للدفع نحو تشكيل الحكومة اللبنانية.. وزير الخارجية المصري يلتقي عون

camera iconوزير الخارجية المصري يلتقي الرئيس اللبناني ميشال عون في بيروت_ اليوم 7 من نيسان (الوكالة الوطنية للإعلام)

tag icon ع ع ع

زار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اليوم الأربعاء 7 من نيسان، لبنان، في إطار المساعي الإقليمية والدولية للتعجيل في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية المنتظرة والعالقة منذ أكثر من خمسة أشهر.

وقال شكري خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة اللبنانية، بيروت، عقب لقائه بالرئيس اللبناني، ميشال عون، إن بلاده تتضامن مع لبنان في هذه الآونة، وينتابها قلق على المستوى الإقليمي والدولي جراء استمرار الأزمة السياسية.

وشدد الوزير على أهمية العمل باجتهاد وسرعة لتشكيل حكومة اختصاصيين تقوم بمسؤولياتها كاملة، لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة ومواجهة التحديات الراهنة وتداعيات الأوضاع الاقتصادية.

وأبدى شكري استعداد بلاده تقديم ما بوسعها لتجاوز هذه الأزمة والانتقال إلى مرحلة يستعيد فيها لبنان عافيته كاملة، مع أهمية الإسراع في ذلك، مشيرًا إلى اهتمام مصر بالشأن اللبناني، باعتبار أن استقرار لبنان حيوي بالنسبة للمنطقة.

وشدد الرئيس عون من جهته على دقة المهمات التي ستلقى على عاتق الحكومة الجديدة، لا سيما في مجال الإصلاحات الضرورية التي يلتقي اللبنانيون والمجتمع الدولي في المناداة بها والعمل على تحقيقها، وفي مقدمتها التدقيق المالي الجنائي لمحاسبة الذين سرقوا أموال اللبنانيين والدولة على حد سواء، بحسب موقع “المديرية العامة لرئاسة الجمهورية”.

وتتسابق بعض الدول العربية للدفع نحو تشكيل الحكومة اللبنانية، ومحاولة التسريع في ولادتها.

ودعت “جامعة الدولة العربية” عبر بيان نشرته في 23 من آذار الماضي، القوى السياسية اللبنانية، إلى “إعلاء المصلحة الوطنية، والعمل بشكل سريع على إنهاء حالة الانسداد السياسي التي تفاقم من معاناة الشعب اللبناني”.

وجددت “الجامعة” على لسان أمينها العام المساعد، حسام زكي الأمين، استعدادها للإسهام في رأب الصدع لدفع تشكيل الحكومة اللبنانية وفق مبادرة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

كما حمل وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال زيارة أجراها إلى بيروت في 9 من شباط الماضي، مبادرة قطرية تتضمن دعم بلاده تشكيل الحكومة المتعثرة، بما لا يتعارض مع المبادرة الفرنسية التي طرحها ماكرون بعد انفجار مرفأ بيروت في آب 2020.

وعقد السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، سلسلة لقاءات دبلوماسية مع نظرائه العرب والخليجيين، بالإضافة إلى لقائه بالسفيرتين الأمريكية والفرنسية، بعد أيام من عودته إلى بيروت، وفق ما نقلته صحيفة “الجمهورية” في 9 من شباط الماضي.

وتخللت هذه التحركات الدبلوماسية سلسلة لقاءات عقدها رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، مع مسؤولين عرب وأجانب، حيث التقى منذ شباط الماضي وحتى 14 من آذار الماضي، بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وأمير قطر، تميم بن حمد، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.

كما التقى في بيروت بالسفيرتين الأمريكية والفرنسية، دون أن تسفر تلك اللقاءات عن أي تقدم ملموس في إطار تشكيل الحكومة.

ورغم الضغوط السياسية الأمريكية والفرنسية والأوروبية، والتلويح بعقوبات ضد مسؤولين لبنانيين، وربط ملف إعادة إعمار المرفأ ومنح المساعدات والدعم المالي للبنان بتشكيل الحكومة، لا يزال الخلاف قائمًا بين القوى والأطياف السياسية اللبنانية.

وتتجلى المشكلة في تمسك “التيار الوطني الحر” الذي يرأسه وزير الخارجية اللبناني السابق، جبران باسيل، مع حلفائه في “حزب الله” ورئيس الجمهورية، بالثلث المعطل من أي حكومة قادمة.

وقال المبعوث الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط، دايفيد شينكر، تعقيبًا على تعقيدات تشكيل الحكومة اللبنانية، “إن رئيس (التيار الوطني الحر)، جبران باسيل، والرئيس اللبناني، يتمسكان بثلث معطل لضمان باسيل كونه الرئيس المقبل للبنان”، وفقًا لما نشرته قناة “الحرة” في 22 من آذار الماضي.

وفي 4 من آب 2020، ضرب انفجار ضخم مرفأ بيروت إثر انفجار أكثر من 2700 طن من “نترات الأمونيوم” المخزنة في “العنبر رقم 12” ضمن المرفأ.

وأسفر الانفجار عن خسائر كبيرة في الأرواح والبنى التحتية، واستقالت إثره حكومة حسان دياب في 10 من الشهر نفسه استجابة للاحتجاجات الشعبية الني نادت باستقالة الحكومة ومحاسبة المتسببين في الانفجار.

وكُلّف الحريري، في 22 من تشرين الأول 2020، بتشكيل الحكومة، لتبدأ منذ ذلك الوقت مشاورات سياسية لم تفضِ إلى نتيجة.

ويشهد لبنان أزمة مصارف خانقة جراء تهريب الأموال اللبنانية إلى الخارج، ما عطّل قدرة المودعين على التصرّف بأرصدتهم ضمن البنوك، بالتزامن مع انخفاض حاد في قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، ما انعكس سلبًا على معيشة المواطنين جراء ارتفاع الأسعار.

وبحسب تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، في 23 من آذار الماضي، يواجه لبنان، بالإضافة إلى 19 دولة أخرى من بينها سوريا، مخاطر انعدام الأمن الغذائي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة