العائلات تضطر لاستخدام الكاز بديلًا

نقص الغاز في الحسكة يرفع الأسعار بالسوق السوداء

camera iconتجمع للمواطنين أمام مركز لتوزيع الغاز في حي الهلالية في القامشلي، 16 من نيسان 2021 (صفحة الأكاديمي فريد سعدون على فيسبوك)

tag icon ع ع ع

يضطر زكي العلي (55 عامًا) من القامشلي، وهو رب أسرة مؤلفة من ستة أفراد، لشراء موقد كاز بقيمة 25 ألف ليرة سورية كحل لحين تأمين الغاز المنزلي، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

منذ شهر وقبل حلول شهر رمضان، يحاول الحصول على مستحقاته من الغاز المنزلي وفق البطاقات التي وزعتها “الإدارة الذاتية” لكن دون جدوى. 

وشهدت عدة مدن في محافظة الحسكة، بما فيها القامشلي، نقصًا في مادة الغاز المنزلي منذ نحو شهرين، وزاد مع حلول شهر رمضان، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في المنطقة.

وقال زكي، إن “الإدارة الذاتية” وزعت أسطوانات الغاز على سكان الحي لمرة واحدة، و”كان عددنا كبيرًا جدًا على الرغم من وجود حظر ودون مراعاة شروط التباعد الصحي أو اتخاذ أي تدابير وقائية لمنع انتشار فيروس (كورونا)، وبالنهاية لم يحصل معظمنا على أسطوانة الغاز، وحدثت الكثير من المشاجرات والصدامات مع القائمين على التوزيع”. 

من جهته، أوضح عبد الرحمن حديد (39 عامًا) من بلدة الجوادية التابعة لمحافظة الحسكة، لعنب بلدي، أنه اضطر لشراء أسطوانة غاز من السوق السوداء بـ16 ألف ليرة سورية، بزيادة ستة أضعاف على سعرها النظامي المحدد من قبل “الإدارة الذاتية” والبالغ 2500 ليرة.

الأسطوانة وزنها 22 كيلوغرامًا فقط بنقص كيلوغرامين عن الوزن النظامي، بحسب عبد الرحمن، الذي قال إنه يستخدم الغاز لصناعة الشاي والقهوة وطبخ الوجبات الخفيفة فقط، أما الوجبات التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز لتجهيزها، فطلب من زوجته تجهيزها على موقد الكاز البديل على الرغم من خطورته، إذ من الممكن أن ينفجر نتيجة سوء الوقود المستخدم ويسبب حريقًا في المنزل.

وشرح عبد الرحمن أن الأدخنة والروائح التي تنتج عن موقد الكاز مضرة بالصحة، لكنه أرخص الحلول البديلة، وبعض العائلات تستخدم المواقد الليزرية لتوفير استهلاك الغاز، لكنها غالية الثمن، إذ يتراوح سعرها بين 75 ألفًا و100 ألف ليرة، ولا يستطيع الجميع شراءها، حسب قوله. 

أحد المعتمَدين لتوزيع الغاز المنزلي في القامشلي (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) قال لعنب بلدي، إن الدور في الحصول على مخصصات الحي يتأخر دائمًا عن موعده عدة أسابيع، دون معرفة السبب.

وقال، “عدد الأسطوانات التي نحصل عليها أقل من المخصصات المحددة، وفق الرخصة الصادرة من إدارة المحروقات التابعة لـ(الإدارة الذاتية)، فمن أصل 650 أسطوانة من حصة الحي، لم يعطونا سوى 400”.

وأوضح الموزع أن معمل غاز السويدية في محافظة الحسكة، تصل طاقته الإنتاجية إلى نحو 12 ألف أسطوانة يوميًا، تكفي جميع المعتمَدين في المحافظة، لكن “معظم الإنتاج يباع خارج المحافظة في الرقة ودير الزور، وقسم يهرب إلى مناطق سيطرة النظام حيث تكون الأسعار والأرباح مضاعفة”.

وعلى الرغم من النقص الحاد في مادة الغاز المنزلي الذي تشهده مدن المحافظة، يمكن شراء المادة من السوق السوداء.

وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن حي طي، الذي يسيطر عليه النظام في مدينة القامشلي، تتوفر فيه مادة الغاز المنزلي بشكل شبه دائم بسعر يتراوح بين 15 ألفًا و25 ألف ليرة سورية، وذلك وفق وزن الأسطوانة، وهو يعادل عشرة أضعاف سعرها النظامي.

وتتحكم “الإدارة الذاتية” بمعمل غاز السويدية في مدينة رميلان الوحيد في المحافظة، حيث توزع الغاز على المواطنين عن طريق لجان ومعتمَدين في كل حي، وفق بطاقات خاصة بحيث تحدد لكل عائلة أسطوانة غاز واحدة شهريًا. 

وأفاد مراسل عنب بلدي أنه عادة ما يتأخر توزيع المخصصات حتى ثلاثة أشهر، وينتج عن ذلك نقص حاد في مادة الغاز المنزلي، وظهور طوابير الانتظار أمام مراكز التوزيع بشكل أصبح معتادًا.

أسعار المحروقات في شمال شرقي سوريا 

تختلف أسعار المحروقات في المنطقة الشرقية من سوريا بين محافظة الحسكة والمناطق الأخرى، وبحسب ما قاله مراسل عنب بلدي في القامشلي، فإن لمادة البنزين ثلاثة أسعار.

ويبلغ سعر ليتر البنزين المستخرج باستخدام “الحراقات” المحلية 500 ليرة سورية، بينما يُباع ليتر البنزين “السوبر”، وهو البنزين المستخرج باستخدام “الحراقات” الكهربائية، بـ210 ليرات سورية.

أما البنزين السوري الذي يصل من مناطق سيطرة النظام فيبلغ سعر الليتر منه ألفين و700 ليرة.

ولا يجري تصنيف البنزين وفق “أوكتان 95” أو “أوكتان 90” في محافظة الحسكة التي تسيطر “الإدارة الذاتية” على 90% من عمليات بيع المحروقات فيها.

وتُباع أسطوانة الغاز في الحسكة بـ2400 ليرة سورية، وفق الأسعار التي تحددها “الإدارة الذاتية”، بينما تُباع بأسعار قد تصل إلى ستة آلاف ليرة في بعض الأماكن بشكل حر.

ويُباع ليتر المازوت المُستخرج باستخدام “الحراقات” المحلية بـ75 ليرة، أما المستخرج باستخدام “الحراقات” الكهربائية فيبلغ ثمن الليتر الواحد منه 150 ليرة سورية.

دير الزور والرقة

يبلغ سعر البنزين النظامي 210 ليرات سورية، وهو البنزين المدعوم من قبل “الإدارة الذاتية”، أما البنزين “الحر” أو غير النظامي، والذي يُباع دون التقيد بتسعيرة “الإدارة الذاتية”، فيبلغ سعر الليتر منه 750 ليرة سورية.

ويُعتبر البنزين الموجود في هذه المناطق من النوعية الجيدة، دون تصنيفه من حيث نسبة “الأوكتان” به، في حين يصل سعر الليتر الواحد من البنزين المرتفع الجودة إلى ألفي ليرة سورية.

كما يُباع ليتر المازوت الذي يُستخدم وقودًا للسيارات بـ125 ليرة سورية، بينما يباع ليتر مازوت التدفئة بسعر 75 ليرة سورية.

وبالإضافة إلى الرقة ودير الزور، تشمل هذه الأسعار أيضًا مدينة منبج، شمال شرقي حلب.

وتُباع أسطوانة الغاز المدعوم بسعر ثلاثة آلاف ليرة سورية، أما الغاز الحر فتباع الأسطوانة منه بأسعار مرتفعة قد تصل إلى 15 ألف ليرة سورية في بعض الأحيان.


أسهم في إعداد المادة مراسل عنب بلدي في القامشلي مجد السالم 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة