الأستاذ خيرو الدباس «أبو الخير»

no image
tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 44 – الاحد – 23 -12-2012

15حملة للتذكير بمعتقلي داريا الذين مر على اعتقالهم اكثر من عام!!

منذ أكثر من عام ونصف اعتقلت المخابرات الجوية الأستاذ المربي خيرو الدباس «أبو الخير» (52 عامًا) من بيت أحد أصدقائه في داريا بعد تعقبه، وصادرت سيارته.

الأستاذ أبو الخير هو أحد رموز ثورة الورود في داريا، وقد كان يتصدر المظاهرات السلمية التي كانت تجوب شوارع وأحياء المدينة منذ انطلاقة الثورة، ويذكر أفراد عائلته أنه كان يعود إلى بيته بعد كل مظاهرة وبيده وردة بيضاء يهديها إلى زوجته.

كان لأبو الخير أثر معنوي ونفسي كبير على بعض شباب داريا، إذ كان التزامه بالتواجد في جميع مظاهرات المدينة محفزًا قويًا لعدد كبير من الشباب للاحتذاء به والاستمرار في التظاهر، يقول أحد محبيه «كنت أسير خلف المظاهرة بسيارتي وأتردد كثيرًا في الترجل منها والالتحاق بالمتظاهرين، لكني عندما كنت أرى الأستاذ أبو الخير بين الصفوف، تؤنبني نفسي -وأنا الشاب الصغير في السن- فأركن السيارة إلى جانب الرصيف وألتحق فورًا بأبناء بلدتي»

شارك الأستاذ أبو الخير مرارًا في جلسات الحوار التي عقدت في المركز الثقافي في بداية الثورة إيمانًا منه بجدوى الحوار ولغة العقل في إجراء التغيير السياسي المنشود، لكنه لوحق بعدها وازداد الضغط الأمني عليه لتسليم ابنه الشاب «إسلام دباس» حامل الورود والماء إلى أفراد الجيش بعد عمليات القمع التي كانوا ينفذونها بحق المتظاهرين السلميين في داريا.

قطع أبو الخير رحلة طويلة بين أفرع المخابرات السورية قبل أن يستقر أخيرًا في سجن صيدنايا العسكري حيث شوهد هنالك أواخر الشهر الماضي عندما سُمح لأهله بعد عناء برؤيته لمدة لا تتجاوز 4 دقائق ليتفاجؤوا بهزالة جسده وتراجع صحته وعدم معرفته لأولاده الصغار!.

أبو الخير أب لخمسة أبناء احدهم «إسلام» الذي يقبع الآن إلى القرب منه في سجن صيدنايا ربما تفصلهم بضعة أمتار، ولربما جدار حجري، ولكن قوانين السجن التعسفية أبت أن يرى الأب المعتقل ولده المعتقل بجانبه.

ولأبو الخير مواقف فريدة داخل المعتقل ذكرها مفرج عنهم كانوا معه، إذ ذكر أحدهم أنّ المحقق كان يستدعيه للنقاش والتحقيق معه، فيكون التحقيق أشبه بحوار عقلاني يفوز به أبو الخير بالإقناع وقوة الحجة، ويذكر آخر أنه في أحد نقاشات التحقيق معه سأله الضابط «إذا بدنا نفرج عنك بترجع تتظاهر؟؟ «فيجيب أبو الخير: «نعم! لو ما ضل حدا بسوريا عم يتظاهر بدي اتظاهر أنا ومرتي وولادي».

بات أصدقاء أبو الخير الآن كأمثال صديقه أبو مصعب شربجي شهداء وآخرين معتقلين، واستحالت مدينته ركامًا وأهله شردوا مع من شردوا خلال الحملة الحالية على مدينة داريا ..

فهل سيخرج ليرى ذلك الدمار الذي حل بالمدينة التي أحب؟ وأصدقاءه الذين فقد؟ وأهله الذين تحيط بهم المخاطر من كل مكان ؟!!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة