استجداء وطلبات مالية تثير الاستهجان

الغايب يطالب بتعويضات مالية لاتحاد كرة القدم السوري

camera iconرئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سلمان بن إبراهيم آل خليفة مع رئيس اتحاد كرة القدم السوري حاتم الغايب 22 من آذار 2021 (اتحاد كرة القدم السوري)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – محمد النجار

أعلن اتحاد كرة القدم السوري، عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك”، عن اجتماع عُقد في العاصمة البحرينية، المنامة، بين رئيس الاتحاد الآسيوي، الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، ورئيس الاتحاد السوري، حاتم الغايب، طالب فيه الأخير بمعونات مالية ولوجستية وسط أزمة مالية طاحنة واتهامات متكررة بالفساد.

استجداء لا طلبات

تضمّن الاجتماع، وفقًا لما نشره الاتحاد في 22 من آذار الحالي، طلبات قدمها الغايب لآل خليفة، تتعلق بتعويضات مالية لأربعة أندية سورية هي الوحدة وتشرين والجيش والوثبة، وهي الأندية المشاركة في بطولة الاتحاد الآسيوي بالنسختين الماضية والمقبلة.

وفي الوقت الذي تعد فيه التعويضات المالية التي طلبها الغايب من حق الأندية “قانونيًا” (تحصل الأندية والمنتخبات على مبالغ مادية في أثناء مشاركتها في البطولات القارية، وتختلف المبالغ بحسب الأدوار التي تصل إليها الفرق المشاركة)، فإن اللافت هو طلب الغايب مساعدات مالية ولوجستية تخص الملاعب السورية.

البيان الذي نشره الاتحاد أثار استهجان متابعين لكرة القدم السورية، الذين علّقوا على المنشور بأن طريقة طرح الحوار بين الغايب وآل خليفة تشبه “الاستجداء والشحاذة” لا طلبات من المفترض أن تكون “من حق اتحادات كرة القدم”.

فشل الصيانة وسط أزمة اقتصادية طاحنة

الحديث عن الملاعب السورية ليس جديدًا، سواء من قبل الغايب أو رئيس الاتحاد الرياضي العام (أعلى سلطة رياضية في سوريا)، فراس المعلا، إضافة إلى وعود بإصلاح الملاعب ضمن “عهد رياضي جديد” بشر به كلاهما، منذ عام 2020.

وسرعان ما تداول الشارع الرياضي السوري أخبارًا عن صيانة ملاعب كرة القدم، وبدأت صور ملاعب “الفيحاء” في العاصمة السورية دمشق، و”الباسل” في اللاذقية، بالانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صور تضم عشبًا جديدًا ومقاعد مخصصة للمدرجات.

وخرج مسؤولون من الاتحاد الرياضي للتأكيد على صيانة ستجرى لملعب “العباسيين” قبل نهاية عام 2020، دون وجود أرقام دقيقة للمبالغ التي يحتاج إليها أكبر ملاعب العاصمة السورية، لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قدرت تكلفة صيانة ملعب “الحمدانية” في حلب بـ225 مليون ليرة سورية في ذلك الوقت.

طلبات الغايب تمحورت حول “معونات مالية لترميم وإصلاح الملاعب” أو تشييد ملاعب جديدة بعد انتهاء الأعمار الافتراضية للملاعب، وهو ما وعد رئيس الاتحاد الآسيوي “بدراسته”، رغم أن النظام السوري كانت له اليد الطولى بتدميرها بعد تحويلها إلى مراكز اعتقال وثكنات عسكرية ومركز لانطلاق عمليات عسكرية ضد فصائل معارضة في الغوطة الشرقية، قبل انسحاب الفصائل في عام 2018.

ومن غير المعروف إن كانت الأموال (في حال حصل عليها اتحاد كرة القدم) ستُصرف على إعادة إعمار الملاعب أم ستُستخدم في أمور أخرى، خاصة أن البلاد تمر بأزمة اقتصادية طاحنة، ترافقت مع عقوبات أمريكية وأوروبية على النظام السوري والمتعاونين معه.

كما أن الغايب شدد على أن غياب الأموال عن اتحاد كرة القدم “يؤخر عملية التطوير الإداري” التي ينفذها الاتحاد.

لكن هذا التطوير الذي تحدث عنه الغايب تزامن أيضًا مع اتهامات بالفساد طالت اتحاد كرة القدم من جماهير الأندية السورية، وخاصة لجنة الحكام، على خلفية أخطاء تحكيمية عدة في مباريات الدوري المحلي.

كما أن هناك اتهامات سابقة بالفساد وُجهت إلى الغايب لدى تعاقده مع المدرب الحالي للمنتخب السوري، نبيل معلول، على خلفية تسريبات لعقد الأخير تضمنت بندًا يتيح له الحصول على مكافأة تصل إلى 83 ألف يورو في حال تأهل إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم.

ويحتاج المنتخب السوري، الذي يتصدر مجموعته التي تضم جزر المالديف وغوام والفلبين والصين، إلى نقطة واحدة من تسع نقاط مع جمعه 15 نقطة من خمسة انتصارات.

طلبات الغايب المالية تتزامن مع أزمة طاحنة تعصف بالبلاد، مع ارتفاع غير مسبوق لسعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بلغ نحو أربعة آلاف ليرة سورية، مع ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية وتراجع القوة الشرائية لليرة.

ونُشر تسجيل مصوّر في شباط 2018، أظهر تحويل أرضية ملعب “العباسيين” إلى “دشم” ومتاريس، وتخريب مدرجاته وأسواره، وعرض التسجيل عناصر من قوات النظام السوري على مدرجات الملعب الخالية من مقاعدها، كما أظهر حجم الدمار والتخريب الذي لحق بأرضية الملعب.

ويعتبر ملعب “العباسيين” من أقدم الملاعب الرياضية في سوريا، وبني عام 1957، وكان يتسع لعشرة آلاف متفرج، وكان قبل بدء العمليات العسكرية على الغوطة الشرقية لدمشق الملعب الرئيس للمنتخب السوري لكرة القدم وأندية الجيش والمجد والوحدة، وحوّله النظام السوري إلى ثكنة عسكرية في حزيران 2012، وأدخل عليه مئات العناصر وعشرات الدبابات والآليات العسكرية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة