فيلم “Stefan Zweig: Farewell to Europe”.. الحقبة الأخيرة من حياة ستيفان زفايغ

tag icon ع ع ع

يندرج فيلم “Stefan Zweig: Farewell to Europe”، أو “ستيفان زفايغ وداعًا لأوروبا” بالعربية، في إطار أعمال السيرة الذاتية التي تتناول شخصيات مؤثرة أسهمت في صنع حدث أو مشهد ثقافي أو سياسي أو اجتماعي، أو في تغيير مشهد سابق.

ويروي الفيلم الذي جرى إنتاجه بشكل مشترك عام 2016، سيرة الكاتب النمساوي، ستيفان زفايغ، بين ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، حين كانت أوروبا على أعتاب حرب سيراق على شرفها الكثير من الدماء.

وخلال تلك الفترة كان زفايغ بعيدًا عن بلاده، يراقب المشهد عن بعد، من منفاه الاختياري في البرازيل، حيث أقام لسنوات قبل أن يخط رسالة انتحاره التي اختلطت فيها مشاعر اليأس والأمل.

يجري الفيلم على إيقاع بطيء بارد، فقصة العمل بحد ذاته غير قائمة على الحدث، مقدار اعتمادها على الفترة، وبمعنى أدق تأثير تلك الفترة من حياة زفايغ ونفسيته، دون أن يخلو العمل من الإضاءة على الجانب السياسي الطاغي في تلك الفترة.

يسلط الفيلم بشكل مباشر الضوء على مسؤولية المثقف تجاه المجتمع والقضايا الوجودية التي يعيشها، إذ يطالب أحد الصحفيين اليهود زفايغ بإدانة هتلر، لكن زفايغ يرفض الانغماس بالمشهد السياسي والانسياق خلف الحالة التي يشدّ بها كل مكون اجتماعي الحبل لطرفه.

وبعد رحلات وتلبية دعوات يجريها زفايغ في الريف البرازيلي ينسحب من الأضواء التي أحاطت به منذ بداية الفيلم، حيث كان واحدًا من أبرز الأسماء الثقافية على الساحة الأوروبية التي كانت تتجه بخطى ثابتة نحو حرب عالمية ثانية ستستمر ست سنوات.

الصورة في الفيلم ليست مبهرة، والحوار معمق وموجه لتغطية قصة محددة بقليل من الالتفات نحو تفاصيل الحياة اليومية وحوارها العادي، ما يجعل الفليم مناسبًا للمهتمين طالما أنه مبنى على السيرة الذاتية، وإن كانت محصورة ضمن فترة زمنية محددة، إذ لا يعود العمل لبدايات زفايغ، ولا يناقش شيئًا من أعماله، وبالكاد يبرز اسم “لاعب الشطرنج”، رواية زفايغ الأخيرة التي اختتم بها حياته الأدبية قبل انتحاره بخمسة أسابيع، مع زوجته عام 1942، رفضًا للحياة في ظل واقع يتشظى به مجتمعه الأوروبي.

الرواية التي ترجمها يحيى حقي، قال عنها زفايغ “أشد غموضًا من أن يفهمها جمهور القراء العريض، وأشد غربة من موضوعها في حد ذاته”.

أخرج العمل ماريا شرادر، وتشارك في البطولة كل من جوزيف الحاضر، الذي لعب دور الكاتب، وباربرا سوكوا، وماتياس براندت، وحصل على تقييم 6.8 من أصل 10، عبر موقع “IMDb”، لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.

كتب زفايغ الذي ولد عام 1881، الكثير من الأعمال الأدبية الخالدة، التي اتسمت بقلة صفحاتها واتساع المعنة وقابلية التأويل والإسقاط، طالما أن رواياته تغوض معمقًا في التفاصيل، ومن أبرزها “الخوف” و”أربع وعشرين ساعة من حياة امرأة”، و”آموك”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة