سجاد حلب “نار”.. والبديل “حرامات” الأمم المتحدة

camera iconرجل يجلس على سجاد في محله بسوق في حلب شمالي سوريا- 23 من تشرين التاني 2018 (AFP)

tag icon ع ع ع

حلب – صابر الحلبي

بدأت أماني (49 عامًا)، مؤخرًا، بالبحث عن محال لبيع السجاد من أجل فصل الشتاء لتفرش منزلها في حي الميسر بمدينة حلب، لكنها لم تستطع شراء الجديد، جراء الأسعار المرتفعة التي طالت السجاد المستعمل أيضًا.

تعرّض منزل أماني (تحفظت عن ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية)، لسرقة جميع محتوياته بعد دخول قوات النظام السوري إلى الأحياء الشرقية للمدينة عام 2016، ومنذ حوالي ثلاثة أعوام، عادت إلى منزلها لتجد بأن جميع الأثاث سُرق بما فيه السجاد، لتحاول إعادة شراء أثاث من جديد، دون وجود جهة تعوّضها ما خسرته من السرقة.

وقالت أماني لعنب بلدي، “في كل فترة أحاول شراء قطعة أثاث جديدة، وقبل دخول الشتاء أحاول شراء سجادة لفرش غرفة الجلوس التي سنقضي فيها الشتاء أنا وأطفالي، ولكن السجادة المستعملة سعرها وصل إلى 190 ألف ليرة سورية (حوالي 60 دولارًا)، وأعتقد أن الشتاء سيدخل دون تأمين السجادة”.

ولذلك ستضطر السيدة لفرش “الحرامات” التي وزعتها الجمعيات عن طريق الأمم المتحدة، والتي تستخدمها أيضا لتغطية أبنائها عند النوم.

سوق جامدة

خلال شهر كامل لم يدخل زبون إلى محل عدنان (45 عامًا) لشراء ما يعرضه من بضاعة، وذلك بسبب الغلاء المستمر الذي جعل العائلات لا تستطيع شراء سجادة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران، لأن سعرها يصل إلى حوالي 320 ألف ليرة (100 دولار)، أما بالنسبة لـ”الموكيت” فيتراجع الطلب عليه، على الرغم من أنه موجود لدى أغلب المحال، لكن دون أن يدخلها الزبائن في أغلب الأيام.

وقال عدنان، صاحب محل لبيع السجاد و”الموكيت” في سوق “سد اللوز”، إنه يفكر بتصفية بضاعته والتوجه إلى مصر خلال الشهر المقبل، وأضاف أنه ليس هناك دخل لشراء بضاعة جديدة، وحتى “الشركة العامة لصناعة السجاد والأصواف” رفعت سعر السجاد بنسبة 35% عن السابق، ومع هذه الحال، لن يستطيع التاجر أو الزبون شراء ما يحتاج إليه من السجاد.

ارتفاع الأسعار لا يتضمن أجور النقل، وفق ما قاله صاحب المحل، كذلك، إذا كانت هناك بضاعة تالفة ضمن الشحن فـ”الشركة العامة لصناعة السجاد والأصواف” تبيعها مع السجاد ولا تعيدها، والسعر الحالي للمتر المربع وصل إلى حوالي 76 ألف ليرة (23 دولارًا).

ومعظم أصحاب معامل السجاد وصناعته هاجروا إلى خارج سوريا، بسبب تعطل الماكينات وفقدان قطع التصليح وقطع الغيار، وحاليًا لا توجد بدائل لقطع الغيار، وعن طريق الاستيراد صار سعرها مرتفعًا بنسبة أربعة أضعاف قياسًا بوقت سابق.

ونشرت “الشركة العامة لصناعة السجاد والأصواف” تسعيرة جديدة مرتفعة بنسبة 70%، وبنت رفع أسعارها على ارتفاع التكلفة الجديدة، وارتفاع أسعار المواد الأولية التي تدخل في صناعة السجاد والأصواف.

وسعّرت الشركة المترين للجمعيات والمؤسسات بمبلغ 50 ألف ليرة (15 دولارًا)، ونفس السعر لبقية القطاعات، بينما سعّرت المترين من السجاد المخصص للمساجد ودور العبادة بـ55 ألف ليرة (17 دولارًا)، في حين سعّرت المتر الواحد بـ65 ألف ليرة (20 دولارًا) للتقسيط ولجميع الموظفين والعاملين لدى الدولة.

اللجوء إلى المستعمل

بدأ أصحاب محال بيع الأثاث المنزلي المستعمل بعرض البضاعة الشتوية في محالهم، ولكن أسعارها صارت مضاعفة مرتين، من ضمنها السجاد.

حسن (51 عامًا)، وهو بائع أدوات منزلية مستعملة، قال لعنب بلدي، “نشتري الأدوات المنزلية المستعملة، وحاليًا هناك من يقوم ببيع السجاد، ونشتري بأسعار مرتفعة، وأسعارنا مقبولة بالنسبة للجديد، فمثلًا السجادة المستعملة نبيعها بسعر 160 ألف ليرة (حوالي 50 دولارًا)”.

وتصل أسعار بعض السجاد المستعمل إلى حوالي 300 ألف ليرة (حوالي 100 دولار)، إذا كانت معها قطعة لفرش ممرّ المنزل أو لفرشها في الصالون، وبالنسبة لـ”الموكيت” فليس هناك طلب عليه، وفق صاحب محل الأثاث المستعمل.

وخلال السنوات العشر الماضية، تراجعت صناعات عدة في سوريا، منها صناعة الأنسجة، على الرغم من وجود 27 شركة غزل ونسيج، تابعة للقطاع العام (المؤسسة العامة للصناعات النسيجية)، موزعة كفروع على المحافظات، تختص بإنتاج الخيوط بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى صناعة الأقمشة القطنية، والحريرية، والصوفية، والسجاد، وغير ذلك.

ورغم وجود المنشآت الصناعية النسيجية على كامل مساحة سوريا، تحظى محافظة حلب بالحصة الكبرى، بوجود حوالي ألف منشأة مسجلة في “غرفة صناعة حلب”، مختلفة الحجم، بين شركات كبيرة ومعامل صغيرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة