"نخبة الخير تنتصر"

الجيش الحر يفشل هجومًا لقوات الأسد في داريا ويقتل 40 من جنوده

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – داريا

تصدى مقاتلو الجيش الحر في داريا لمحاولات اقتحام نفذتها قوات الأسد والميليشيات الداعمة له على معظم جبهات المدينة، الأسبوع الماضي، موقعين في صفوف القوة المهاجمة عشرات القتلى والجرحى، تزامنًا مع تصعيدٍ في الغارات الجوية من قبل طائرات الأسد.

على مدار السنوات الثلاث الأخيرة حاولت قوات الأسد اقتحام المدينة بشكل متكرر، لتبلغ خلال الأسبوع الماضي 13 محاولة، هي الأعنف والأكبر، لكنها كسابقاتها توقفت عند ثغور الجيش الحر.

فجر الثلاثاء 3 تشرين الثاني، بدأت قوات الأسد مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني، محاولة منظمة لاقتحام المدينة من محورين على جهة الفصول الأربعة في الجهة الغربية، وتمكنت من السيطرة على إحدى النقاط تحت غطاء من القصف العنيف من الثكنات والدبابات المنتشرة في محيط المدينة، وفق ما أوضح لواء شهداء الإسلام العامل في المدينة، عبر حسابه الرسمي في فيسبوك، وسط استهداف قطاعات المدينة بغارات عالية التركيز من الغطاء الجوي.

كمين محكم وعشرات القتلى

وتمكن الجيش الحر من الالتفاف وإيقاع القوة المتقدمة بكمين أدى إلى مقتل 9 عناصرها وإصابة آخرين بجروح، بحسب لواء شهداء الإسلام، مؤكدًا أن القوات المهاجمة استأنفت عملياتها بفتح محاور جديدة للمعركة من المحورين الشمالي والشرقي، بهدف تخفيف الضغط عن قواته في الجهة الغربية، والعمل على سحب الجثث والمصابين من صفوفه.

وبحسب مراسل عنب بلدي، دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين على الجبهتين الجنوبية والغربية للمدينة، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى في صفوف قوات النظام ليبلغ عددهم حتى مساء الثلاثاء 40 قتيلًا، وأكثر من 60 جريحًا، بالإضافة إلى إعطاب مدرعة على الأقل واستهداف دبابة.

وأضاف المراسل أن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا من سحب 8 جثث من القتلى، واغتنام عدد كبير من الأسلحة الخفيفة والذخائر، بينما سقط 8 من أبناء المدينة بينهم قائد ميداني في لواء شهداء الإسلام، و5 مدنيين جراء القصف والاشتباكات.

وعقب الكمين أفادت صفحات اللواء الرسمية أن القوات المهاجمة تستعين بسيارات المدنيين لنقل القتلى والجرحى، بعد عجز منظومة إسعافه عن نقل الأعداد الكبيرة.

استمرت إثرها الاشتباكات حتى الخميس 5 تشرين الثاني، في محاولة من قوات النظام سحب جثثها دون جدوى، وبعدها عمدت قوات النظام إلى إشعال جبهتي الشياح والجمعيات، واستخدمت فيها غازات يعتقد أنها سامة، إلا أن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا من التصدي لها وقتل عدد من العناصر وتدمير دبابة على جبهة الجمعيات.

شهداء الإسلام يكشف عن نخبة الخير

تزامنًا مع المقاومة العنيفة لمقاتلي الجيش الحر ، التي حالت دون تقدمٍ داخل المدينة، كشف لواء شهداء الإسلام، الأربعاء 4 تشرين الثاني، عن مجموعات مدربة في صفوفه تحت مسمى “نخبة الخير”، تمكنت من إفشال أي تقدم على محاورها.

وقال سارية أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم اللواء، إن “نخبة الخير” عبارة عن 6 مجموعات تضم كل واحدة 60 مقاتلًا، تلقت تدريبات خاصة بالتزامن مع إعلان روسيا التدخل العسكري في سوريا، نهاية أيلول الفائت.

وأوضح أبو عبيدة في حديث إلى “عنب بلدي” أن المجموعات تلقت تدريبات خاصة متعلقة بالتكتيك العسكري والاقتحامات وحرب الأنفاق، بإسناد من مجموعات رديفة خضعت بدورها لتدريبات أخرى.

ثلاث مجموعات فقط من “نخبة الخير” شاركت في صد الهجوم البري لقوات الأسد كأول اختبار ميداني لها، وتواجدت على جميع الجبهات ومحاور داريا، بحسب الناطق، مؤكدًا أن النظام لم يحقق أي تقدم على جبهات المدينة حتى اللحظة.

ماذا يريد الأسد من داريا؟

ويحاول النظام إحراز تقدم على الأرض مهما كان صغيرًا لتحقيق مكاسب سياسية في المحافل الدولية، وبحسب ماهر أبو نذير أمين سر المجلس المحلي لمدينة داريا، فإن هذه المحاولات تأتي ترويجًا من النظام أمام القوى الغربية أنه مازال قادرًا على السيطرة “فهذه المرحلة هي مرحلة كسر عظم وكل طرف يريد أن يحقق شيئًا على الأرض قبل اجتماع فيينا المقبل لتحقيق مكاسب سياسية، وكما نعلم أي معركة تنتهي بحل سياسي والذي يفرضه هو المنتصر”.

وأضاف أبو نذير أن النظام يقوم بالتصعيد في معظم المناطق المهمة بالنسبة إليه، ومنها داريا القريبة جدًا من العاصمة والمحاذية لمطار المزة العسكري.

القصف مستمر وأوضاع إنسانية صعبة

الأحياء السكنية داخل المدينة لم تكن أفضل حالًا من الجبهات، حيث واصلت قوات النظام قصفها بمختلف أنواع القذائف والأسطوانات شديدة التدمير، وبلغت حصيلة القصف الأسبوع الماضي قرابة 140 برميًلا إضافة إلى عشرات صواريخ أرض – أرض من نوع فيل، ومدفعية 57 من جبال الفرقة الرابعة، مع رصد طيران الاستطلاع الذي يحلق في سماء المدينة إحداثيات الأهداف يوميًا.

ويقطن في داريا قرابة 10 آلاف مدني، يعانون أوضاعًا إنسانية صعبة وانقطاعًا للخدمات، وسط حصار شبه كامل من قبل قوات الأسد وحواجزه المنتشرة في محيطها، في حين نزح معظم سكانها إثر المجازر التي نفذتها الأجهزة الأمنية والجيش في المدينة قبل 3 سنوات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة