مقاهٍ على طراز البيوت السورية المدمرة تستهوي الصينيين

مطعم يحتوي على نماذج لجدران تعرضت للقصف "على "الطراز السوري" (وانغ فاي)

camera iconمطعم يحتوي على نماذج لجدران تعرضت للقصف "على "الطراز السوري" (وانغ فاي)

tag icon ع ع ع

يتدفق مؤثرون ورواد صينيون إلى مطاعم ومقاهٍ عصرية مزينة “على الطراز السوري”، حتى يتمكنوا من تصوير أنفسهم وهم يقفون أمام فجوات وجدران متهدمة تبدو وكأنها تعرضت للقصف في الحرب، بحسب تقرير نشرته قناة “VICE World News“.

وتناول التقرير الذي نشرته القناة، في 18 من تشرين الثاني الحالي، وترجمته عنب بلدي، صورًا لعدة مقاهٍ فاخرة التقطها مؤثرون صينيون، وأطلقوا عليها اسم “أسلوب الحرب السورية”، تشبه في تصميمها البيوت السورية.

يشير ما يسمى بـ”نمط الحطام السوري” إلى التصاميم التي غالبًا ما تتميز بدرجات اللون الرمادي وجدران من الطوب المكشوف وهياكل المنازل، كما أن بعض الأماكن فيها تصدعات في الساعات وأجهزة التلفاز وكاميرات المراقبة التي بدت وكأنها قد تضررت في الحرب.

وقام المؤثرون منذ عام 2020 بالترويج لمجموعة واسعة من المطاعم والمقاهي والحانات ذات المظهر الصناعي في جميع أنحاء البلاد، من خلال تصنيفها على أنها “على الطراز السوري”.

ويُستخدم المصطلح أيضًا لوصف الأشياء المتهالكة بشكل عام، إذ كتب أحد مستخدمي تطبيق “Weibo” في تشرين الأول الماضي، “لقد حطمت هاتفي المحمول مرة أخرى اليوم وكتبت تعليقًا الآن هاتفي من الطراز السوري”.

وتنتج الشعبية غير المتوقعة لهذا المصطلح، بحسب التقرير، عن عدم الحساسية تجاه الحرب المدمرة في سوريا تجاه الفضاء السيبراني الصيني المعزول، والمنافسة الشرسة بين المؤثرين وأصحاب الأعمال، الذين يتنافسون باستمرار على جذب الانتباه من خلال إغراق الوسوم الصاخبة.

مطعم يحتوي على نماذج لجدران تعرضت للقصف "على "الطراز السوري" (وانغ فاي)

مطعم يحتوي على نماذج لجدران تعرضت للقصف “على “الطراز السوري” (وانغ فاي)

وانغ فاي، أحد مالكي مطعم في جينينغ بمقاطعة شاندونغ، قال إنه وصف مكانه بـ”الطراز السوري”، عبر تطبيق “التيك توك”، لأن المصطلح قد يجذب العملاء المتحمسين لالتقاط صور رائعة لموجزاتهم الاجتماعية، على الرغم من أنه وجد الاسم مسيئًا تمامًا لسوريا.

وأضاف أنه بتسميته للمقهى بـ”سوريا”، يمكن للناس تخيّلها في رؤوسهم، وسيرغبون في القدوم للتحقق منها.

قال وانغ فاي، إن مقاطع فيديو مطعمه التي تُظهر التصميمات الداخلية “على الطراز السوري” كانت شائعة جدًا لدرجة أنه تلقى استفسارات عبر الإنترنت يوميًا من رواد أعمال آخرين مهتمين بتقليد التصميم.

وقال إنه ساعد ثماني شركات محلية أخرى، بما في ذلك مقهى وصالون لتصفيف الشعر، في اعتماد تصميم مماثل.

كما تم تطبيق “النمط السوري” على محال الحلويات وبيع الدجاج المقلي والمكاتب والمنازل ومحال الملابس، بحسب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

تشمل العناصر الرئيسة للأسلوب الطوب الأحمر، والجدران الأسمنتية العارية، والخرسانة المسلحة، والمواد التالفة جزئيًا، وفقًا لمقدمة عن “النمط السوري ما بعد الحرب” نشرها مصمم داخلي على  تطبيق “WeChat”.

انتقادات في مواقع التواصل

انتقد بعض مستخدمي الإنترنت المصطلح باعتباره يستفيد من معاناة الآخرين بينما سوريا غارقة في الحرب.

كتب أحد الأشخاص على موقع “شياو هونغ شو” (على غرار تطبيق “Instagram”) في حزيران الماضي، “اعتقدت أن الشعب الصيني سيكون آخر من يرى الحروب بهذه الطريقة”.

وتابع، “هل يمكنك أن تتخيل أن متجرًا يطلق على نفسه اسم (أسلوب حطام زلزال ونتشوان) أو (أسلوب تشنغتشو لحطام الفيضانات)؟”.

علّق مستخدم آخر على نفس الموقع، في أيلول الماضي، في إشارة إلى الكوارث السابقة في الصين، “بصفتك إنسانًا، يجب أن تتمتع بكرامة البشرية وتعاطفها”.

مطعم يحتوي على نماذج لجدران تعرضت للقصف "على "الطراز السوري" (وانغ فاي)

مطعم يحتوي على نماذج لجدران تعرضت للقصف “على “الطراز السوري” (وانغ فاي)

دون صدى

هذه الانتقادات لا تؤثر على المؤثرين وأصحاب المحال المستفيدين من “الطراز السوري”، إذ تقوم العديد من المطاعم بإعداد “نقاط تسجيل وصول” للرواد لالتقاط صور فاخرة، وإنشاء أطباق تبدو باهظة الثمن للغاية بحيث يقوم الناس بمشاركتها على الإنترنت.

قالت إحدى الزبائن البالغة من العمر 33 عامًا لـ”VICE World News”، إنها أُعجبت بما وصفته بالأسلوب السوري القديم الفوضوي في زيارتها الأخيرة.

ورأت أن المصطلح يشير فقط إلى التصميم، ولم يشر إلى أي تمييز ضد البلدان التي مزقتها الحروب.

وقالت إنه “يوضح أيضًا إحساسًا بالرهبة والخوف من الحروب، ويمنح الناس إحساسًا بالبعث من جديد”.

وتتصدر مدينة حلب قائمة المدن الأكثر دمارًا في سوريا، بحسب أطلس نشره معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب (UNITAR)، عام 2019، يبين مدى الدمار الذي لحق بالمحافظات والمدن السورية.

ومع تراجع القتال في مناطق واسعة من سوريا، وسيطرة قوات النظام السوري على العديد من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة، تعد مسألة إعادة الإعمار من التحديات الكبيرة في سوريا، إذ قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 400 مليار دولار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة