"الجامعي" محدود و"الخاص" شبه مستحيل..

أين يسكن طلاب جامعة “إدلب”

camera iconمبنى كلية التربية الثانية في جامعة "إدلب" 25 حزيران 2021 (عنب بلدي/أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

إدلب – أنس خولي

مع ارتفاع الكثافة الطلابية في جامعة “إدلب”، شمال غربي سوريا، صار توفير السكن الجامعي إحدى المشكلات التي تواجه الطلاب مع بداية كل عام دراسي.

وتتزامن هذه الصعوبات مع الكثافة السكانية التي تشهدها مدينة إدلب، الخاضعة لسيطرة حكومة “الإنقاذ”، بعد العديد من حركات النزوح التي شهدتها المنطقة.

مشكلة عدم توفر السكن في الجامعة ترهق الطلاب، خصوصًا أولئك الذين يقيمون في مناطق بعيدة نسبيًا عن مدينة إدلب، وفق ما قاله حسن العباس (25 عامًا) لعنب بلدي.

وتختلف أحوال الطلاب وحاجتهم إلى السكن بين عام وآخر، إذ لا يحتاجون إلى السكن الدائم، بينما تتفاوت حاجتهم إلى السكن الجامعي حسب طبيعة اختصاصاتهم الدراسية.

ويترتب على الطالب البحث عن شركاء للسكن بسبب ارتفاع الإيجار، ما يجبره على مشاركة دفع الإيجار مع زملائه.

استئجار منزل “شبه مستحيل”

يرغب أصحاب المنازل بتأجير منازلهم لعائلات أو لطالبات الجامعة لأسباب اجتماعية، تتمحور حول الخوف من حدوث مشكلات مع الجيران.

وسام العلي (22 عامًا)، وهو أحد طلاب الجامعة، قال لعنب بلدي، إن انتهاء عقود الإيجار قبل بداية الامتحانات، يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة إلى الطلاب المستأجرين في الأحياء السكنية.

هذه المشكلة تتكرر كثيرًا قبل الامتحانات أو خلالها، إذ إن عملية البحث عن منزل جديد تعتبر صعبة جدًا، كون أصحاب المنازل يرفضون تأجير منازلهم لشاب أو لمجموعة من الشباب.

كما أن الانتقال من منزل إلى آخر في الوقت الذي يجب أن يقضيه الطلاب في الدراسة والتحضير لامتحاناتهم يعتبر عاملًا سلبيًا إضافيًا.

وأضاف وسام أن أصحاب المنازل يفضّلون تأجير منازلهم لطالبات الجامعة أو لعائلات على تأجيرها للشباب، ما يزيد صعوبات إيجاد منازل بأسعار مناسبة، ويفتح الباب أمام استغلال الطلاب.

فئة معيّنة مستفيدة

السكن الطلابي يشكّل حلًا لمشكلة فئة ضيّقة من الطلاب، ولكنه لا يتسع لعدد كبير من الذين هم بحاجة أساسية إلى السكن، بسبب إقامتهم البعيدة عن الجامعة.

أحمد أبو حجر، رئيس جامعة “إدلب”، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن “السكن الطلابي هو عبارة عن مشروع تشرف عليه الجامعة بمفردها دون دعم خارجي”.

واعتبر أبو حجر أن مشروع السكن هو “خدمة للطلبة المقيمين خارج مدينة إدلب”، وتعد جامعة “إدلب” الجهة الداعمة والممولة له.

ويعتبر السكن الجامعي مجهزًا بمعظم متطلبات الإقامة، من كهرباء، ومياه، وأسرّة، وأغطية، وتدفئة، وبعض المستلزمات الأخرى.

ويهدف هذا المشروع لمساعدة الطلبة، وحمايتهم من استغلال أصحاب المكاتب العقارية وغيرهم، وهو مجهز للعمل منذ عام 2021، بحسب رئيس الجامعة.

واعتبر أبو حجر أن السكن الجامعي مفتوح، ويستقبل الطلاب من كلا الجنسين، بينما تقتصر طاقته الاستيعابية على 125 طالبًا و125 طالبة.

ووضعت الجامعة شروطًا أساسية لقبول الراغبين بالإقامة فيه، وهي أن يكونوا من الطلاب المتفوقين في الدراسة، بالإضافة إلى كونهم من القادمين من خارج مدينة إدلب بمسافة لا تقل عن 25 كيلومترًا.

وبحسب إحصائية صادرة عن إدارة الجامعة، حصلت عليها عنب بلدي، فإن عدد الطلاب في جامعة “إدلب” بلغ 14700 طالب، منتصف عام 2021.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة