ما مخصصات الوقود عبر “البطاقة الذكية” لسكان شمال شرقي سوريا؟

شاحنات نفط تخرج من مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" (AP)

camera iconشاحنات نفط تخرج من مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" (AP)

tag icon ع ع ع

حددت لجنة المحروقات العامة في “الإدارة الذاتية”، مخصصات العائلة الواحدة من الوقود، التي ستُسلّم عبر “البطاقة الذكية” الجديدة للمقيمين في مناطق سيطرة “الإدارة” شمال شرقي سوريا.

وبحسب ما قاله موظف في مديرية المحروقات بمحافظة الرقة (تحفظ على نشر اسمه لأنه لا يملك تصريحًا للحديث إلى الإعلام)، حددت “الإدارة” مخصصات العائلة الواحدة سنويًا من مادة المازوت بـ440 ليترًا وبسعر 75 ليرة سورية لليتر الواحد، و220 ليترًا من مادة الكاز السائل بسعر 100 ليرة سورية، و12 أسطوانة غاز بسعر 3000 ليرة سورية للأسطوانة الواحدة.

وأضاف الموظف في حديثه إلى عنب بلدي، أن عدم حصول الأهالي على كامل مخصصاتهم خلال السنوات الماضية هو أمر “أحرج (الإدارة الذاتية) أمامهم وأمام الإعلام”، آملًا أن يحدّ استخدام “البطاقة الذكية” من أزمة المحروقات التي تعيشها مناطق سيطرة “الإدارة”.

وبحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في الرقة، وصل سعر ليتر المازوت الحر إلى 450 ليرة سورية في مناطق شمال شرقي سوريا، وليتر الكاز الحر إلى 600 ليرة، بينما تُباع أسطوانة الغاز في السوق الحرة بحدود 30 ألف ليرة سورية.

وأمس، الثلاثاء، أعلن الرئيس المشترك لإدارة المحروقات العامة في “الإدارة الذاتية”، صادق محمد، عن البدء باستخدام مشروع “البطاقة الذكية” لتحديد الكميات المخصصة من الوقود، مضيفًا أن الهدف من البدء بالاعتماد على “البطاقة الذكية” هو “ضبط كمية المحروقات المخصصة لكل عائلة، وحماية الأهالي من التلاعب بحصصهم”، بحسب ما نقله “المجلس التنفيذي لشمال شرقي سوريا”.

وبحسب الرئيس المشترك، أُصدرت بطاقة ورقية مؤقتة حاليًا، وسيتم إصدار البطاقة الليزرية خلال العام المقبل.

“تقليد النظام حتى في فشله”

بدا سالم العمر (35 عامًا) مستاء وهو يشاهد صورًا انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لطريقة استخدام “البطاقة الذكية” في شمال شرقي سوريا، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

ويرى سالم العمر أن المسؤولين في “الإدارة الذاتية” يُقلّدون النظام السوري في كل شيء من قراراتهم، حتى تلك التي أثبتت “فشل النظام” في إدارة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المقيمون في مناطق سيطرته.

مشروع “البطاقة الذكية”، هو نظام اعتمدته حكومة النظام السوري منذ 2018، لتوزيع المخصصات من مادة البنزين كأولى المواد التي أُلحقت بالبطاقة، تبعتها مادتا المازوت والغاز.

وفي 2020، أُدخلت مواد غذائية أساسية ضمن البطاقة، كالخبز والسكر والأرز والشاي والزيت، لتحديد مخصصات العائلة منها شهريًا، تحت عنوان “ترشيد استهلاك المخصصات”.

أفضل من الانتظار والطوابير

حُرم خالد المحمد (30 عامًا) من حصته بمازوت التدفئة خلال العام الماضي، بسبب عدم وجوده في منزله بحي الدرعية في محافظة الرقة.

وقال خالد المحمد لعنب بلدي، إن ضرورة التزام الناس ببيوتهم للحصول على مخصصاتهم خلال فترة التوزيع “أمر مجحف”، معتبرًا أن واجب المسؤولين إيجاد آليات تبعدهم عن الوقوف في طوابير طويلة، أو انتظار الصهاريج في المنازل.

وبحسب ما يعتقده خالد المحمد، فالعمل بنظام “البطاقة الذكية” يسهم في الحد من مشكلات وأزمة المحروقات.

وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) منذ نحو تسع سنوات على مصادر النفط في شمال شرقي سوريا، وتبيعه لثلاث وجهات رئيسة، هي إقليم كردستان العراق ومناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية.

ومنذ خروج حقول النفط في شمال شرقي سوريا عن سيطرة حكومة النظام السوري ودخولها في نطاق سيطرة “قسد”، لا تُعرف بشكل دقيق أوضاعها من جهة الإنتاج وحجم الأضرار التي لحقت بها.


شارك في إعداد المادة مراسل عنب بلدي في الرقة




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة