جميعها للرقابة من قبل الهيئات الصحية في بلد المنشأ، ومنظمة الصحة العالمية.

وبحسب استطلاع رأي أجرته عنب بلدي عبر موقعها الإلكتروني، في 3 من كانون الثاني الحالي، شارك فيه 191 شخصًا، قال أغلبية المصوّتين، إن لديهم مخاوف من تلقي لقاح فيروس “كورونا”، واعتبر 72% منهم أن اللقاح مصدر خوف لهم على الرغم من زيادة انتشار الفيروس، في حين رأى 28% منهم أن اللقاح لن يكون مقلقًا في حال وُزع في سوريا.

وتعتبر اللقاحات التي ظهرت حديثًا للوقاية من فيروس “كورونا”، أسرع اللقاحات التي طُورت في التاريخ، إذ استغرق ذلك عشرة أشهر فقط، بينما يستغرق إنتاج اللقاحات عادة عدة سنوات.

ومع بدء إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بمنحها الموافقات على استخدام اللقاحات التي صنعتها الشركات، بدأت الشائعات تنتشر حول مخاطر استخدام هذه اللقاحات، ما جعل الكثير من سكان العالم يترددون في الحصول عليها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة