داريا تنادي أبناءها

no image
tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 45 – الأحد – 30-12-2012

داريا2-300x130بعد أكثر من أربعين يومًا من الحملة المستمرة لقوات النظام على المدينة، لاتزال داريا صامدة قوية، ولا يزال شبابها على العهد بالدفاع عنها رغم القصف والدمار الذي تُلحِقه آلة الحرب الأسدية بالمدينة.

داريا التي كتب أبناؤها أروع ملاحم الصبر والصمود على تراب مدينتهم المعطر بدماء الشهداء، فقدت الكثيرين من خيرة شبابها ورجالها الذين بقوا فيها، فقدتهم وبقي مكانهم شاغرًا ينتظر بطلًا جديدًا من أبنائها ليملأ الفراغ.

داريا اليوم تنادي أبناءها على اختلاف أعمارهم وقدراتهم، شبابَهم وشيوخَهم، كبارَهم وصغارهم، أغنياءهم وفقراءهم، في الداخل والخارج، ليقفوا إلى جانبها يدافعون عنها، ليكونوا حُماتها وهم الذين ترعرعوا في ربوعها وتغذوا من خيراتها، وأمضوا فيها أجمل أوقات حياتهم.

داريا اليوم بأمس الحاجة لأبنائها ليؤدوا واجبهم تجاهها، فيكونوا يدًا واحدة يدافعون عنها ويحمي بعضهم بعضًا ويقوّي بعضهم بعضًا، ويتعاونون على إدارة شؤون المدينة وتسيير أمور الحياة فيها. واجب كل شاب اليوم أن يهب لنصرة مدينته والدفاع عنها، والوقوف إلى جانب إخوانه من شباب داريا في وجه المعتدين. واجب كل قادر أن يسهم في حماية ممتلكات أهلها ومساعدة المحتاج منهم. واجب كل غني اليوم أن يسدّ لداريا جزءًا من الجميل الذي في عنقه لها، وأقل ما عليه فعله أن يخصص جزءًا من ماله وثروته لمدينته وأهلها، من بقي منهم في داريا أو من اضطر للنزوح عنها، دون أن يكون له فضل عليهم أو مِنّة بذلك. على كل شيخ وطفل اليوم أن يرفع يديه إلى الله بالدعاء لحماية شباب داريا المدافعين عنها ونصرتهم.

داريا اليوم تطالب أبناها وشبابَها أن يكونوا بررة، يوفونها حقها ويؤدون واجبهم تجاهها، لاسيما الشباب الذين ينبغي أن يكونوا على أرضها إلى جانب إخوانهم وأصدقائهم الذين ما زالوا صامدين صابرين رغم الألم وعظم المصاب.

داريا اليوم تنادي جميع أبنائها، ولكل منهم دور وواجب تجاه مدينته عليه أن يؤديه، وستسجل الأيام موقف كل من بذل، وتقصير كل من قصّر.

الأفـــــران فــي مرمــى نيــران جنــود الأســـد ،  وبــدء استخـــدام النظـــام غـــازات ســـامّــة

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة