واشنطن تحذر من إغلاق المعابر الإنسانية في سوريا

camera iconسفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيليد، عند معبر "باب الهوى" الحدودي بين تركيا وسوريا - 3 من حزيران 2021 (AP)

tag icon ع ع ع

قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن إغلاق آخر المعابر الإنسانية إلى سوريا يمكن أن يتسبب في “قسوة لا معنى لها” لملايين السوريين، مجددة الدعوة إلى مجلس الأمن الدولي لتمديد الإذن بتسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

وأضافت السفيرة للصحفيين أنه “لولا هذا المعبر الحدودي سيموت السوريون”، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“، الجمعة 4 من حزيران.

وأدلت السفيرة الأمريكية بهذه التصريحات في نهاية زيارة استغرقت ثلاثة أيام لتركيا، وتضمنت رحلة إلى معبر “باب الهوى” الحدودي، نقطة الوصول الوحيدة المتبقية للمساعدات الإنسانية لدخول سوريا.

 

وتسعى الولايات المتحدة إلى إعادة السماح بوصول الأمم المتحدة إلى “باب الهوى” وإعادة فتح المعابر الحدودية الأخرى قبل تجديد التفويض الخاص بعملية عبور المساعدات عبر الحدود في 10 من تموز المقبل.

ويوجد دعم قوي في المجلس المكوّن من 15 عضوًا للحفاظ على المعابر الحدودية، لكن روسيا من الممكن أن تعترض ويصطدم قرار الدول بحق “النقض” (الفيتو).

وقالت غرينفيلد، “ندعو بقية مجلس الأمن إلى تجديد هذا التفويض حتى نتمكن من وقف المعاناة ومساعدة من هم بأمس الحاجة إليها، إذ نريد من الأمم المتحدة توفير الغذاء للأطفال الجائعين وحماية الأسر المشردة وتقديم اللقاحات وسط جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)”.

وبحسب السفيرة، فإنها ستلتقي بنظيرها الروسي وأعضاء آخرين في مجلس الأمن للضغط من أجل توسيع الوصول وإعادة فتح المعابر الحدودية الأخرى، وقالت إن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يعتزم مناقشة المسألة مع وزير الخارجية الروسي.

وصرّحت، “خلال مشاركتي مع السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، سوف أطلعه على ما رأيته على الحدود، والمخاوف التي يشعر بها الناس، والقلق من أن شريان الحياة هذا الذي لديهم قد يغلق”.

وتريد روسيا حصر إدخال المساعدات الدولية إلى سوريا عبر مناطق سيطرة النظام، إذ تتهم الدول الغربية بتجاهل الدور الذي يمكن أن تلعبه الإمدادات التي تأتي عبر الخطوط من دمشق.

والتقت غرينفيلد بوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، وبالمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، خلال إقامتها في تركيا، التي تستضيف حوالي أربعة ملايين لاجئ سوري.

وحول العلاقات الأمريكية- التركية، قالت السفيرة، “لدينا علاقة استراتيجية دقيقة مع تركيا حليفتنا في (الناتو)، نحن نتفق على بعض المجالات ونختلف في البعض الآخر، وإن الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا هو إحدى القضايا التي تتوافق فيها قيمنا تمامًا”.

وأعلنت غرينفيلد، في 3 من حزيران الحالي، تقديم بلادها نحو 240 مليون دولار على شكل تمويل إنساني إضافي لشعب سوريا وللمجتمعات المضيفة.

وأوضحت أن هذا التمويل من “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية”، يأتي في إطار توفير الغذاء للأطفال الجائعين وحماية الأسر المشردة، وتقديم اللقاحات في ظل انتشار جائحة فيروس “كورونا” وإيقاف معاناة السوريين.

ويحتاج قرار تمديد موافقة المجلس إلى تسعة أصوات مؤيدة، وعدم استخدام حق “النقض” من أي من الأعضاء الخمسة الدائمين، روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

الأمم المتحدة تحذر

قال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مارك كاتس، إن ملايين الأشخاص في شمال غربي سوريا يواجهون كارثة، إذا لم توافق الأمم المتحدة على تمديد العمليات الإنسانية عبر الحدود الشهر المقبل.

ونقلت وكالة “رويترز” عن كاتس، في 3 من حزيران الحالي، قوله، “ستكون كارثة إذا لم يُمدد قرار مجلس الأمن، ونحن نعلم أن الناس سيعانون بالفعل”.

وتابع، “نتوقع من المجلس أن يضع احتياجات المدنيين في المقام الأول، إذ يوجد في شمال غربي سوريا بعض الأشخاص الأكثر ضعفًا في أي مكان في العالم”.

اقتصر إدخال المساعدات عبر الحدود مع تركيا في العام الماضي على منفذ واحد، بعد اعتراض روسيا والصين على تجديد العبور عبر منافذ أخرى.

إذ تدخل في الوقت الحالي حوالي 1000 شاحنة تابعة للأمم المتحدة شهريًا إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى”، لتوصيل المواد الغذائية والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية، في محاولة لتلبية احتياجات أربعة من كل خمسة أشخاص في شمال غربي سوريا، بحسب “رويترز”.

وحاول النظام وروسيا فتح معابر مع مناطق سيطرة المعارضة بعد اتفاق “موسكو” في 5 من آذار 2020، لكن الأمر لم يلقَ قبولًا لدى أهالٍ في مناطق سيطرة المعارضة.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في 30 من آذار الماضي، إلى إعادة فتح المعبر الحدودي الثاني مع تركيا (باب السلامة) الذي كان يُستخدم لإيصال المساعدات إلى نحو أربعة ملايين سوري، والمعبر مع العراق (اليعربية) الذي جلب المساعدات إلى 1.3 مليون سوري في الشمال الشرقي، والذي تسيطر عليه “قسد” المتحالفة مع الولايات المتحدة، بحسب ما نقلته “أسوشيتد برس”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة