“صواريخ حماس”.. صناعات محلية وقدرة كبيرة على التدمير

camera iconأحد صواريخ المقاومة الفلسطينية - أيار 2020 (رويترز)

tag icon ع ع ع

تصاعدت حدة القصف المتبادل بين الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من قطاع غزة مقرًا لها، وبين القوات الإسرائيلية خلال الأسبوع الأخير، بعد تصاعد أعمال العنف من قبل شرطة الاحتلال بحق مدنيين فلسطينيين معتصمين في ساحات المسجد الأقصى.

وقالت غرفة العمليات المشتركة في غزة، في 10 من أيار الحالي، إنها لم تبدأ عملياتها بعد، متوعدة إسرائيل “برد قاسٍ”، بحسب تعبيرها، وذلك بالتزامن مع سقوط نحو عشر ضحايا بالتزامن مع القصف الإسرائيلي شمال قطاع غزة، خلال فترة عمليات القصف المتبادل بين فصائل المقاومة، وجيش الاحتلال.

وأظهرت تسجيلات مصورة نشرها ناشطون وحسابات إعلامية إسرائيلية، في 16 من أيار الحالي، أضرارًا كبيرة جراء سقوط صواريخ أطلقتها الفصائل في غزة باتجاه مدينة أسدود، وتسببت بأضرار مباشرة لمنازل وسيارات.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي تقصف فيها فصائل المقاومة الفلسطينية مناطق في الضفة الغربية الواقعة تحت حكم السلطات الإسرائيلية، والتي تبعد عن القطاع حوالي 117 كيلومترًا، ما يدفع للتساؤل عن التطور العسكري الذي قد تكون وصلت إليه فصائل المقاومة الفلسطينية في مجال صناعة وتطوير الصواريخ.

البداية كانت بصواريخ “غير فعالة”

صنّعت “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “المقاومة الإسلامية” (حماس) عددًا من الصواريخ بدأ استخدامها عام 2001، وكان أولها صاروخ “قسام 1” الذي استهدفت فيه المقاومة مستوطنة “سديروت”، المحاذية لقطاع غزة عام 2001.

وكان مدى “قسام 1” يبلغ ثلاثة كيلومترات، بوزن 5.5 كيلوغرام، وطول 79 سنتيمترًا، بحسب ما نقلته قناة “الجزيرة” عن الكتاب المرجعي في الصواريخ المدفعية الصادر عن مؤسسة “الأبحاث الدفاعية النرويجية”.

وحاولت الفصائل الفلسطينية تصنيع الصواريخ محليًا، اعتمادًا على تصاميم الصواريخ الخاصة براجمات الصواريخ السوفييتية الصنع، من طراز “كاتيوشا” و”غراد”، إلا أن الصواريخ الفلسطينية اختلفت في بداياتها عن صواريخ “غراد” الروسية بالمدى والقدرة التدميرية الضعيفة، وعدم إمكانية إطلاق أكثر من صاروخ واحد عبر منصة الإطلاق.

وطوّرت “كتائب القسّام”، خلال السنوات اللاحقة، أنواعًا أخرى من هذا الصاروخ، فكان الجيل الثاني عام 2002، الذي وصل مداه الأقصى إلى ثمانية كيلومترات، برأس متفجّر زنته 5- 7 كيلوغرامات، ثم الجيل الثالث عام 2005، الذي وصل مداه الأقصى إلى عشرة كيلومترات، وبرأس متفجّر تصل زنته إلى عشرة كيلوغرامات.

وتحسّنت الترسانة الصاروخية التي تمتلكها فصائل المقاومة الفلسطينية بعد ذلك، فتسلّحت بداية من العام 2007، بصواريخ روسية الصنع من طراز “غراد”، والتي يتراوح مداها بين 20 و40 كيلومترًا.

وتمكنت الفصائل بعدها من توسيع مناطق الاستهداف بشكل أعمق في محيط قطاع غزة، ليصبح في حدود 30 كيلومترًا، ويشمل مدنًا ومستوطنات مهمة، مثل عسقلان ونتيفوت وأوفاكيم وأسدود وصحراء بئر السبع التي تحوي مفاعل “ديمونة” النووي.

وفي عام 2014، قصفت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة محيط مفاعل “ديمونة” النووي الإسرائيلي بثلاثة صواريخ من نوع “M57″، وتبنّت كتائب “القسام” حينها عملية الإطلاق، في إشارة إلى صواريخ يصل مداها إلى نحو 80 كيلومترًا.

تطور ملحوظ في الصناعات العسكرية للمقاومة

في عام 2019، أعلنت “سرايا القدس”، أحد الفصائل الفلسطينية المتمركزة في قطّاع غزة، لأول مرة عن مسؤوليتها عن استهداف مدينة عسقلان، التي تبعد 43 كيلومترًا عن غزة، بصاروخ “بدر 3” المطور محليًا، والذي يُعَد استنساخًا لإحدى نسخ صواريخ “غراد” الروسية الصنع.

وعلى الرغم من المجهود الجوي الذي كرّسه سلاح الجو الإسرائيلي، بحوالي 160 طائرة مقاتلة، فشل في إيقاف عمليات إطلاق الصواريخ من غزة، طوال الأيام الماضية.

وظهرت خلال المناورات الصاروخية المشتركة أواخر عام 2020، التي أُطلق عليها اسم “الركن الشديد“، وشارك فيها للمرة الأولى نحو 12 فصيلًا عسكريًا فلسطينيًا، قدرات جديدة للمقاومة الفلسطينية على إطلاق الصواريخ من منصات وراجمات متحركة على عكس الراجمات الثابتة التي كانت تستخدمها فيما مضى.

وجرى خلال المناورات إطلاق عشرات الصواريخ من منصّات تحت الأرض، تم تزويدها بآلية للظهور على سطح الأرض، والإخفاء وقت الحاجة، وهو ما قلّص الفرص المتاحة لقصفها، وخاصة أنها متعددة الفوّهات، وليست فردية أو رباعية، كما كانت الحال عليه خلال السنوات الماضية.

كما مكنّت الراجمات المتعددة الفوهات فصائل المقاومة من إطلاق الصواريخ بأعداد كبيرة، ما أربك القبة الحديدية الإسرائيلية، وجعلها عاجزة عن التصدي لكميات كبيرة من الصواريخ دفعة واحدة.

ويظهر عجز القبة الحديدية واضحًا من خلال الإصابات التي حققتها صواريخ المقاومة في عدة مدن ومستوطنات إسرائيلية أبرزها العاصمة تل أبيب.

وأعلنت “كتائب القسام” خلال العمليات الأخيرة امتلاكها صاروخًا جديدًا، يعتبر نقلة نوعية في القدرات العسكرية للحركة، وهو الصاروخ “عياش 250“، الذي استهدفت فيه المقاومة موقع شمالي مدينة إيلات، على بعد نحو 217 كيلومترًا من غزة، ويعتبر هذا أقصى مدى تمكّنت صواريخ المقاومة من بلوغه حتى الآن.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه على الرغم من قدرة المراقبة الإسرائيلية الهائلة وقوة النيران العسكرية، تمكنت الفصائل المسلحة في غزة من حشد ترسانة كبيرة من الصواريخ، منذ أن خرجت إسرائيل من القطاع، الذي سيطرت عليه بعد حرب 1967.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة