لجنة للتحكيم بين أهالي قرية المتاعية و”اللواء الثامن” في درعا

camera iconجانب من زيارة وفد المنطقة الغربية لبلدة المتاعية يظهر بالصورة الشيخ فادي العاسمي وابو مرشد البردان القيادي السابق في فصائل المعارضة - 12 تموز 2021 (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

اتفقت “اللجان المركزية” في محافظة درعا مع أهالي بلدة المتاعية وقيادة “اللواء الثامن”، التابع لـ”الفيلق الخامس”، على تشكيل “لجنة شرعية”، تحكم بين الطرفين على خلفية خلاف بينهما أدى إلى اقتحام “اللواء” للقرية قبل عدة أيام.

وقال مراسل عنب بلدي في درعا، إن “اللجنة المركزية” اجتمعت، الاثنين 12 من تموز، مع وفد من قرية المتاعية غربي مدينة درعا، تلاه اجتماع بين “اللجنة” وقيادة “اللواء الثامن”، لحل الخلاف الحاصل على خلفية مقتل اثنين من “اللواء” في أثناء اقتحام البلدة، ومقتل شاب من قرية المتاعية لاحقًا تحت التعذيب في سجون “اللواء الثامن”.

وانتهى الاجتماع بقرار تشكيل “لجنة شرعية” للتحكيم بين الطرفين في محاولة لإيقاف أي محاولات للثأر قد يقوم بها سكان قرية المتاعية ضد عناصر من “اللواء الثامن”.

وفي 11 من تموز الحالي، قُتل شاب من محافظة درعا كانت قوات “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم روسيًا اعتقلته مع 36 شخصًا آخرين في أثناء اقتحامها قرية المتاعية شرقي محافظة درعا.

ونقل “تجمع أحرار حوران” عن مصدر مقرب من المتوفى، أن الشاب جعفر الكفري تعرض لعدة ضربات بأخمص سلاح “كلاشينكوف”، وكدمات شديدة في منطقتي الدماغ والصدر، أدت إلى فقدانه الوعي في أثناء اعتقاله، ليجري نقله بعدها إلى أحد مستشفيات دمشق الذي توفي فيه لاحقًا.

وأصدر “مكتب توثيق الشهداء في درعا” اليوم، الثلاثاء 13 من تموز، بيانًا صحفيًا حول انتهاكات النظام بعد اقتحامها قرية المتاعية شرقي محافظة درعا.

وقال “المكتب” في بيانه، إن قوات النظام أقدمت خلال الاقتحام على تفجير وتدمير منزلين تمامًا، دون السماح لأصحابها بإخراج أي من ممتلكاتهم، كما أحرقت ما لا يقل عن خمسة منازل بشكل كامل.

وأكد “مكتب التوثيق” حصوله على شهادات توثق إقدام قوات النظام على عمليات سرقة ونهب ممنهجة في أثناء عمليات التفتيش والمداهمة في ستة منازل على الأقل، كما اعتقلت قوات النظام 36 مدنيًا، بينهم عامل في المجال الطبي، كما اعتدت بالضرب على ما لا يقل عن تسعة مدنيين منهم، أُطلق سراح 17 منهم في وقت لاحق.

بحسب الشهادات التي حصل عليها “المكتب”، تأكد من تعرض خمسة معتقلين على الأقل للتعذيب والضرب باستخدام العصي الخشبية والحديدية في أحد السجون غير المصرح بها، التي يديرها “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي.

كما وثق “المكتب” اعتداء قوات النظام بالضرب على الشاب جعفر سليمان الكفري، ما أدى إلى إصابته إصابة بليغة في الرأس، وعلى الرغم من إصابته اعتُقل لمدة يومين ونُقل بعدها إلى المستشفى ليتوفى متأثرًا بإصابته.

ماذا حصل في المتاعية

شنت قوات من “اللواء الثامن” المدعوم روسيًا، مساء الأربعاء 7 من حزيران الماضي، هجومًا عسكريًا على قرية المتاعية في ريف محافظة درعا الشرقي، على خلفية مقتل أحد قيادييها بالقرب من القرية بعد أن كان متوجهًا مع مقاتلين من “اللواء” لنقل أحد المتهمين بجريمة قتل.

وفي حديث سابق إلى عنب بلدي، قال قيادي في “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم من قبل روسيا، إن مجموعة عسكرية من “اللواء” كانت متجهة إلى قرية المتاعية من أجل حل خلاف بين أحد المتهمين بجريمة قتل وإحدى القبائل الأخرى في المنطقة التي دائمًا ما تشهد خلافات عشائرية، عندما تعرضت المجموعة لكمين أدى إلى مقتل القيادي طلال الشقران.

وكرد فعل على الكمين العسكري، اقتحمت مجموعات عسكرية من “اللواء” قرية المتاعية، وأحرقت منازل مدنيين في القرية، بالإضافة إلى تفجير منزل آخر وسط القرية.

وأُطلقت بعدها نداءات عبر مساجد القرية بوقوع إصابات في صفوف المدنيين نتيجة الاشتباكات، وذلك بعد قدوم رتل عسكري تابع لـ”اللواء” من بصرى الشام إلى المتاعية.

وأعلن “اللواء الثامن” عن حظر تجول في المتاعية، وبدأ بحملة دهم وتفتيش للبحث عن الشخص المتهم بجريمة القتل، بحسب “تجمع أحرار حوران“.

وتشهد محافظة درعا حالة من الفلتان الأمني منذ سيطرة قوات النظام على الجنوب السوري في تموز من عام 2018، وتتزايد حالة الفلتان الأمني مع تزايد الخلافات بين قوات النظام وأبناء المنطقة الذين يرفضون وجود الميليشيات غير النظامية التابعة للنظام في المنطقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة