نقل القضية السورية بالأدب.. عبد السلام الشبلي يناجي البلاد عن بُعد

camera iconالشاب عبد السلام الشبلي_ 8 من شباط (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

تأهلت المجموعة القصصية “رصاصة أخيرة في حلم مزعج”، لكاتبها السوري عبد السلام الشبلي، للقائمة القصيرة لنيل جائزة “سعاد الصباح” للإبداع الفكري والأدبي، عن فئة القصة القصيرة، التي ستصدر في الكويت.

وتتألف المجموعة من عدة قصص قصيرة مرتبطة بالثورة السورية، تتناول الإنسان وأزماته الحياتية، في ظل ظروف مختلفة، مثل الاعتقال والحب والحرب والموت، وعلاقة الجلّاد بالضحية وطريقة تفكير كل منهما.

ولكاتب المجموعة الشاب منتجات أدبية سابقة عدة، ويقول لعنب بلدي، إن الكتابة حول القضية السورية “أمر غاية في الأهمية”، و”من لا يؤرشف قضيته تُسرق منه”، لذا من الواجب نقل الحكاية للأجيال المقبلة، للتمييز بين من عاش آلام السوريين وحاول تخفيفها، وبين من تسبب بتلك الآلام.

ويتابع معبرًا عن شغفه بالكتابة وارتباطه بها، “أكتب لأقاوم هذه الحياة بكامل تفاصيلها القاسية، ولا شيء يمكن أن يشفي من الوجع مثل التعبير عنه”.

غادر عبد السلام سوريا قبل تسع سنوات، بعد تهديد تلقاه من إحدى أعضاء الكادر التدريسي في جامعة “دمشق”، بسبب آرائه السياسية التي لا تتناغم مع سياسة النظام السوري.

وبسبب مخاوفه من خوض تجربة اللجوء عبر البحر ومخاطرها، لا سيما بعد غرق بعض أصدقائه في رحلة من هذا النوع، فضّل عبد السلام الاستقرار في مصر.

وبعد عام من وصوله إلى مصر، قرر استئناف تحصيله العلمي في جامعة “القاهرة”، مضطرًا لإعادة ثلاث سنوات جامعية بسبب اختلاف النظام التعليمي بين البلدين، “ما يعني أنه بدأ من الصفر مجددًا”.

مجموعة “أنوثة وطن” التي صدرت عام 2014، أولى المجموعات الشعرية لعبد السلام، وتتكون من قصائد كُتبت على مدار أربع سنوات، منذ انطلاق الحراك الثوري في سوريا.

ولم يفكر الشاب بنشر المجموعة بعد كتابتها، لكن إقامته خارج سوريا، بعيدًا عن قبضة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، والرغبة بـ”تخليد بعض اللحظات المؤثرة” التي مرّ بها وعاشها في سوريا، كرثاء أحد أصدقائه الذي قضى تحت التعذيب في معتقلات النظام، كل هذه المعطيات دفعته فيما بعد إلى نشر مجموعته الأولى.

وعن العقبات التي تواجه الكتّاب الشباب في بداية مشوارهم، يرى عبد السلام أن غياب دور نشر ترغب بتبني المنتج الأدبي الشاب، وانعدام دور النشر والطباعة السورية الثورية، يحد ويعوق انتشار الكاتب الذي بدأ للتو بشق طريقه.

في عام 2016، قدّم عبد السلام مجموعة “قصائد كُتبت لها” التي تتناول مواضيع متعددة، من أبرزها مشاعر الفقدان وقسوتها على النفس البشرية، لا سيما خلال مرحلة الثورة السورية التي صار القتل على يد قوات النظام خلالها حدثًا يوميًا.

ثم جاء الكتاب الثالث “لا نص يجب أن يكتمل” في 2017، على شكل نصوص غير مكتملة منفصلة ومتصلة في نفس الوقت عند قراءتها بترتيبها الوارد في الكتاب، وهي عبارة عن تأملات تلقي الضوء على الوضع الراهن للإنسان السوري بعد سنوات من الهجرة واللجوء.

غلاف المجموعة القصصية “لا نص يجب أن يكتمل”

يضيف عبد السلام، “لا شيء ينصف الثورة السورية سوى انتصارها”، فالأعمال التي اتخذت من القضية السورية موضوعًا لها تنوعت في أساليب طرحها، ومنها ما هو مؤدلج، أو لم يقدّم رسالة واضحة، رغم أن “قياس إنصاف الثورة أمر سابق لأوانه”.

وكتب بعد ذلك في 2019 رواية “هوامش الحب والحرب”، وهي رواية تستمد موضوعها من الواقع السوري، من خلال حكايات حب عاشت خلال سنوات قسمت السوريين جغرافيًا، وحولت الإنسان إلى كائن مغلوب على أمره، ومجبر على العيش في حياة غير واقعية، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مرغم على التكيف مع الخسائر التي لحقت به، والتي يحاول جهده مقاومتها.

غلاف رواية “هوامش الحب والحرب”

ويحاول عبد السلام الخوض في مختلف الأنواع الأدبية، فالكتابة برأيه، “تمنح الطمأنينة والقدرة على العيش، بغض النظر عن نوعها والمدرسة التي تتبع لها، أو الأسلوب الذي تنتهجه”.

يأمل عبد السلام بأعصاب متقدة أن تحقق مجموعته القصصية “رصاصة أخيرة في حلم مزعج” مركزًا متقدمًا في جائزة “سعاد الصباح”، كما يعكف حاليًا على كتابة روايته الثانية، متمنيًا الوصول إلى قلوب القراء ومكتباتهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة