ياسر شريط.. لم يستسلم رغم فقدان ولديه

camera iconياسر شريط وولديه (تعديل عنب بلدي 2021)

tag icon ع ع ع

“الاستمرار بالتوثيق هو عهد قطعته على نفسي مهما تغيرت الظروف”، قال ياسر شريط الذي نعى ولديه خلال سنوات عمله على توثيق وفيات إدلب.

أنشأ ياسر شريط، بالاشتراك مع أصدقائه، مجموعة مغلقة باسم “وفيات إدلب الخضراء”، عام 2014، بهدف نشر أسماء الوفيات في مدينة إدلب، لتصل أخبار الوفيات وخصوصًا “الشهداء” لأهالي مدينة إدلب خارج سوريا.

وبعدها بثلاث سنوات، أنشأ ياسر شريط صفحة على “فيس بوك” تحمل ذات الاسم، ليكون نطاق انتشار الأخبار أوسع، وتحتفظ الأخبار بترتيبها حسب التسلسل الزمني، ووصل عدد متابعي الصفحة إلى قرابة 70 ألف مستخدم، بحسب ما قاله ياسر لعنب بلدي.

ياسر شريط من مواليد 1964 في مدينة إدلب، يعمل في مجال تجارة الإلكترونيات إلى جانب عمله بتوثيق وفيات مدينته، متزوج من المهندسة أسماء غزال، ولهما خمسة أبناء ذكور، وفتاة.

تركز معظم الصفحات والمواقع الرسمية في مدينة إدلب على أسماء الوفيات من ضحايا النظام السوري، ولكن صفحة “وفيات إدلب الخضراء” تعمل على توثيق جميع الوفيات في إدلب، ولا تأخذ “النعوات” على الصفحة طابعًا واحدًا نتيجة تبيان المعلومات التي يملكها ياسر.

يمضي ياسر أكثر من أربع ساعات يوميًا في ملاحقة أسماء الوفيات، وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات دون أن يتلقى أيَّ دعم مادي، كما قال لعنب بلدي.

نعى ياسر ابنه أنس (19 عامًا) بعد اعتقاله على أيدي قوات النظام السوري عام 2012، وبقي أنس محتجزًا لأربع سنوات حتى وصل إلى عائلته نبأ مقتله تحت التعذيب، في 11 من تشرين الأول 2016.

وبقي العهد الذي قطعه ياسر على نفسه سببًا للاستمرار بالتوثيق، على الرغم من “قسوة” وقع الخبر عليه، وفقًا لقوله.

تكرر المشهد مع ياسر، في 7 من أيلول الحالي، حين فقد ابنته الوحيدة جود (21 عامًا)، إثر إصابتها بشظية بالقلب، في أثناء قصف قوات النظام على مدينة إدلب، واضطر ياسر لنعي ابنته بنفسه مجددًا.

افتتحت العائلة قبل أربع سنوات مدرسة “السراج المنير” في مبنى استأجرته، لتحقق حلم جود بأن يكون لأطفال إدلب فرصة التعلم، واللعب بعيدًا عن ظروف الحرب، والقصف المستمر على إدلب.

قال ياسر، “بعد الإقبال الشديد الذي شهدته المدرسة، وبناء على رغبة جود باستقبال عدد أكبر من الأطفال، نقلنا المدرسة هذا العام إلى مبنى تملكه العائلة، مجهز بأحدث الوسائل التعليمية ليُلبي حاجة الأطفال”.

لم ترَ جود ثمرة تعبها، ولم تستطع أن تشهد نجاح المدرسة، لكن العائلة قررت أن تكمل مسيرة جود، وأطلقت حملة “حلم جود” بالتعاون مع فريق “ملهم التطوعي” لدعم المدرسة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة