خامنئي منتقدًا تسريبات ظريف: تكرار للخطاب الأمريكي

camera iconصورة تعبيرية للمرشد الإيرانب علي خامنئي وخلفه وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، (P4world)

tag icon ع ع ع

انتقد المرشد الإيراني، علي خامنئي، وزير الخارجية البلاد، جواد ظريف، على خلفية تسجيل صوتي مسرب للأخير، انتقد فيه قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” سابقًا، قاسم سليماني.

وجاءت انتقادات خامنئي في سياق تغريدات عبر حسابه في “تويتر”، نشرها الأحد 2 من أيار، على هامش كلمة متلفزة ألقاها بمناسبة “يوم المعلم والعمال”.

وكتب المرشد الإيراني، “يُسمع من بعض المسؤولين في البلاد هذه الأيام كلام يثير الدهشة والأسف. بعض هذا الكلام تكرار للكلام العدائي من أعدائنا. إنه تكرار للكلام الأمريكي!”، في إشارة منه إلى ما سُرب عن ظريف.

وتابع، “كان الأمريكيون غير راضين بشدة عن التأثير المعنوي لإيران في المنطقة منذ سنين. ولهذا كانوا مستائين من قوة القدس والشهيد سليماني. ولهذا أيضًا اغتالوا الشهيد سليماني (…) لا ينبغي أن نقول ما يوحي بأننا نكرر كلام العدو”، وفق تعبيره.

كما اعتبر المرشد الإيراني أن “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري”، “هو العامل الرئيس الأكبر في الحؤول دون الدبلوماسية المنفعلة السلبية في منطقة غرب آسيا”، بحسب قوله.

وأتت هذه التصريحات بعيد اعتذار قدمه وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، للشعب الإيراني في وقت مبكر الأحد، وخص في الاعتذار أسرة وابنة قاسم سليماني، بمنشور عبر حسابه في “إنستجرام”.

وفي 28 من نيسان الماضي، استدعى البرلمان الإيراني ظريف، على خلفية هذا التسريب.

وأفادت وكالة “إرنا” الإيرانية المعارضة يومها، أن لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، طلبت من ظريف تقديم إفادة في اللجنة حول ما جاء في التسريب الصوتي.

ولم تصرح الحكومة الإيرانية باستدعاء ظريف رسميًا، ولكنها توعدت بمحاسبة مسرّبي تسجيل وزير الخارجية الإيراني، واصفة الواقعة بـ”المؤامرة”.

تسريبات بالجملة

وفي 25 من نيسان الماضي، اتهم ظريف سليماني بالهيمنة على عمل وزارته، والتضحية بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية.

وفي تسجيل صوتي مُسرّب نشر فحواه موقع “إيران إنترناشيونال“، قال ظريف إن تأثيره على السياسة الخارجية كان صفرًا في بعض الأحيان، بسبب هيمنة سليماني على عمل وزارة الخارجية.

وأضاف ظريف حينها، “ضحيت بالدبلوماسية لمصلحة ساحة المعركة أكثر مما ضحيت بساحة المعركة لمصلحة الدبلوماسية”، واصفًا استراتيجية النظام الإيراني بـ”الحرب الباردة”.

وحول علاقته بسليماني، لفت الوزير الإيراني إلى أنه لم يتمكن ولو لمرة واحدة خلال مسيرته المهنية من مطالبته بفعل شيء معيّن يمكن أن يستغله في الدبلوماسية، بينما كان الأخير يملي عليه ما يجب قوله خلال التفاوض.

وأضاف ظريف، “لم أتفق مع قاسم سليماني في كل شيء. كان سليماني يفرض شروطه عند ذهابي إلى أي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، وأنا لم أتمكن من إقناعه بطلباتي. مثلًا طلبت منه عدم استخدام الطيران المدني في سوريا ورفض”.

وحول سبب التدخل العسكري في قرارات الحكومة، لفت ظريف إلى أن الحكومة الإيرانية كانت تولي اهتمامها لساحة المعركة على حساب الدبلوماسية، مضيفًا، “يحدث هذا عندما يكون الوسط العسكري هو من يقرر. يحدث ذلك عندما يريد الميدان الهيمنة على استراتيجية البلاد، وبإمكانهم اللعب معنا”.

وفي حديثه عن مدى النفوذ الذي كان يتمتع به سليماني، لفت ظريف إلى أنه وبعد رفع العقوبات الأمريكية عن شركة “الطيران الوطنية الإيرانية” (هما)، حذره وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، جون كيري، في حزيران من عام 2016، من أن الرحلات الجوية من إيران إلى سوريا زادت ستة أضعاف.

وبرر رئيس الخطوط الجوية الإيرانية ذلك بضغوط سليماني الذي كان يفضّل شركة “هما” على “ماهان” ويعتبرها أكثر أمانًا.

وتابع ظريف بهذا الصدد، “يقول سليماني، لأن الساحة العسكرية هي الأصل، فإذا كانت (شركة هما) أكثر أمانًا بنسبة 2% (من ماهان)، فيجب استخدام (هما)، حتى لو ألحق ذلك أضرارًا بنسبة 200% على الدبلوماسية”.

التسجيل المسرّب كان جزءًا من مقابلة مدتها ثلاث ساعات أجراها ظريف مع الاقتصادي الموالي للحكومة سعيد ليلاز، في آذار الماضي، وأجاب خلالها عن أسئلة تتعلق بسياسات وزارة الخارجية خلال فترة ولايته.

وكانت القوات الأمريكية قتلت سليماني و“أبو مهدي المهندس” بالقرب من مطار “بغداد” بقصف من طائرة دون طيار، في 3 من كانون الثاني 2020.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة