على ركام المدن المدمرة وبعد مئات آلاف الضحايا الذين قتلهم.. النظام السوري يحتفل بـ”حرب تشرين”

عناصر من جيش النظام السوري 6 تشرين الأول 2021 (الوكالة السورية للأنباء سانا)

camera iconعناصر من قوات النظام السوري 6 تشرين الأول 2021 (الوكالة السورية للأنباء_سانا)

tag icon ع ع ع

في حين لا يزال العالم يعاين ركام المدن والبلدات السورية التي دكّتها طائرات وصواريخ النظام على مدار عشر سنوات، وفي حين تحصي المنظمات الدولية مئات آلاف الضحايا المدنيين الذين قتلتهم آلته الحربية، يحيي إعلام النظام السوري الذكرى الـ48 لما يُعرف بـ”حرب تشرين التحريرية”، التي توافق ذكراها اليوم الأربعاء 6 من تشرين الأول.

ويحتفل إعلام النظام بـ”النصر الذي حققه الجيش العربي السوري بقيادة حافظ الأسد”، واصفًا هذه الحرب بأنها أعظم إنجاز للأمة في تاريخها الحديث، وفق ما نشرته وزارة الدفاع السورية على موقعها الرسمي.

وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، شهدت عدة محافظات سورية فعاليات احتفالية بهذا اليوم، ونشرت الوكالة مقاطع مصورة للاحتفال بما وصفته بـ”الانتصار التاريخي على العدو الصهيوني”.

تحلّ اليوم ذكرى هذه الحرب، بالتزامن مع القصف المتكرر والشبه يومي لمناطق المدنيين من قبل النظام السوري وحلفائه، لتجدد آلام ومعاناة السوريين من القصف والقتل والتهجير على مدار عشر سنوات، ولتعيد قصص الاعتقال والتعذيب والتنكيل إلى أذهان الشعب السوري.

إذ أحصى التقرير الصادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في 15 من آذار الماضي، والذي جاء في 30 صفحة، مئات الآلاف من الضحايا المدنيين في سوريا خلال عشر سنوات.

وقالت “الشبكة” إن 227 ألفًا و413 مدنيًا قُتلوا في سوريا، بينهم 14 ألفًا و506 أشخاص قُتلوا تحت التعذيب.

أما عدد المعتقلين والمختفين قسرًا فبلغ 149 ألفًا و361 شخصًا، بينهم نحو خمسة آلاف طفل وأكثر من تسعة آلاف امرأة، وحمّل التقرير النظام المسؤولية عن 88% من مجموع المعتقلين.

وأكد التقرير أن قوات النظام ألقت أكثر من ثمانية آلاف برميل متفجر على المدن والقرى والبلدات السورية، منذ توثيق استخدام هذا السلاح لأول مرة في تموز 2012، متسببًا بمقتل أكثر من 11 ألف مدني.

وأضاف أن نحو 13 مليون سوري تعرضوا للتشريد من منازلهم، عبر عقد من الانتهاكات المتواصلة، والفشل في تحقيق الانتقال السياسي نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وشنت قوات النظام نحو 217 هجومًا كيماويًا منذ كانون الأول 2012، في مختلف المحافظات السورية، وأسفرت عن مقتل نحو ألف و510 أشخاص، وإصابة 11 ألفًا و212 آخرين.

ومنذ تموز 2012، استخدمت قوات النظام وحليفها الروسي الذخائر العنقودية لشنّ نحو 494 هجومًا استهدفت المناطق المدنية السكنية، كما شنّت 171 هجومًا بالأسلحة الحارقة منذ آذار 2011، تتحمل القوات الروسية مسؤولية 125 هجمة منها، بينما شنت قوات النظام 41 هجمة.

كما وثّق التقرير 863 حالة اعتداء على المنشآت الطبية، وألفًا و393 اعتداء على دور العبادة، وتضرر نحو ألف و584 مدرسة، استُهدف بعضها لأكثر من مرة، وحمّل التقرير النظام وحليفيه، الروسي والإيراني، مسؤولية قرابة 89% من هذه الحوادث.

كما وثقت “الشبكة” في أحدث تقرير لها عن شهر أيلول الماضي، الانتهاكات المرتكبة على يد أطراف النزاع في سوريا، وأبرزها استهداف قوات النظام وحليفه الروسي مناطق خطوط التماس، ووثقت القصف الروسي الذي استهدف مدينة إدلب شمال غربي سوريا للشهر الرابع على التوالي.

حرب أكتوبر “حرب العاشر من رمضان” كما تعرف في مصر أو “حرب تشرين التحريرية” كما تُعرف في سوريا أو “حرب يوم الغفران” كما تُعرف في إسرائيل،

دارت الحرب في الفترة بين 6 و25 من تشرين الأول عام 1973، عندما شن تحالف من الدول العربية بقيادة مصر وسوريا حربًا ضد إسرائيل، تركزت على سيناء والجولان التي احتلتها إسرائيل خلال حرب حزيران عام 1967، بهدف استعادة الأراضي العربية المحتلة.

وانتهت الحرب باسترداد قناة السويس، وجميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، وجزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة.

ومنذ الحرب، حافظت الحدود السورية مع الجولان المحتل على وضعها دون أي تغيير أو معارك.

ومهدت الحرب الطريق لاتفاق “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل الذي وُقّع في أيلول 1978، وتعهد بموجبه الطرفان بإنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بينهما.

 

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة