تفجير كنيس “المنشارة”.. مقاومة إسرائيل بيهود سوريا

كنيسة "المنشارة" في دمشق القديمة (lovedamascus)

camera iconكنيسة "المنشارة" في دمشق القديمة (lovedamascus)

tag icon ع ع ع

قبل 72 عامًا، في 5 من آب 1949، ألقى ثلاثة أشخاص قنابل يدوية على كنيس “المنشارة” اليهودي بدمشق القديمة، عشية صلاة السبت، ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا وجرح عشرات آخرين، كواحد من الاعتداءات التي استهدفت يهود سوريا بالتزامن مع إقامة دولة إسرائيل.

عُرف الاعتداء فيما بعد بـ”تفجير كنيس المنشارة”، وحصل كرد فعل على مؤتمر “لوزان” الذي خلُص إلى توقيع اتفاقية “هدنة 1949” في 20 من تموز، بين الحكومة السورية آنذاك والاحتلال الإسرائيلي، ضمن سلسلة اتفاقيات وقعها الاحتلال مع الدول المجاورة لفلسطين.

بعد الهزيمة في حرب فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل، شهدت مدن سورية مظاهرات شعبية وأعمال شغب، عُرفت بـ”الاحتجاجات السورية 1948″، تعرض إثرها اليهود السوريون لحالات اعتداء، وأدت إلى إعلان حالة الطوارئ وإسقاط حكومة جميل مردم بك.

أرسل الرئيس السوري، حسني الزعيم، ممثله الشخصي لزيارة منطقة الاعتداء، وأمر بإجراء تحقيق قانوني فيها، واعتُقل جهاد ضاحي وموسى حمدان وفتحي الكتاني المنتمون إلى مجموعة “كتائب الفداء العربي” وأُودعوا السجن بانتظار اكتمال التحقيقات والمحاكمة.

وعد الزعيم بمعاقبة الجناة، لكنّ انقلابًا قام به العقيد سامي الحناوي، بعد تسعة أيام على حادثة تفجير الكنيس، في 14 من آب 1949، أطاح بحكم الزعيم وحياته معًا، وأُفرج عن الجناة بعد حوالي عام من الاعتداء لعدم كفاية الأدلة.

و”كتائب الفداء العربي”، مجموعة أُسست من ثلاث مجموعات، وهي “شباب الثأر” التي أسسها جورج حبش وهاني الهندي، والتي تحول معظم أفرادها لاحقًا إلى “حركة القوميين العرب”، و”كتائب الفداء العربي” التي أسسها جهاد ضاحي، ومجموعة “العربية الفتاة”.

اقرأ أيضًا: “حارة اليهود” في دمشق خالية من سكانها

كنيس “المنشارة”

يقع كنيس “المنشارة” في الحي اليهودي بالمدينة القديمة، ويعود تاريخ هيكله الحالي إلى النصف الثاني من القرن الـ19 خلال الفترة العثمانية.

ولم يعد الكنيس يقدم أي خدمات دينية، مع كنيس “الراقي” المجاور له، بسبب تضاؤل أعداد الجالية اليهودية السورية التي لا تزال تعيش في دمشق.

خريطة توضح موقع كنيس "المنشارة" في حي "الأمين" في دمشق (تعديل عنب بلدي)

خريطة توضح موقع كنيس “المنشارة” في حي “الأمين” بدمشق (تعديل عنب بلدي)

بدأ الاعتراف بوجود كيان لليهود في المجتمع السوري عام 1932، وتوزع الكيان على ثلاث مدن، هي دمشق وحلب والقامشلي.

وبعد استقلال سوريا عن فرنسا، حظرت الحكومة السورية الجديدة هجرة اليهود إلى فلسطين، وفرضت قيودًا شديدة على تعليم اللغة العبرية في المدارس اليهودية، وتصاعدت الاعتداءات على اليهود، ودُعي إلى مقاطعة أعمالهم.

وسكن يهود دمشق في حي “الأمين” بدمشق القديمة، ويطلَق عليه “حي اليهود” أو “حارة اليهود”، وتتميز منازلهم فيه، التي تحمل طابع التصاميم الدمشقية، بعبارات مكتوبة باللغة العبرية فوق أبوابها.

لكن دمشق خسرت يهودها بعد أن كانوا جزءًا أساسيًا من السكان، بسبب هجرة الطائفة من سوريا، إما إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يوجد أكبر تجمع لليهود السوريين في بروكلين، وإما إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد إلغاء الحظر على مغادرتهم في أعقاب مؤتمر “مدريد للسلام”.

ومع بداية القرن الـ20، سكن سوريا نحو 16 ألفًا و500 يهودي، أما الآن فيعيش نحو 12 يهوديًا فقط في دمشق، بحسب ما قاله أحد سكان حي “الأمين” اليهود، لعنب بلدي.

بينما بلغ عددهم في سوريا 100 ألف يهودي في عام 1909، وكانت لهم في حارتهم التي سكنوها بدمشق 12 مكتبًا (مدرسة) يدرس فيها 350 تلميذًا يتعلمون أمور دينهم باللغة العبرية، وبلغ عدد معابدهم في المدينة عشرة، أشهرها كنيس “سوق الجمعة”، بحسب ما أورده عبد العزيز محمد عوض في كتابه “الإدارة العثمانية في ولاية سوريا 1864- 1914”.

ويعيش في سوريا خليط من الطوائف والأعراق، إذ توجد سبعة أعراق مختلفة هي القبائل والعشائر العربية والكرد والشركس والتركمان والداغستان والشيشان والأرمن، إلى جانب مزيج من الأديان والطوائف الدينية التابعة لها، أبرزها الإسلام، أكثر الأديان انتشارًا بين السوريين.

اقرأ أيضًا: يهود القامشلي.. شهود على فتنة “البعث” في هدم النسيج السوري




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة