"صالح الأخ الأكبر الذي يلجأ إليه الجميع"

“داعش” تقتل مراسل الأناضول بتفجير في حلب

tag icon ع ع ع

لقي مراسل وكالة الأناضول التركية، السوري صالح محمود ليلى، حتفه أثناء تغطيته المعارك في محافظة حلب شمال سوريا، الخميس 8 تشرين الأول.
وأدانت الوكالة «التفجير الإرهابي الذي نفّذه تنظيم داعش بواسطة سيارة مفخخة وسط سوق شعبي بمدينة حريتان في ريف حلب شمال غرب حلب مساء الخميس»، ولقي إثره قرابة 20 شخصًا مصرعهم فيما أصيب 20 آخرون بجروح.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزارئه أحمد داود أوغلو، أرسلا برقيتي تعزية إلى مدير عام وكالة الأناضول شينول كازانجي، بوفاة ليلى بحكم أنه مراسل الوكالة في حلب.
ونظّمت الأناضول حفل تأبين لمراسلها صالح ليلى داخل مقرها في أنقرة، الجمعة 9 تشرين الأول، وقال المدير العام للوكالة، شينول كازانجي، إن وفاة ليلى مثّلت حادثًا مؤلمًا إلى أقصى درجة، مشيرًا إنه كان حديث الزواج وينتظر مولودًا.
وأضاف كازانجي، إن الوكالة كانت دائمًا إلى جانب ليلى وأسرته، وستستمر في الوقوف إلى جانب عائلته، كما ستعمل على إحياء ذكراه بأكثر الطرق تأثيرًا على حد وصفه.
من جهته اعتبر مدير الأخبار المرئية في الوكالة، أحمد سيل، يوم وفاة ليلى «لأسوء» بالنسبة لمهنة الصحافة، مشيرًا إلى أن «صحفي الأخبار المرئية، يعمل من أجل إظهار الحقيقة وعرضها على الناس، ويعرض في سبيل ذلك حياته للخطر أحيانًا، وهذا ما فعله ليلى، إذ فقد حياته لعرض ما يحدث في بلاده».
واعتبر سيل أن الصور التي التقطها ليلي تمثل وثائق تاريخية لما تشهده سوريا، لافتًا إلى أن «حوالي 10 آلاف شخص صفقوا وقوفًا للصور التي التقطها ليلى عن الحياة في حلب عند عرضها قبل عامين في أحد المهرجانات».
غطى ليلى بالصور والفيديو خلال عمله، كمراسل للأناضول، المعارك شمال سوريا، كما رصد في العديد من تقاريره المصورة معاناة الأهالي في ظروف الحرب، بحسب الوكالة، التي أشارت إلى أن الصور التي التقطها تصدرت العديد من وسائل الإعلام العالمية.
ويبلغ من العمر 27 عامًا، وهو خريج معهد حاسوب من مواليد عندان عام 1988، متزوج منذ عام وزوجته حامل، كما عمل في بداية الثورة كمصوّر ومنسق للمظاهرات مع تنسيقية عندان، ثم توجه للعمل كإعلامي مع فصيل لواء أحرار الشمال إلى أن أُعلن عن تشكيل لواء التوحيد، ليصبح عضوًا في المكتب الإعلامي التابع له.
ليلى حضر أغلب المعارك أثناء دخول حلب، ووثق جميع مراحل تحرير مدرسة المشاة مع الشهيد أبو فرات، وحينها عرضت وكالة الأناضول عليه العمل كمصورٍ ومحررٍ للأخبار في حلب وريفها وبدأ العمل معهم، بالإضافة إلى عمله كمدير للمكتب الإعلامي للجبهة الشامية، بحسب الناشط الإعلامي مصطفى سلطان، الصديق المقرب له.
سلطان أشار إلى أن ليلى كان إنسانًا معطاءً وصاحب خير، لافتًا إلى أنه كتب في مجموعة مشتركة على برنامج الواتس أب مع أصدقائه قبل ساعتين من استشهاده «حدا يعزمنا على قهوة يا حلوين»، ليكتب أحد أصدقائه بعد استشهاده «كل واحد يحاول يلاقي شي أخ يسندو لأنو صالح مات .
وختم سلطان «هذه الكلمات كفيلة بأن تشرح من هو صالح الأخ الأكبر في مكتبنا الإعلامي والشخص الذي يلجأ إليه الجميع» لافتًا إلى أن ليلى «خسارة كبيرة للإعلام الحربي ولنا ولأهله».




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة