الفلبين.. شهادات جديدة من ثلاث شابات تم تهريبهن إلى سوريا

الدفعة الأولى من عاملات الخدمة اللواتي تعرضن لانتهاكات في سوريا تصل الفلبين- 6 شباط 2021 (وكالة أنباء الفلبين)

camera iconالدفعة الأولى من عاملات الخدمة اللواتي تعرضن لانتهاكات في سوريا تصل الفلبين- 6 شباط 2021 (وكالة أنباء الفلبين)

tag icon ع ع ع

تواصل لجنة مجلس الشيوخ الفلبيني، المعنية بالمرأة والأطفال والعلاقات الأسرية والمساواة بين الجنسين، تحقيقاتها في قضية تهريب العاملات الفلبينيات إلى سوريا. 

وأصدر المجلس بيانًا اليوم، الثلاثاء 4 من أيار، برئاسة السيناتورة ريزا هونتيفيروس، تحت عنوان “جوازات السفر المزيفة تغذي تهريب النساء الفلبينيات القاصرات إلى سوريا”. 

وكشفت هونتيفيروس عن ثلاث روايات من فتيات فلبينيات هُرّبن إلى سوريا قاصرات، الأمر الذي “يكشف عن بُعد آخر لاتساع وعمق الاتجار بالبشر في البلاد”، حسب السيناتورة. 

وخلال جلسة استماع لجنة مجلس الشيوخ، شهدت النساء أن جوازات سفرهن كانت ملفقة لإخفاء حقيقة أنهن قاصرات، الأمر الذي يضمن إجراء معاملات مغادرة سلسة في بوابات المطار.

كما قالت الفتيات إنهن تعرضن لانتهاكات جسدية وجنسية من المسؤولين في مكتب التوظيف، ولم تعرف الفتيات أنه سيتم أخذهن إلى سوريا، إذ فهمن أنهن سيعملن في بلدان مختلفة.

وقدمت السيناتورة تسجيلات مصورّة للفتيات تم تضمينها في البيان، وهن أميمة وعلياء ولينلين (أسماء مستعارة).

وظفت أميمة وعلياء وهما قاصران في عام 2008، بينما وظفت لينلين في عام 2018، وكانت قاصرًا أيضًا.

لم تستطع الفتيات العودة إلى الفلبين إلّا في عام 2020، وكشفن أيضًا أنهن تعرضن لسوء المعاملة من قبل أصحاب العمل.

فبالنسبة لعلياء، بقيت في سوريا 11 عامًا، وبحسب قولها، في البداية كان صاحب عملها لطيفًا، لكنه عمد بعد ذلك إلى إيذائها جسديًا وعاطفيًا، كما مُنعت من امتلاك هاتف محمول ولم يُسمح لها بامتلاك واحد إلا في عام 2017. 

أما لينلين، فبعدما جهزت نفسها للحصول على وظيفة في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، أُحضرت بدلًا من ذلك إلى دمشق في عام 2018 عندما كانت في الـ14 من عمرها.

وشملت رحلتها تنقلات من مانيلا إلى ماليزيا إلى سريلانكا إلى الكويت، ثم إلى دمشق، وقالت إن وكالتها حرمتها من البحث عن صاحب عمل آخر لأن صاحب عملها “دفع الكثير” للوكالة.

وصرحت، “كان العمل صعبًا، ولم أتغذَّ بشكل صحيح، كما تعرضتُ للأذى”.

في كانون الأول من عام 2019، هربت لينلين بالقفز من نافذة صاحب عملها من الطابق الثاني، ومع ذلك فإن مشكلاتها لم تنتهِ عند هذا الحد.

فعندما ذهبت إلى سفارة بلدها في سوريا، تعرضت للتحرش اللفظي والجنسي من قبل موظف يدعى جون كاريلو، الذي كان يعمل في السفارة الفلبينية بدمشق، وقالت إن الموظف عرف أنها كانت قاصرًا عندما أجرى معها محادثات محملة بالتلميحات الجنسية.

من جهتها، أعربت السيناتورة ريزا هونتيفيروس عن استيائها، إذ قالت “وكأن استغلال نسائنا لا يكفي، بل عديمو الضمير والمتاجرون بالبشر يتلاعبون بأطفالنا ويسيئون معاملتهم أيضًا”.

وتابعت، “هذه طريقة عمل مثيرة للاشمئزاز يجب إيقافها، إذا لم نتمكن من حل هذه المشكلة، وإذا لم تتم محاسبة المجرمين، يبدو أننا سمحنا لهم أيضًا بسرقة مستقبل شبابنا”.

ودعت السيناتورة وزارة الخارجية الفلبينية إلى التحقق بانتظام من أوضاع النساء والفتيات الفلبينيات في الخارج، والتأكد من عدم وجود أي شخص مثل جون كاريلو في رتب السفارات. 

مكتب الهجرة الفلبيني يحقق مع ضباط

قال مكتب الهجرة الفلبيني، في 24 من آذار الماضي، إنه بدأ تحقيقًا حول ادعاءات ضلوع بعض ضباطه في تهريب 44 امرأة للعمل في سوريا.

وقال العضو في مكتب الهجرة الفلبيني خايمي مورينتي، “تلقينا معلومات من مكتب وكيل وزارة الخارجية لشؤون العمال المهاجرين حول 44 امرأة في سوريا، كنّ ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر”، مضيفًا أنه أمر بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لمعرفة كيف تمكن الضحايا من مغادرة الفلبين.

وأشار مورينتي إلى أنه يجري التحقيق مع ما لا يقل عن 28 ضابط هجرة بشأن ضلوعهم في المخطط المذكور، مؤكدًا أنه “لن يتردد في جعلهم يواجهون أقسى العقوبات”

التحقيق الذي أجراه مجلس الشيوخ في وقت سابق كشف أن النساء اللواتي يستخدمن تأشيرات السياحة، يسافرن من الفلبين إلى دبي، حيث وُعدن بالعمل.

جهود الحكومة الفلبينية لإعادة النساء

ووصلت ثلاث نساء يحملن الجنسية الفلبينية إلى بلادهن، في 17 من نيسان الماضي، وذلك بعد تعرضهن لعملية الاتجار بالبشر في سوريا، وسط جهود من حكومتهن لإعادة المزيد من العالقات في دمشق.

وأفادت وكالة الأنباء الفلبينية الرسمية (PNA)، أن النساء أقمن في مكتب العلاقات العامة في السفارة الفلبينية بدمشق، ونُقلن بعدها إلى مطار “نينوي أكينو” الدولي في الفلبين.

وأشارت الوكالة إلى أن الواصلات استقبلتهن وكالات حكومية فلبينية في المطار، بقيادة مكتب وكيل وزارة الخارجية لشؤون العمال المهاجرين في المطار، حيث تعهدوا بمساعدة السيدات في تقديم شكاوى جنائية لانتهاك قانون الجمهورية وقانون مكافحة الاتجار بالبشر، وقانون العمال المهاجرين.

ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية أنها من خلال “وكيل وزارة شؤون العمال الوافدين” والسفارة الفلبينية في دمشق، ستتخذ نهجًا حكوميًا بالكامل لإعادة العاملات المتبقيات في ملجأ السفارة (مكتب العلاقات العامة).

وتعد هذه الدفعة واحدة من سلسلة دفعات تعمل الحكومة الفلبينية على إعادتها.

ففي بداية شباط الماضي، وصلت أولى دفعات ضحايا الاتجار بالبشر من سوريا، إذ ضمت حينها ست عاملات خدمة.

ويبلغ عدد العالقات في سوريا 38 عاملة خدمة يحملن الجنسية الفلبينية، بعضهن عاد وأخريات ينتظرن إعادتهن من السفارة في دمشق.

وقالت الخارجية الفلبينية، إن جميع العائدات هن ضحايا الاتجار بالبشر، ووُظفن بشكل غير قانوني للعمل في سوريا من سياح في دبي.

وتكشفت معالم القضية في تحقيق لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، صدر في 24 من كانون الثاني الماضي، سلّط الضوء على أن عاملات من الجنسية الفلبينية وصلن بالإكراه من دبي إلى سوريا للعمل، وتعرضن لمآسٍ جسدية ونفسية.

وجاء في تحقيق الصحيفة حينها، أن عاملات منازل سافرن من الفلبين إلى دبي للعمل، لكنهن وجدن أنفسهن في سوريا يواجهن عنفًا واغتصابًا وحرمانًا من الرواتب، وفق ما ترجمته عنب بلدي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة