ارتفاع الأسعار في لبنان يمنع النساء من تأمين احتياجاتهن الأساسية

camera iconشعار حملة "نشفتولنا دمنا" التي أطلقتها نساء وفتيات في لبنان (fe-male)

tag icon ع ع ع

تعاني 76% من النساء والفتيات في لبنان من صعوبة الحصول على منتجات الدورة الشهرية بسبب الارتفاع الحاد في الأسعار الناتج عن الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة اللبنانية.

ووفق تقرير نشرته منظمة “fe-male” المهتمة بالقضايا النسوية اليوم، الأربعاء 14 من تموز، بالشراكة مع منظمة “Plan International” حول واقع “فقر الدورة الشهرية”، ذكرت فيه أن النساء والفتيات عبّرن عن صعوبة الوصول إلى مستلزمات الدورة الشهرية بسبب الزيادة الحادة في الأسعار.

وصارت نساء وفتيات كثر يستخدمن الفوط الصحية لفترة أطول، أو يلجأن إلى أصناف بخسة الثمن، أو يستعضن عنها بحفاضات أطفال، إذا توفرت، أو قطع قماش وثياب قديمة.

وأظهرت الدراسة التي شملت استطلاع آراء 1800 سيدة وفتاة من اللبنانيات واللاجئات السوريات والفلسطينيات، أن للخيارات البديلة انعكاسات سلبية على حياتهن اليومية.

وقالت المديرة المشاركة في منظمة “fe-male”، علياء عواضة، “للأسف، أصبح (فقر الدورة الشهرية) حقيقة واقعة في لبنان، وله العديد من الآثار السلبية والأضرار المباشرة على الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات، كما أن هذه المسألة لها تأثير سلبي مباشر على كرامة المرأة، وتؤدي إلى زيادة شعورها بعدم الأمان في أثناء الحيض”.

وحول الدراسة، لفتت عواضة إلى أنها تأتي في إطار حملة وطنية تطلقها المنظمتان تحت عنوان “نشّفتولنا دمنا”، لرفع الصوت حول سلبيات “فقر الدورة الشهرية” وتداعياته على النساء والفتيات في لبنان، وللتشديد على أهمية إيجاد حلول طويلة الأمد من قبل الحكومة اللبنانية والجهات المعنية لمعالجة هذا النقص.

https://twitter.com/JumaasDana/status/1415318954881568783

 

ووفق تقرير المنظمة، فإن الحكومة اللبنانية، التي تعاني من انهيار اقتصادي، استثنت السلع التي تحتاج إليها النساء في السلة الغذائية المدعومة كالفوط الصحية، وهو ما أثار ردود فعل واسعة كانت مقدمة للحراك المستمر والمتصاعد حتى اليوم  في لبنان.

وأشارت وكالة “فرانس برس“، في 1 من تموز الحالي، أن نساء يستخدمن “قطع القماش” كبدائل عن الفوط الشهرية في بلد أصبح نصف سكانه تحت خط الفقر.

كما صارت النساء يستغنين عن المسكنات لتهدئة الألم في أول أيام الدورة الشهرية، في محاولة لادخار المال.

وارتفعت أسعار الفوط الصحية تدريجيًا بحوالي 500% في الفترة الأخيرة. ويتراوح سعر بعض أنواعها اليوم بين 13 و34 ألفًا، مقارنة مع ثلاثة آلاف في السابق، حسب الوكالة.

وقالت مديرة برامج الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في منظمة “Plan International”، لمى النجا، “الوضع المتدهور في لبنان وتأثيره السلبي على المراهقات والمراهقين هو مصدر قلق كبير للمنظمة خاصة مع تزايد عدد النساء والفتيات اللواتي يستخدمن بدائل غير آمنة للفوط الصحية”.

وتابعت، “هذا يشكّل تهديدًا حقيقيًا للحقوق الجنسية والإنجابية وصحة المراهقات والنساء. الحيض ليس خيارًا ولكنه حقيقة بيولوجية، والوصول إلى منتجات الدورة الشهرية هو حق من حقوق الإنسان”.

 

لبنان في أسوأ أزمة اقتصادية منذ عام 1850

تتصاعد وتيرة التراجع الاقتصادي في لبنان، الذي يتجلى بقرارات رفع أسعار المواد العادية والمدعومة على وجه الخصوص، فيما يشبه رفع الدعم الجزئي عن هذه السلع بشكل تدريجي.

ونبّه البنك الدولي، في 1 من حزيران الماضي، إلى أن أزمة لبنان الاقتصادية والمالية تُصنّف من بين أشدّ عشر أزمات، وربما من بين الثلاث الأسوأ منذ منتصف القرن الـ19، حسب وكالة “فرانس برس“.

وارتفعت اليوم، الأربعاء 14 من تموز، أسعار المحروقات في لبنان للمرة الرابعة خلال أسبوعين، قفزت خلالهما الأسعار بما يزيد على 50% عما كانت عليه سابقًا.

وفي 6 من تموز الحالي، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، العالم إلى إنقاذ لبنان، وناشد من وصفهم بـ”الأشقاء والأصدقاء” الوقوف إلى جانب اللبنانيين.

واعتبر أن لبنان على مسافة أيام من الانفجار الاجتماعي، واللبنانيون وحدهم يواجهون هذا المصير المظلم، بحسب وصفه.

وذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO)، أن لبنان يواجه، مع 19 دولة أخرى، مخاطر انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لتقرير أصدرته المنظمة في آذار الماضي.

ويتزامن الوضع الاقتصادي في لبنان مع تراجع الآمال بقرب تشكيل حكومة لبنانية تخلف حكومة حسان دياب، التي استقالت في أعقاب انفجار بيروت، رغم تكليف سعد الحريري بتشكيلها منذ تشرين الأول 2020، في سبيل تطبيق المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في زيارته الثانية إلى بيروت بعد الانفجار.

ومن أبرز أسباب تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية، وفق خارطة الطريق التي وضعها ماكرون، تشبث “التيار الوطني الحر”، الذي يقوده جبران باسيل ويشكّل حلفًا مع “حزب الله” والرئيس اللبناني، بالثلث المعطّل في الحكومة، وهو ما يرفضه الحريري، باعتباره سيطرة على الحكومة، ومصادرة لقرارها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة