المنظمات “تخشى دخولها”.. بلدة معارة النعسان تعاني نقص الدعم وسوء الخدمات

camera iconأطفال يلعبون في بلدة معارة النعسان بريف إدلب - 19 أيلول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يعاني أهالي بلدة معارة النعسان في ريف إدلب الجنوبي من أوضاع إنسانية صعبة، في ظل دمار البنى التحتية ونقص الدعم الحكومي وغير الحكومي لها.

وتفتقر البلدة الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام” لوجود طبيب فيها، كما تعاني من ضعف البنى التحتية نتيجة قصف قوات النظام المنازل والأحياء السكنية، وتدمير المستشفيات والمراكز الطبية، وفق ما رصدته عنب بلدي من مقابلات مع سكان محليين.

محمد ياسين، إعلامي في المجلس المحلي لبلدة معارة النعسان، قال لعنب بلدي، إن البلدة مدمرة بنسبة 60% ومنسية منذ عام، ولا توجد فيها أفران خبز أو مستوصفات.

كما لم تدخل أي منظمة إنسانية إلى البلدة مؤخرًا، بحسب محمد، ولا توجد آبار مياه صالحة.

كفاح عبد الجواد، أحد سكان المدينة، قال إن سيارات النظافة يندر وجودها في البلدة، والتعليم “معدوم” فيها.

ويرى كفاح أن من يمتلك صهريج مياه أو يعمل في الزراعة، هو الوحيد القادر على العيش في البلدة، وأي نقص في الحاجيات يدفع الأهالي إلى الذهاب للقرى المجاورة للحصول عليها، إذ توجد ثلاث “بقاليات” فقط لبيع المواد الغذائية.

دعم قليل من المنظمات

بوصفها منطقة تماس مع قوات النظام، رفضت المنظمات الدخول إلى البلدة، بحسب كفاح، فهي تقع على طريق حلب- إدلب.

وأوضح أن منظمة “عطاء” تعمل في مدرسة واحدة، وهي مدرسة “الأمل”، إضافة إلى مدرسة أخرى تشرف عليها حكومة “الإنقاذ” من أصل ست مدارس.

عنب بلدي تواصلت مع المدير الميداني لمشاريع التعليم في جمعية “عطاء”، مالك الطالب، وقال إن دعمهم للمدرسة شمل رواتب للمعلمين وقرطاسية للطلاب وتدفئة وصيانة كاملة، وهو مخصص للمرحلتين الابتدائية و الإعدادية، بينما لا تحظى المدارس الأخرى في البلدة بدعم مشابه.

وبينما تعاني البلدة من شح في الدعم، أشار كفاح عبد الجواد إلى أن القرى القريبة تحصل على مساعدات أفضل من قبل المنظمات الإنسانية، مثل كفر نوران وتفتناز وبنش وقتيان.

وعود دون تنفيذ

رئيس المجلس المحلي في معارة النعسان، فريد شحود، قال لعنب بلدي، إن مسؤولية الحال التي وصلت إليها البلدة تقع على عاتق المنظمات بالدرجة الأولى، لافتًا إلى أنه أرسل بيانًا إلى منظمات عدة منها “بنسفج” و”شفق” و”إحسان”، دون أن تتم الاستجابة.

كما توجه شحود إلى مديرية الخدمات في المحافظة ومن ثم مدير التنمية، و”لم يحصل على أي تجاوب”، إذ تتخوف المنظمات من دخول البلدة دونًا عن غيرها.

كما أكد شحود أن حكومة “الإنقاذ” وعدت أهالي البلدة بتحسين الأوضاع، “لكن حتى الآن لم نرَ شيئًا”.

مدير الإدارة المحلية والخدمات في المنطقة الوسطى بحكومة “الإنقاذ”، حسن الفجر، قال لعنب بلدي، إن المجلس المحلي يؤمّن الخدمات اللازمة بحسب إمكانياته.
وأضاف أن “المجلس أزال الأنقاض، ونظف البلدة من القمامة، وأصلح المدارس الموجودة في البلدة لاستقبال الطلاب، وأمّن قسمًا من الخبز المجاني وأكثر من 50 حاوية قمامة”.

مدير مكتب الإغاثة والتنمية في منظمة “شفق”، مضر حاج إسماعيل، نفى في لقاء مع عنب بلدي تقاعسهم عن دعم البلدة، وقال، “نحن كمنظمة ليس لدينا برنامج غذائي لنتوسع من خلاله في المناطق، ولا نملك مشروعًا للتدخل، لكننا أول من تواصل مع الأهالي في بلدة معارة النعسان وتفتناز وغيرها”.

ومع أزماتهم المعيشية وأزمة الخدمات، يواجه الأهالي مخاوف أخرى تتعلق بعودة قوات النظام إلى البلدة، التي تبعد نقاطها كيلومترًا واحدًا فقط.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة