فوضى مطار “كابل” تشعل جدلًا في أوروبا لـ”إنشاء ممرات آمنة”

camera iconآلاف الأفغان الذين حاولوا الفرار من سيطرة "طالبان" في مطار كابل - 16 من آب 2021 (AFP)

tag icon ع ع ع

قال المفوض الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، باولو جينتيلوني، اليوم الثلاثاء 17 من آب، إن على أوروبا إنشاء ممرات إنسانية لاستقبال اللاجئين الهاربين من أفغانستان، وكذلك لتجنب التدفقات غير المنضبطة للمهاجرين غير الشرعيين.

وصرّح جينتيلوني لصحيفة “إي ميساجيرو” اليومية الإيطالية، ونقلتها وكالة “رويترز“، أن أوروبا ستضطر حتمًا إلى تجهيز نفسها للممرات الإنسانية والاستقبال المنظم، “على الأقل يجب على الدول التي ترغب أن تقوم بذلك”.

من جهته، اعتبر الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أن صور حشود من الأشخاص الذين يحاولون الفرار من كابل “مخزية للدول الغربية”، وذلك بعد تداول صور لأفغان في المطار بعدما استولت حركة “طالبان” على العاصمة في 15 من آب الحالي.

“إننا نمر بمأساة إنسانية نتشارك مسؤوليتها”، حسب شتاينماير، مضيفًا أنه يجب القيام بكل شيء لمساعدة الأشخاص المهددين بالعنف في أفغانستان.

 

 

وتجمّع آلاف الأفغان في مطار “كابل” في حين أُعيد فتح المطار أمام رحلات الإجلاء العسكرية صباح اليوم، الثلاثاء، تحت السيطرة الأمريكية، بعد أن أُغلق بسبب مشاهد فوضوية، حيث اكتظ مواطنون أفغان بمدارج الطائرات وتشبثوا بالطائرات المغادرة.

ولقي سبعة أشخاص حتفهم في المطار الرئيس بالعاصمة، حيث اندفع الأفغان إلى المدرج وتعلق بعضهم بعجلات الطائرات الأمريكية، وسقط اثنان منهم بعد إقلاع الطائرات، وفق ما ذكرته صحيفة “تلغراف” البريطانية.

المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، صرّحت في مؤتمر صحفي، الاثنين 16 من آب، أن ألمانيا قد تحتاج إلى إجلاء ما يصل إلى عشرة آلاف شخص من أفغانستان، ويشمل هذا العدد 2500 من موظفي الدعم الأفغان علاوة على ناشطين في مجال حقوق الإنسان ومحامين وآخرين ترى الحكومة أنهم سيكونون في خطر إذا لم يغادروا البلاد بعد سيطرة حركة “طالبان” على كابل.

وأضافت ميركل أن ألمانيا ستتعاون مع بلدان متاخمة لأفغانستان لدعم الفارين من البلاد في الوقت الراهن، مؤكدة أن ألمانيا ستستمر في دعم منظمات الإغاثة المحلية “لكنه صعب الآن”، على حد قولها.

ولم يبدِ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أي نيّة لاستقبال بلاده اللاجئين الأفغان، إذ أعلن خلال مؤتمر صحفي أمس عن “مبادرة” مع الأوروبيين للحيلولة دون “موجات هجرة واسعة تغذي التهريب على أنواعه” من أفغانستان، ومساعدة دول الجوار على استقبال اللاجئين، حسب وكالة “فرانس برس“.

وقال ماكرون، “نطلق إذن، بالتنسيق مع جمهورية ألمانيا الفيدرالية وأوروبيين آخرين، مبادرة لبلورة رد صلب ومنسق وموحد”، كما دعا إلى “تضامن في الجهود وتجانس في معايير الحماية وإقامة آليات تعاون مع دول العبور”.

اليونان محطة العبور

سبق أن صرّح وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراشي، في 11 من آب الحالي، أن الاتحاد الأوروبي ليس في وضع يمكّنه من التعامل مع تكرار أزمة الهجرة التي حدثت عام 2015، ويجب أن يحاول منع الناس من الفرار من الصراع المتصاعد في أفغانستان.

وطالب ميتاراشي الاتحاد الأوروبي بتقديم المزيد من الدعم لمساعدة تركيا في تخفيف الضغوط عن أوروبا من المهاجرين القادمين من أفغانستان، مشددًا على أن الاتحاد لا يمكنه استيعاب أزمة أخرى مثل الأزمة التي واجهها في عام 2015.

وجرّبت “الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل” (فرونتكس) معدات مراقبة جديدة عالية التقنية للكشف عن قوارب المهاجرين، في ظل تخوف الاتحاد الأوروبي من موجة لجوء جديدة بعد سيطرة حركة “طالبان” على أفغانستان، إذ أجرت “فرونتكس” اختبار نظام بالون مزود بكاميرات في مطار “ألكساندروبوليس” بالقرب من الحدود البرية اليونانية- التركية في شمال شرقي اليونان، وفي جزيرة ليمنوس، بهدف إعطاء مسؤولي الحدود رؤية أوضح للقوارب التي تقترب.

ونقلت وكالة “رويترز” اليوم، الثلاثاء 17 من آب، عن خروج 500 طالب لجوء أفغاني بمظاهرة في مخيم للمهاجرين بجزيرة ليسبوس اليونانية في وقت متأخر من أمس، الاثنين، ورفعوا علمًا كبيرًا لبلدهم، وجلسوا بالقرب من لافتة كُتب عليها “نقول لا لطالبان”.

ويوجد في جزيرة ليسبوس حوالي 2500 أفغاني، وهو نصف العدد الإجمالي للاجئين في الجزيرة، وفقًا لوزارة الداخلية اليونانية.

إلينا، وهي إحدى طالبات اللجوء في الجزيرة صرّحت للوكالة أنها تشعر بالقلق على الأصدقاء والعائلة في الوطن بعد تحركات “طالبان” السريعة للسيطرة على أفغانستان، كما ناشدت دول العالم “ألّا يتركوا الشعب الأفغاني وحده”.

وشكّلت اليونان، وجزيرة ليسبوس على وجه الخصوص، الوجهة الأولى للمهاجرين الوافدين إلى الاتحاد الأوروبي منذ سنوات، ما أثار مخاوف السلطات المحلية التي تتعاون مع الاتحاد الأوروبي لاستجابة منسقة.

المفوضة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) أعربت عن قلقها إزاء الأزمة الإنسانية في أفغانستان والخسائر البشرية، وتأثير الصراع بالأخص على النساء والفتيات اللواتي يشكّلن 80% من قرابة ربع مليون أفغاني ممن أُجبروا على الفرار منذ نهاية أيار الماضي.

وحثت المفوضية المجتمع الدولي على تكثيف دعمه بشكل عاجل للاستجابة لأزمة النزوح الأخيرة في أفغانستان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة