سرطان الثدي.. الأكثر انتشارًا لدى النساء

سرطان الثدي لدى النساء
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعًا وانتشارًا بين النساء بعد سرطان الجلد، كما أنه يتسبب في أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالسرطان بين النساء، ولكن نتيجة التقدم في فهم طبيعة هذا المرض وتشخيصه وعلاجه، قلَّ عدد الوفيات المرتبطة به بشكل واضح، وشهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام هو شهر التوعية بسرطان الثدي في دول العالم كافة، التوعية بخطورته، والتوعية بكيفية الكشف المبكر عنه وعلاجه.

ما سرطان الثدي

السرطان هو مرض تصبح فيه بعض خلايا الجسم غير طبيعية فتنمو من خلاله بصورة تخرج فيه عن السيطرة والتحكم وتصبح خلايا سرطانية، وعندما يبدأ السرطان في الثديين يسمى سرطان الثدي، فهو نمو غير مسيطَر عليه لخلايا غير طبيعية في أنسجة الثدي تنمو وتنقسم بسرعة أكبر من الخلايا السليمة، ومع قدرة هذه الخلايا على الانتشار خلال أنسجة الثدي فإنها تقوم بتدمير الأنسجة المحيطة بها، وقد تنتشر الخلايا من خلال الثدي إلى العقد اللمفية، أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.

لسرطان الثدي عدة أنواع:

  • الورم في الموقع: وتكون الخلايا السرطانية محصورة ضمن بطانة قنوات الحليب، ولا ينتشر هذا النوع عادة في أجزاء أخرى من الجسم، وليست له أعراض ملحوظة.
  • سرطان الثدي الثلاثي السلبية للهرمونات: يصيب سرطان الثدي الثلاثي السلبية 15% من مرضى سرطان الثدي، ولا تتجاوب خلاياه السرطانية مع مستقبلات الأستروجين والبروجسترون وغيرها.
  • سرطان الثدي الالتهابي: وهو نوع نادر من أنواع سرطان الثدي وقد لا يسبب ورمًا، وغالبًا ما يصيب الجلد وينتشر بسرعة عبر الأوعية اللمفاوية في الثدي مع تغيرات في نسيج الجلد و/ أو شكل الحلمة واحمرار في الجلد.
  • سرطان الأقنية الغازية: وهذا النوع أكثر الأنواع شيوعًا، بحيث يشكّل 80٪ من أنواع سرطان الثدي المجتاح، ففي هذه الحال تخرج الخلايا السرطانية من بطانة قنوات الحليب إلى الأنسجة المجاورة.
  • سرطان الثدي المتنقل (النقيلي): هو النوع الذي قد انتشر خارج منطقة الثدي ليصيب أحيانًا الكبد والرئتين أو العظام أو الدماغ بسبب انتشار الخلايا السرطانية على نطاق واسع محدثًا أعراضًا مختلفة تبعًا لنوع الأنسجة المصابة.

ويمكن أن يصيب سرطان الثدي كلًا من الرجال والنساء، إلا أنه أكثر شيوعًا بين النساء، فهن يُصبن به أكثر من الرجال بـ100 مرة.

ما أسباب الإصابة بسرطان الثدي

لا يوجد سبب واضح للإصابة بسرطان الثدي، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمال الإصابة به، وهي:

أولًا: عوامل خطورة لا يمكن التدخل بها

  • الجنس: النساء عرضة للإصابة 100 مرة أكثر من الرجال.
  • العمر: تزداد نسب الإصابة مع التقدم بالعمر، خاصة عند الفئة العمرية 55 سنه فما فوق.
  • تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي: خاصة قرابة من الدرجة الأولى (الأم، الأخت، الابنة).
  • تاريخ إصابة سابقة بالمرض.
  • عوامل جينية: تنتقل بعض الطفرات الجينية التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي من الآباء إلى الأبناء، فحوالي 5- 10٪ من حالات سرطان الثدي وراثية.
  • بدء الحيض في سن مبكرة (قبل سن 12 سنة) اوانقطاع الطمث بسن متقدمة (بعد سن 55 سنة).
  • إذا كانت خلايا الثدي كثيفة: وهو ما يعني أن في الثدي الكثير من الأنسجة الليفية أو الغدية وليس الأنسجة الدهنية.

ثانيًا: عوامل خطورة يمكن التدخل بها

  • العلاج الهرموني: وسائل منع الحمل الهرمونية، والسيدات بعد سن الضهي اللاتي يتلقين العلاجات الهرمونية البديلة لعلاج علامات وأعراض انقطاع الطمث.
  • السمنة: يزيد الوزن الزائد أو البدانة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
  • التعرض للإشعاع (علاجي أو بيئي).
  • التدخين وشرب الكحول.
  • السيدات اللاتي لم ينجبن أو أنجبن الطفل الأول بعد عمر 30 سنة.
  • السيدات اللاتي لم يقمن بالرضاعة الطبيعية.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية.

ما أعراض وعلامات سرطان الثدي

  • الشعور بظهور كتلة أو تورم غير مؤلم في الثدي، أو تحت الإبط، وتعتبر هذه من أشهر أعراض سرطان الثدي.
  • وجود انتفاخ بمنطقة الثدي.
  • خروج إفرازات غير طبيعية  من حلمة الثدي.
  • تغير في حجم أوشكل أولون الثدي.
  • انعكاس أو انقلاب حلمة الثدي.
  • تقشر أو توسف أو تيبس أو تساقط في المنطقة المصطبغة من الجلد المحيط بالحلمة (الهالة).
  • احمرار جلد الثدي أو تنقيره، مثل قشرة البرتقالة.
  • الشعور بألم وضعف عام.
  • تضخم في العقد اللمفاوية تحت الذراع عند منطقة الإبطين.
  • الشعور بحكة، أو تقرحات قشرية، أو طفح جلدي، حول منطقة الثدي.

كيف يُشخَّص سرطان الثدي

  • في البداية يتم إجراء فحص سريري للثدي: حيث يقوم الطبيب المعالج بفحص كلا الثديين، والعقد اللمفاوية التي توجد أسفل الإبط، ويقوم بفحص  منطقة الثدي للتحري عن وجود أي تكتلات أو أي علامات غير طبيعية مما ذكرناه.
  • التصوير الإشعاعي للثدي (ماموغرام): هو فحص تُستخدم فيه جرعات منخفضة من الأشعة السينية لفحص الثديين للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية، وفي حالة ظهور نتائج غير طبيعية يتم تحديد فحص آخر تشخيصي للثدي، حتم يتم الوصول إلى التشخيص الصحيح.
  • استخدام الموجات الفوق الصوتية (إيكو الثدي): لتحديد إذا كان انتفاخ الثدي الجديد عبارة عن كتلة صلبة أو تكيّس ممتلئ بالسائل.
  • إجراء الخزعة: يتم بإبرة خاصة موجهة بالأشعة السينية أو أي اختبار تصوير آخر ليتم استخراج مجموعة خلايا من الأنسجة في المنطقة المشتبه بإصابتها، ويتم تحليلها وفحصها لتحديد ما إذا كانت الخلايا سرطانية أم لا.
  • استخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي: وعادة ما يتم إجراء حقن الصبغة قبل إجراء تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي.

ما طرق علاج سرطان الثدي

تتنوع طرق العلاج التي يتبعها طبيب الأورام، ويتم تحديد خطة العلاج المناسبة لكل حالة بعد تحديد نوع السرطان ودرجته:

العلاج بالجراحة

استئصال الورم أو الاستئصال الموضعي الواسع، حيث يزيل الجراح الورم وجزءًا طفيفًا من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم، ويوصى بالجراحة مباشرة في حالة إزالة الأورام الصغيرة، أما في حالات المصابين بأورام أكبر فقد ينصح بالعلاج الكيميائي قبل الجراحة ليتم تقليص حجم الورم، وتحقيق الإزالة التامة من خلال إجراء عملية استئصال الورم.

جراحة استئصال الثدي لإزالة نسيج الثدي كله، حيث تتم إزالة معظم أنسجة الثدي، بما فيها الفصيصات، والقنوات، والأنسجة الدهنية، وبعض الجلد وإزالة الغدد الليمفاوية.

استئصال الثديين، حيث يتم استئصال الثدي الآخر إذا كانت نسبة خطر الإصابة بالسرطان مرتفعة فيه، بسبب وجود عامل وراثي أو تاريخ مرضي عائلي قوي.

العلاج الهرموني

حيث يلجأ الأطباء إلى العلاج الهرموني لمنع تكرار وتجنب الإصابة بسرطانات الثدي الحساسة للهرمونات، وفي الغالب يتم استخدام هذا النوع من العلاج قبل إجراء العملية الجراحية لكي يساعد على تقلص الورم ليسهل عملية استئصاله.

العلاج الكيميائي

يستخدم العلاج الكيميائي بغرض تدمير الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم، وعن طريق ذلك يتم تجنب خطر تكرار الإصابة بالورم في نفس الموضع أو انتشارها في أجزاء أخرى من الجسم، كما يتم استخدام العلاج الكيميائي أحيانًا قبل الجراحة عند وجود ورم كبير الحجم بهدف تقليل حجم الورم إلى الحجم الذي يجعل إزالته أسهل جراحيًا.

العلاج الإشعاعي

يتم استخدام الإشعاع الخارجي بعد استئصال ورم سرطان الثدي في مراحله المبكرة، وقد يوصى به أيضا بعد استئصال الثدي في حال كان سرطان الثدي كبيرًا، أو إذا كان السرطان قد انتشر إلى بقية الغدد اللمفاوية.

ولعل أهم العوامل التي حسّنت نتائج علاجات سرطانات الثدي وزادت معدلات البقاء على قيد الحياة للمصابين بهذا السرطان هو الكشف المبكر عنه، ولذلك سنعرّف في العدد المقبل بطرق الكشف المبكر عن سرطان الثدي، إضافة إلى طرق الوقاية من الإصابة به.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة