تصفية حسابات عائلة الأسد مستمرة… من التالي؟

tag icon ع ع ع

حسام الجبلاوي – أنطاكيا

بث ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء 29 أيلول، صور تظهر إصابة فاطمة مسعود، والدة سليمان الأسد وزوجة هلال الذي قتل في آذار 2014، بأربع طلقات نارية في منزلها باللاذقية، نقلت إثرها إلى مشفى العثمان وسط المدينة دون معلومات واضحة حتى اليوم عن حالتها الصحية ومدى خطورة إصابتها.

وتأتي الحادثة ضمن سلسلة من الجرائم التي تهدف لتصفية حسابات ضمن العائلة، إذ أن هالة الأسد شقيقة هلال، المتهم الأول في الحادثة، وذلك وفق إفادة قدمتها مسعود إثر إصابتها وجاء فيها «برسم السيد الرئيس إلى متى… تعرضت عصر يوم الاثنين السيدة فاطمة زوجة الشهيد هلال الأسد إلى اعتداء مباشر وعن سابق تهديد وإصرار أدى إلى إصابتها بأربع رصاصات من المعتدية هالة الأسد وابنها كرام».

وذكرت والدة سليمان في بيانها أنّ سبب الاعتداء يعود إلى «موقف حق» فيما يخص قضية ولدها، ومؤكدة أن كرام الأسد الذي شارك هالة الأسد في إطلاق النار عليها هو عضو ضمن ميليشيا سليمان الأسد.

وكانت حالة العداء بين فاطمة مسعود وعددٍ من كبار الشخصيات في العائلة، ومنهم حيدر الأسد (المعروف بأبي الحارث) وهالة الأسد وابنها كرام، جاءت بعد تهديدات لمسعود بأنها «ستفضحهم واحدًا واحدًا (في إشارة إلى آل الأسد)، معتبرةً أنهم السبب بجعل ابنها سليمان هلال مجرمًا ومدمنًا.

وكان حيدر الأسد، أحد أبناء عمومة بشار، نشر إثر تصريحات مسعود تهديدًا مباشرًا لها عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، وقال فيها «لو جاءت مرة ثانية إلى اللاذقية فسوف تكون نهايتها».

ولاحقًا قام حيدر بالفعل بقتل شخصين يعملان لدى فاطمة مسعود في منطقة «الصليبة» بمحافظة اللاذقية، مدعيًا أنّ مسعود هي التي بادرت بإرسال «مسلّحيها» إلى «منطقته» وأنّه كان في حالة الدفاع عن نفسه.

وتأتي هذه الخلافات بين الجانبين بعد قتل سليمان الأسد للعقيد حسان الشيخ، إثر خلاف على أحقية المرور عند دوار الأزهري في اللاذقية يوم السابع من آب.

ولا تعتبر الحادثة الأولى ضمن العائلة، التي قتل عدد من أفرادها مؤخرًا نتيجة خلافات، حيث سبق وأن اتهم موالون لهلال الأسد ابن عمه بشار ونظامه بتصفيته أواخر آذار من العام الماضي، بعد تأسيسه مليشيا الدفاع الوطني في الساحل وتزايد شعبيته وتصرفه كحاكم لمحافظة اللاذقية.

وتلا ذلك اغتيال آخر لأحد أبناء عمومة بشار وهو محمد توفيق الأسد الملقب بـ «شيخ الجبل»، والذي قتل في القرداحة بعدة طلقات نارية في ظروف غامضة. ويعرف عن «شيخ الجبل» كثرة جرائمه في محافظة اللاذقية وإشرافه المباشر على تهريب السلاح والمخدرات بمساعدة ابن عمه فواز، الذي توفي أيضًا بعد إصابته بتشمع في الكبد نهاية شهر آذار من العام الحالي.

ويعتبر آصف شوكت، صهر رئيس النظام، أحد أبرز الوجوه التي غابت عن مسرح الأحداث بعد عملية اغتيال ضمن اجتماع خلية الأزمة شهر تموز من العام 2012، إذ كان أبرز قادة النظام في مجال الاستخبارات وكلف بعد أحداث 11 أيلول بالتواصل مع أمريكا وأوروبا، واتهم بعدها بالمشاركة في قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، لينظم مع بداية أحداث الثورة السورية قمع المتظاهرين السلميين عندما كان قائدًا لفرع الاستخبارات العسكرية.

كما توفي العميد رستم غزالي، رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في نظام الأسد ومن أبرز رموزه، في مشفى الشامي نهاية نيسان من العام الجاري، بعد خلاف حاد نشب بينه وبين اللواء رفيق شحادة، رئيس الأمن العسكري سابقًا، أدى إلى ضرب غزالي في مكتب شحادة بشكل عنيف ونقله إلى المشفى فورًا.

وضمن حربه المباشرة مع فصائل الثورة والشعب السوري خسر الأسد عددًا من أقربائه، ومنهم ابن عمه علي الأسد، الذي تحدثت معلومات عن مصرعه في معارك بريف اللاذقية دون تأكيد ذلك، كما فقد الأسد في معارك ضد «الدولة الإسلامية» قريبه من ناحية والدته، وهو اللواء محسن مخلوف، قائد الفرقة 11، وذلك خلال معارك قرب مطار الـ «T4» العسكري، منتصف شهر تموز الماضي.

وتبقى المعلومات المنقولة في التقرير منسوبة لما صرّح به النظام أو وصلت تسريباته إلى وسائل الإعلام عبر صفحات شخصة أو موالية، ورغم تأكيدها لمقتل هؤلاء إلا أن ظروف مقتل كلّ منهم يشوبها الكثير من الضبابية والشبهات، وسط تكتم على الخلافات الداخلية وحرب الزعامة في العائلة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة