صواريخ لـ”كتائب القسام” تحمل أسماء مناضلين فلسطينيين

tag icon ع ع ع

يدخل التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة أسبوعه الثاني، بعد تفجر الأوضاع بسبب اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى في 10 من أيار الحالي، وسعيها لإخلاء حي الشيخ جراح في القدس الشرقية من مواطنيه الفلسطينيين، تمهيدًا لإقامة مشاريع استيطانية.

وفي إطار رد فصائل غزة على استهداف الطيران الإسرائيلي مناطق متفرقة في القطاع المحاصر، وشنه اعتقالات مستمرة بحق العرب في الأراضي الفلسطينية، قصفت الفصائل المدن الإسرائيلية بنحو 3600 صاروخ، وفق تقديرات إسرائيلية.

ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صورًا لصواريخ أطلقتها “كتائب القسام” مستهدفة المناطق المحتلة، وتحمل أسماء بعض المناضلين الفلسطينيين الشباب الذين قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية.

باسل الأعرج

كتبت المقاومة الفلسطينية اسم باسل الأعرج على أحد الصواريخ التي أطلقتها، وقالت إن صاروخها “كالباسل، لن يضل الطريق”.

وباسل شاب فلسطيني ولد عام 1986، في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، ودرس الصيدلة، وعمل بها في إحدى صيدليات القدس المحتلة.

اسم باسل الأعرج على صاروخ للمقاومة قبل إطلاقه باتجاه الداخل المحتل- أيار 2021 (القدس)

وإلى جانب عمله في الأدوية، كرّس باسل الأعرج اهتمامه للتاريخ الفلسطيني، فصار مدوّنًا في تاريخ بلاده المحتلة منذ أكثر من 70 عامًا، ويعتبر من أبرز ناشطي الحراك الثقافي الفلسطيني.

استعمل باسل ثقافته وقلمه في وجه الإسرائيليين، فدعم المقاومة فكريًا، ودعا إلى مقاطعة المحتل في الداخل والخارج، ما عرّضه للاعتقال على يد قوات السلطة الفلسطينية، والمطاردة من قبل القوات الإسرائيلية.

وعمل باسل على توثيق مراحل الثورة الفلسطينية، والتعريف بها، وداوم الحضور في المظاهرات المنددة بسلطة إسرائيل والاستيطان.

اعتقلت السلطة الفلسطينية باسل الأعرج عام 2016، بتهمة التخطيط لعميلة مسلحة ضد إسرائيل، وبعد إطلاق سراحه في العام نفسه، لاحقته القوات الإسرائيلية ومخابراتها.

وفي 6 من آذار 2017، قتلت القوات الإسرائيلية باسل الأعرج، بعد اقتحام قوة خاصة إسرائيلية منزلًا تحصن به في مدينة البيرة بالضفة الغربية، إثر اشتباك متواصل معه لمدة ساعتين، أدى إلى نفاد ذخيرته.

وصية باسل الأعرج التي جرى تداولها على نطاق واسع

وترك باسل الأعرج بين أوراقه وصية قال فيها، “أنا الأن أسير إلى حتفي راضيًا مقتنعًا، وجدت أجوبتي”.

مهند الحلبي

قُتل مهند الحلبي برصاص إسرائيلي بعدما نفذ عملية طعن وإطلاق نار، في 3 من تشرين الأول عام 2015، أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين، في شارع الواد في بلدة القدس القديمة.

وردت القوات الإسرائيلية على العملية بهدم منزل عائلة مهند واعتقال شقيقه.

ومهند الحلبي شاب فلسطيني من مواليد قرية سردا شمال رام الله عام 1995، وترجع أصول عائلته إلى مدينة يافا على الساحل الفلسطيني، التي هجروا منها إبان النكبة عام 1948.

كان مهند الحلبي طالبًا في كلية الحقوق بجامعة “القدس” حين قرر تنفيذ عمليته، في الوقت الذي شهدت فيه مدينة القدس تضييقًا أمنيًا إسرائيليًا ومنعًا للمصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى.

وشكّلت العملية التي نفذها الشاب شرارة لتوترات متواصلة متفاوتة الحدة في القدس المحتلة.

واستعانت “كتائب القسام” بجملة من آخر ما نشره مهند الحلبي عبر “فيس بوك” في 2 من تشرين الأول 2015، أي قبل يوم واحد من مقتله، وكتبتها على أحد الصواريخ قبل إطلاقه.

“كتائب القسام” تكتب اسم مهند الحلبي على أحد الصواريخ قبل إطلاقه باتجاه الداخل المحتل- أيار 2021 (إضاءات)

وقال مهند الحلبي حينها، “حسبما أرى فإن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت. ما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبينا، وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وأخواتنا، فلا أظن أننا شعب يرضى بالذل. الشعب سينتفض، بل ينتفض”.

محمد سعيد محمد علي

عاش محمد علي مع عائلته في مخيم “شعفاط” شمالي القدس، وعمل جزارًا في ملحمة تملكها العائلة.

وفي 10 من تشرين الأول 2015، نفذ محمد علي عملية طعن في باب العمود، أحد أبواب المسجد الأقصى، أسفرت عن إصابة ثلاثة جنود من وحدات “اليسام” الإسرائيلية بجروح، بالإضافة إلى مقتله برصاص قوات إسرائيلية.

محمد سعيد محمد علي شاب فلسطيني (19 عامًا)، من قرية بيت ثول قرب القدس، التي احتلتها القوات الإسرائيلية عام 1948.

واحتجزت السلطات الإسرائيلية جثمان محمد علي لأكثر من 80 يومًا قبل أن تسلّمه لذويه، مشترطة دفنه ليلًا، ودون مشاركة شعبية، الأمر الذي رفضته العائلة، ليُدفن نهارًا في مقبرة “عناتة” في المخيم، وسط مشاركة شعبية واسعة.

“كتائب القسام” تكتب اسم محمد سعيد محمد علي على أحد صواريخها قبل إطلاقه باتجاه الأراضي المحتلة- أيار 2021

ولقّب الشارع الفلسطيني محمد علي بـ”كوماندوس السكاكين”، وأهداه الفلسطينيون أغنية حملت نفس اللقب الذي أشارت إليه “كتائب القسام” على أحد صواريخها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة