رغم غلائها.. انقطاع الكهرباء ينعش سوق ألواح الطاقة الشمسية في حلب

camera iconألواح طاقة شمسية في سوريا (الوطن)

tag icon ع ع ع

يضطر الخياط المنزلي كرم عثمان (39 عامًا) لإغلاق محله لوقت طويل في مدينة حلب، بسبب انقطاع الكهرباء المستمر في المدينة، الأمر الذي يعطله عن عمله.

يُفكر عثمان باللجوء إلى شراء ألواح الطاقة الشمسية التي أصبحت رائجة مؤخرًا في المدينة، إلّا أن تكلفتها العالية جعلته يتراجع عن قراره، إذ قال لعنب بلدي، “موخرًا أصبحت ألواح الطاقة الشمسية منتشرة في المدينة، ولكن تكلفتها مرتفعة جدًا ويلزمها صيانة دورية”.

وبحسب عثمان، هناك إقبال على ألواح الطاقة من بعض المدنيين الذين يستطيعون أن يشتروا الألواح والبطاريات، وبذلك يستطيعون تأمين الكهرباء بشكل متواصل للمنزل، “فهي تفي بالغرض لمتجري الذي يحتاج إلى ستة أمبيرات مولدة عن طريق الطاقة الشمسية والبطاريات، لكن ليس لدي استطاعة الشراء بسبب غلائها”.

وأثار انتشار ألواح الطاقة الشمسية والترويج لها استغراب المدنيين في حلب، بسبب غلائها في ظل وضع معيشي صعب وغلاء مستمر.

إبراهيم (49 عامًا)، وهو تاجر قطع كهربائية، قال لعنب بلدي، إن هناك إقبالًا على شراء ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات وتجهيزها بشكل كامل، وهناك أنواع محددة من البطاريات السائلة التي يُعتمد عليها لتخزين الكهرباء، التي تُشحن عن طريق ألواح الطاقة الشمسية، وتُخزن لوقت طويل في البطاريات مع الأخذ بعين الاعتبار نوعية وجودة البطاريات، وهي عيار 23 و25 فولطًا.

ويكلّف لوحا طاقة مع بطارية عيار 23 سائلة و”إنفرتر” (الجهاز المسؤول عن عملية تنظيم الكهرباء وإدارة الأحمال) وشاحن، مبلغ مليوني ليرة سورية (600 دولار أمريكي) وهي نوعية متوسطة، وتوجد نوعيات جيدة، حسب إبراهيم.

ويبلغ سعر لوح الطاقة الشمسية 325 ألف ليرة سورية، والبطارية ما بين 225 ألفًا و400 ألف ليرة، والشواحن تتراوح أسعارها ما بين 75 ألفًا و190 ألف ليرة، وهناك نوعيات رديئة يتم طرحها في الأسواق، ويوجد عليها طلب بسبب انخفاض سعرها.

من جهته، تمكّن فؤاد (45 عامًا) الذي يعمل مسيّر معاملات في حي سيف الدولة بحلب، من شراء ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات و “إنفرتر” لإعطاء الكهرباء لمنزله، بعد استدانته مبلغ مليون ونصف مليون ليرة سورية من أجل شرائها، بسبب انقطاع الكهرباء المتواصل والتقنين الذي يشهده الحي الذي يقطنه.

“هناك إقبال على شراء ألواح الطاقة الشمسية، ويمكن الاستغناء عن الكهرباء بشكل نهائي لأنها تعطي طاقة كهربائية جيدة للمنزل وتؤمّن تشغيل التلفاز وحتى الغسالة، وكذلك هناك نوع من الطباخات الكهربائية التي تعمل على أمبيرين”، قال فؤاد لعنب بلدي.

تجار يحتكرون..

محمد، تاجر أدوات كهربائية، يستغرب انتشار ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات، على الرغم من أن هناك عقوبات ولا يوجد استيراد.

وأضاف محمد أنه بسبب الطلب المتزايد على الألواح في مدينة حلب، أصبح بعض التجار يرفعون أسعارها ويتحكمون بها، إضافة إلى احتكار بعض التجار السوق من خلال فرض تسعيرة محددة ومرتفعة عن السابق، بحجة أن الحواجز أصبحت تفرض عليهم مبالغ من أجل مرور البضائع.

وكان مدير مركز بحوث الطاقة، يونس علي، قال لصحيفة “الوطن” المحلية، في 29 من تموز الماضي، إن الرقابة على جودة تجهيزات الطاقات المتجددة التي تدخل السوق السورية غائبة.

وأضاف علي أن تجهيزات الطاقات المتجددة مطروحة في السوق بطرق غير شرعية، وليس لديها أي قيود لدى مركز “بحوث الطاقة”، معتبرًا أنه “من غير المعروف كيف دخلت هذه التجهيزات وبأي طريقة”.

ترويج للطاقة البديلة

تحدث رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عن الاستثمار بالطاقة البديلة، في خطاب القسم الذي ألقاه بعد “فوزه” بالانتخابات الرئاسية التي عُقدت في أيار الماضي، وباشر حينها مسؤولون ووسائل إعلام موالية له بالترويج لها باعتبارها “المنقذ”، و”حاملة مستقبل الاقتصاد” في سوريا.

وقال الأسد إن المرحلة المقبلة في إطار الاستثمارات هي للتركيز على الاستثمارات في الطاقة البديلة، فحل مشكلة الكهرباء هو أولوية، ليس لحيويتها للحياة اليومية فقط، وإنما لحيويتها أيضًا لقيام الاستثمارات المختلفة.

ووعد الأسد بالعمل على تشجيع الاستثمار في الطاقة البديلة، ودعمها عبر السياسات أو عبر التشريعات بهدف إطلاق مشاريع توليد الطاقة من قبل القطاع الخاص أو العام أو بالمشاركة بينهما.

وتعد الطاقة البديلة خيارًا يمكن أن يلجأ إليه المواطنون لحل مشكلة غياب الكهرباء، وسط عجز حكومة النظام عن حلها، لكنه خيار يصطدم بتكاليف مرتفعة لا يستطيع المواطنون ذوو الدخل المحدود تحملها، وسط أزمة اقتصادية ومعيشية تُخيّم على مناطق سيطرة النظام.

أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حلب صابر الحلبي




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة