بعد أسبوع من الاستقرار.. المحروقات في إدلب تعاود الارتفاع

camera iconبائع مازوت في قرية دوديان بريف حلب الشمالي - 10 كانون الثاني 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

سجلت المحروقات في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بمحافظة إدلب اليوم، الأحد 7 من آذار، ارتفاعًا في أسعارها، ولا سيما جرة الغاز التي ارتفعت بمقدار 780 ليرة سورية، وذلك بعد استقرار استمر قرابة أسبوع.

وأفادت صفحة “أسعار المحروقات في إدلب”، عبر “فيس بوك”، بارتفاع ليتر البنزين المستورد إلى 5.17 ليرة تركية (2693 ليرة سورية) بعد أن كان سعره 5.4 ليرة.

ووصل سعر جرة الغاز في إدلب إلى 78 ليرة تركية، بعد أن كان 76.5 (ارتفعت بفارق 781 ليرة سورية).

كما صار ليتر المازوت المستورد بـ5.36 ليرة تركية (2792 ليرة سورية)، بعد أن كان بـ5.22، بينما بلغ سعر المازوت “المحسّن” 4.31 ليرة تركية (2245 ليرة سورية)، بعد أن كان بـ4.20، وكذلك المازوت المكرر ارتفع سعره من 3.78 إلى 3.88 ليرة تركية (1969 ليرة سورية).

وأرجعت الصفحة سبب ارتفاع أسعار المحروقات في المحافظة إلى ارتفاع سعر الصرف، من دون ذكر أسباب إضافية لذلك.

بينما أوضحت أن الأسعار المدرجة على قائمتها تمثل الحد الأعلى لأسعار المحروقات، ما يعني أن “المحطة التي تبيع بأكثر من هذه الأسعار تعتبر مخالفة”، وفق قولها.

ويبلغ سعر الليرة السورية في حلب اليوم، الأحد، 521 مقابل الليرة التركية الواحدة، بحسب موقع “الليرة اليوم“.

وشهدت المشتقات النفطية في الأيام الستة الماضية استقرارًا في أسعارها، قبل أن ترتفع مجددًا اليوم.

وبعدما أوقفت كل من شركات “وتد” و”الشهباء” و”كاف” العاملة في البترول، نشراتها شبه اليومية عن أسعار المحروقات، تولت المهمة معرفات غير رسمية على الإنترنت، حيث تتداول الأخبار المتعلقة بأسعار المحروقات في الشمال السوري بشكل شبه يومي، مرفقة ذلك بأسباب الارتفاع والانخفاض عند حدوث أي تغيير عليها.

وتقول صفحة “أسعار المحروقات في إدلب”، إنه “بعد توقف كل من شركات (وتد) و(كاف) و(الشهباء) عن نشر أسعار المحروقات على صفحاتها الرسمية، أُنشئت هذه الصفحة الرسمية والوحيدة لأسعار المحروقات في إدلب”.

وأكدت الصفحة أنها تحصل على الأسعار مباشرة “من أصحاب المحطات وموردي المحروقات”.

خسارات مالية

محمد الحسين يدير معملًا لتصنيع “بلوك” البناء في مدينة إدلب، تحدث سابقًا لعنب بلدي عن التأثير السلبي لتقلبات أسعار المحروقات في الشمال السوري على عمله.

ويعمل لدى محمد 15 موظفًا، من المفترض أن ينتجوا بشكل يومي من 2000 إلى 3000 قطعة “بلوك”، لأن معدل السحب اليومي يتراوح بين 1500 و3000 قطعة، ويصل أحيانًا إلى 4000 قطعة، حسب الطلب.

ويتعرض محمد في بعض الأحيان إلى خسارات مالية “كبيرة”، بسبب عدم استقرار الأسعار، بحسب ما قاله حينها، إذ يتفق مع متعهد بناء، على سبيل المثال، على عدد معيّن من قطع “البلوك”، الذي يدفع بدوره سلفة مقدمة من قيمة الطلبية المحدد سعرها وفق أسعار المحروقات في وقت تنظيم الطلب.

لكن ارتفاع الأسعار يتسبب بخسارة محمد قيمة الربح المالي المحدد من سعر الطلبية، وقد يضطر أحيانًا لدفع تكاليف إضافية لتغطية مصاريف الإنتاج المتعلقة بأسعار المحروقات، ولا يمكنه مراجعة تحديد السعر مع الزبون عند تغير الأسعار، لتوقيعه عقدًا يتضمن الكمية المطلوب إنتاجها وسعرًا محددًا لها.

وكأحد الحلول لتجنب الارتفاعات المتكررة في سعر المحروقات، فكر محمد في تخزين المحروقات وقت انخفاض الأسعار، لكن معمله يتطلب كميات كبيرة منها، وبالتالي رأس مال كبير للتخزين، وهي تكلفة لا يمكنه تحملها.

(تعبيري) مقاييس بيع المحروقات في سوريا- كانون الأول 2020 (فراس برس)

ويتأثر عمل محمد الأحمد، وهو مالك محل ألبسة في مدينة الدانا شمالي إدلب، بتقلبات أسعار المحروقات في المنطقة، إذ يضطر لإغلاق محله الساعة الرابعة عصرًا تقريبًا في الشتاء، لغياب الضوء مع وقت غروب الشمس، وفق تصريح سابق لعنب بلدي.

ولا يمتلك محمد قدرة على شراء مولدة كهرباء، أو الدخول في اشتراك شهري لإمداد محله بالكهرباء، إذ يدفع شهريًا 100 دولار أمريكي كإيجار ومصاريف لمحله، ولا يمكنه دفع 20 ليرة تركية يوميًا لتأمين المازوت، لأن ذلك سيؤدي إلى الخسارة وإغلاق المحل، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وإلى جانب ارتفاع أسعارها، يبتعد محمد عن شراء المحروقات للتدفئة في المنزل، لأنها “خطرة، والمحروقات الأوروبية تكون خليطًا من الغاز والكاز”، ما قد يتسبب بإحراق المنزل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة