بعد توقفها لسنوات..

عودة تدريجية لزراعة التبغ في درعا وسط صعوبات التكلفة

camera iconمحصول التبغ في ريف درعا الغربي- 20 من حزيران 2019 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا- حليم محمد

تحت أشعة شمس أيار الماضي، انحنى ياسر، البالغ من العمر 45 عامًا، ليمسك بيده شتلات الدخان التي يعتمد على زراعتها في مدينة درعا، وتساعده بذلك عائلته من أجل توفير أجور العمال.

الدافع الأساسي لدى ياسر (الذي تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية) لزراعة التبغ هو “سعره المحدد الذي لا يخضع لتقلبات السوق المحلية كالخضار والفواكه”، وفق ما قاله لعنب بلدي.

تشهد مناطق في محافظة درعا جنوبي سوريا عودة تدريجية لزراعة التبغ بعد توقفها منذ عشر سنوات، بسبب منع زراعتها من قبل فصائل المعارضة التي كانت تخضع لها المدينة، قبل أن تسيطر عليها قوات النظام السوري في تموز من عام 2018، بموجب اتفاق “التسوية”.

كما أسهم انقطاع الطرق التجارية وصعوبة وصول المنتج للمحافظة، بالإضافة إلى عدم قدرة “مؤسسة التبغ” على متابعة المحاصيل، في عدم توفر هذه الزراعة في المدينة.

محصول استراتيجي مدعوم

يرغب ياسر في زراعة التبغ كونه من الزراعات المدعومة، إذ تقدم “المؤسسة العامة للتبغ” المازوت بسعره المدعوم 180 ليرة سورية (0.05 دولار أمريكي)، وتشجيعًا على الاستمرار بزراعتها زادت المؤسسة الكميات من 50 ليترًا للدونم كل شهر في عام 2020، إلى 100 ليتر للدونم في العام الحالي، حين وصل سعره على “البسطات” إلى 1500 ليرة (0.46 دولار أمريكي).

وهناك وعود بتسليم الأسمدة والمبيدات خلال فترة الزراعة، ولكن المؤسسة لم تسلّم مادة “الترابة” (السوبر فوسفات) لعام 2020، بحسب ما قاله ياسر.

وسُلّمت مخصصات دعم زراعة التبغ في عام 2020 بالكامل، عدا مادة “الترابة”، كذلك حصل تأخير في العام الحالي بتسليمها للمزارعين، إذ يجب أن تسلَّم في المراحل الأولى من زراعة التبغ في النصف الأول من العام.

وتوضع مادة “الترابة” قبل الزراعة في التربة لدعمها بمادة الفوسفور، ويبدأ موسم زراعة بذور التبغ في شباط بـ”مساكب”، وتغطى بأثواب نايلون لتأمين حرارة تساعد في إنباتها وحمايتها من موجات الصقيع.

وبعد زراعة الشتلات تأتي مرحلة تنظيفه من الأعشاب وتحريك التربة عليه، ورشه بالمبيدات الحشرية والفطرية.

وعند نضوج الأوراق تبدأ مرحلة قطافها، وشكها في خيوط تصل إلى متر ونصف، لتأخذ شكل القلادة، وبعدها تُعلَّق حتى تجف.

ويقوم المزارع بتنزيل محصول التبغ وكبسه في قالب خشبي، وتعبئته في الخيش على شكل مربعات ليكون جاهزًا للتسليم، وبذلك يمتد العمل بموسم التبغ حوالي عام كامل.

ويحتاج الدونم في زراعة التبغ إلى 50 كيلوغرامًا من السماد العضوي “يوريا”، و25 كيلوغرامًا من “سوبر فوسفات”.

تكاليف مرتفعة رغم الدعم

قرر مجلس إدارة المصرف المركزي الزراعي، في 1 من حزيران الحالي، رفع الدعم عن بعض الأسمدة المخصصة لزراعة التبغ، وبيعها بسعر التكلفة للفلاح، إذ حدد سعر طن “السوبر فوسفات” بمليون و112 ألف ليرة (347.5 دولار)، وسعر طن سماد “اليوريا” بمليون و366 ألف ليرة (426 دولارًا)، وسعر طن “نترات الأمونيوم” بـ789 ألفًا و600 ليرة (246 دولارًا).

ومن الأمور المكلفة في زراعة التبغ تجهيز المنشر الخشبي، وهو عبارة عن أخشاب مثبتة بالأرض، تقاطعها أخشاب على شكل صفوف من ثلاث طبقات، تغطى بالخيش من الأعلى وعلى الجوانب، كي لا تؤثر أشعة الشمس المباشرة على قلائد التبغ المنشورة.

ويكلّف المنشر مبلغًا لا يقل عن مليوني ليرة (625 دولارًا) في مدينة درعا، ويختلف باختلاف مساحته ونوعية الأخشاب، لكنه يُستعمل لخمسة مواسم.

يحتاج مزارع التبغ إلى الحصول على ترخيص من “المؤسسة العامة للتبغ”، ويزرع بناء على خطتها، ويتعهد بتسليم كميات محددة له ضمن الترخيص.

ورغم سيطرة النظام السوري على محافظة درعا منذ ثلاث سنوات، ما زالت مراكز ومستودعات المؤسسة مغلقة، وهي غير مؤهلة لتسلّم الإنتاج من المزارعين، وتتسلّم المؤسسة الكميات في مستودعات دير علي قرب دمشق.

وكان في درعا سابقًا مركز لتسليم المحصول بمدينة طفس وإزرع، لكن حاليًا يسلّم المزارعون محصولهم للمؤسسة في مدينة دمشق، ما يزيد من تكاليف أجور النقل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة