“نفهم خشية الجانب الروسي من تحول سوريا إلى كيان معادٍ”

من الخطيب إلى بوتين: الحروب من طفولات العقل البشري

tag icon ع ع ع

وجه أحمد معاذ الخطيب، رئيس حركة سوريا الأم والرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طالب من خلالها بوقف الحملة العسكرية على سوريا وعدم استهداف المدنيين، والتعاون مع الدول المعنية في إيجاد حل يفضي إلى رحيل الأسد.

وقال الخطيب في الرسالة، التي نشرها الأحد 1 تشرين الثاني عبر صفحته في فيسبوك، “من الواضح أنه تُنقل لكم صورة غير دقيقة عما يجري في سوريا، فهناك استهداف واضح للعديد من مجموعات الثوار الوطنيين من الجيش الحر، وتم توثيق استشهاد المئات من المدنيين نتيجة القصف الروسي”.

المحافظة على رئيس النظام لا تمنعه من الانهيار

ولفت إلى أن “فكرة المحافظة على رئيس النظام سوف تمنع النظام من الانهيار غير صحيحة، فالفساد الطويل أدى إلى ذوبان خطير في كل مفاصل الدولة، والقول بأن التغيير المفاجىء سوف يسبب انهيار النظام، يستدعي منا البحث عن حل لهذا الموضوع، وهو تسليم رئيس النظام لكامل صلاحياته إلى هيئة انتقالية مؤقتة أولية شريطة أن يُعلن عن موعد محدد لرحيله، ومن دون ذلك الموعد فكل التحركات السياسية والمؤتمرات سيفهم منها شعبنا أنها نوع من الاحتيال لتمكين عصابة الدم من البقاء في السلطة وقتل الشعب مرة ثانية”.

واعتبر الخطيب أن فكرة انتخابات عامة في سوريا مجرد وهم “لا يوجد ثقةٌ بنظام هجّر نصف شعبه وقتل الكثيرين منهم، والحديث عن أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره هو التفاف آخر علينا فنحن من هذا الشعب ولا نريد هذا النظام، ونرى أن التدخل الإيراني ثم الروسي هما اللذان يُبقيانه، وإرادة معظم الشعب السوري واضحة تمامًا ودفع ثمنها غاليًا”.

كما شدد على أن مكافحة الإرهاب تنجح في حالة واحدة وهي “سير الموضوع مع العملية السياسية في نفس الوقت، وإلا فإن كل التحركات العسكرية ستؤدي إلى شيء واحد هو انضمام الكثيرين إلى القوى المتشددة بحثاً عن الحماية والقوة”.

الخزان البشري لـ “المتطرفين” أكبر مما يتصوره أحد

وأوضح الرئيس الأسبق للائتلاف المعارض أن إيقاف التطرف بالقصف الجوي والهجوم الأرضي والضغط الدولي هو وهم كبير “الخزان البشري للمقاتلين المتطرفين أكبر مما يتصوره أي أحد، والحل هو في رحيل رأس النظام وتفاهم الحكومة السورية مع القوى السياسية لإيجاد مصالحة وطنية والتكاتف من أجل الوقوف في وجه القوى المتطرفة”.

وأشار الخطيب إلى أن اختلاف قوى المعارضة ليس مبررًا لقتل معارضي النظام، وتابع “كل من في المعارضة متفقون على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، وحريصون على استقلال القرار السياسي السوري، ونريد المحافظة على النسيج الاجتماعي السوري الفريد، ونحن نرفض التطرف بكل أشكاله، ويمكننا العمل على هذه المحاور لإنقاذ سوريا مهما اختلفت أطراف المعارضة”.

وأبدى الخطيب تفهمه خشية الجانب الروسي من تحول سوريا إلى كيان معادٍ له، قائلًا إن “مساعدة الشعب السوري في الخلاص من الظلم هي التي ستظهر الجهات الحريصة عليه، وطالما كنا ومن قبل وجود النظام من دول عدم الانحياز التي لا تقبل وصاية أحد وتريد بناء علاقات متوازنة وإيجابية مع الجميع”.

تحذير من تفاهمات دولية على حساب الشعب

وأعرب المعارض السوري عن اعتقاده في أن “الفكر أقوى من السلاح والحروب هي من طفولات العقل البشري”، وأضاف “نحذر في حال حصول تفاهمات دولية على حساب حرية الشعب السوري، من اتساع نطاق المواجهات العسكرية، والتي ستصبح ثقبًا أسود شديد الخطورة يستنزف كل الدول التي لها علاقة بالموضوع السوري”.

ولفت معاذ الخطيب إلى أن “آلاف الضباط المنشقين مستعدون للتفاهم مع زملائهم في أجهزة الحكومة المختلفة في حال وجود موعد محدد لرحيل رأس النظام، وهؤلاء الضباط إضافة إلى آلاف المنشقين في كل الحقول الأخرى ليس لهم إلا توجه واحد وهو إنقاذ سوريا والمحافظة على استقلالها”.

المؤتمرات لا تعني شيئًا طالما تتجاهل السوريين

كما اعتبر أن كل المؤتمرات واللقاءات حول سوريا “لا تعني لنا شيئًا مهما كان عدد الدول التي تحضرها عندما تتجاهل السوريين أنفسهم”، مردفًا “لا يمكننا قبول توجه لا يحترم آلامنا ومن أهمها إطلاق سراح المعتقلين، والبحث في رجوع آمن للمهجرين”.

وشدد الخطيب على أن “أي خطوة تفاوضية تتفهم ماسبق بيانه قد توفر الكثير من الدماء والخراب، ويمكن اللقاء مع أي أطراف تهمها مصلحة سوريا حتى لو كانت من داخل النظام، مع مراعاة جانب إنساني أساسي وهو إطلاق سراح النساء والأطفال كبادرة حسن نية”.

وطالب معاذ الخطيب في نهاية رسالته أن “تقوم جمهورية روسية الاتحادية بإيقاف قصفها للأبرياء، والتعاون مع الدول المعنية ضمن خطوات واضحة لإنقاذ الشعب السوري من توحش النظام ومن تطرف المجموعات المتشددة التي تتقاطع مع النظام في نقاط عديدة”.

أحمد معاذ الخطيب، من مواليد دمشق 1960، انتخب رئيسًا للائتلاف السوري المعارض في تشرين الثاني 2012، ليستقيل عنه في آذار 2013، واعتقل عدة مرات من قبل الأجهزة الأمنية في دمشق، قبل خروجه منها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة