شراكة روسية- صينية “بلا حدود” في مواجهة الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ (Sasha Mordovets)

camera iconالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني، شي جين بينغ (Sasha Mordovets)

tag icon ع ع ع

أعلنت الصين وروسيا شراكة “بلا حدود” ودعم كل منهما الآخر بشأن المواجهات المتعلقة بأوكرانيا وتايوان، مع وعد بالتعاون بشكل أكبر ضد الغرب.

وجاء الإعلان في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، الخميس 4 من شباط، بحسب ما ذكرته وكالة “رويترز“.

ودعمت بكين مطلب روسيا بعدم قبول أوكرانيا في “الناتو”، وبالمقابل عارضت موسكو أي شكل من أشكال استقلال تايوان، حيث تتصارع القوى العالمية على مناطق نفوذها.

وقال كبير الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأمريكية بإدارة أوباما، دانييل راسل، إن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كانا “يعلنان عزمهما الوقوف معًا ضد الولايات المتحدة والغرب، والاستعداد للصمود أمام العقوبات ومنافسة القيادة الأمريكية العالمية”.

وأضاف أن الصين مستعدة للوقوف إلى جانب روسيا في موقف ضعيف ولكن ليس بشكل كثيف، وأنه “إذا اندلعت حرب على أوكرانيا أو تايوان، فيمكننا أن نتوقع انهيار هذه الشراكة”.

ووصل الرئيس الروسي إلى بكين، الخميس 4 من شباط، لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، واجتمع مع الرئيس الصيني، حاملًا معه اتفاقًا لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي إلى الصين وسط تصاعد التوتر مع الغرب.

ووفقًا للمحادثات التي أجريت بين الرئيس الروسي والصيني في بكين، أبلغ الرئيس بوتين نظيره الصيني بأن روسيا أعدت اتفاقًا جديدًا لتزويد الصين بعشرة مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي.

وكان مساعد “الكرملين” يوري أوشاكوف قال، في 2 من شباط الحالي، إن بوتين وجين بينغ قد يوقعان 15 اتفاقية.

وتشمل هذه الصفقات الطاقة، “التي تعد بالفعل مجال تعاون وثيق” بين روسيا المصدّرة للنفط والغاز والصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم.

وقال مستشار غاز مقيم في بكين طلب عدم نشر اسمه، “هناك عدد قليل جدًا من الخيارات قيد المناقشة لتعزيز الغاز الروسي إلى الصين”، وإن بوتين قد يرحب بأي اتفاق لأنه كان “حريصًا على لعب ورقة الصين” في مواجهة موسكو مع الغرب، بحسب وكالة “رويترز“.

وتعد الصين أكبر سوق تصدير لروسيا بعد الاتحاد الأوروبي، وبلغت قيمة الواردات الروسية إلى الصين 79.3 مليار دولار عام 2021، حيث شكّل النفط والغاز 44.58 مليار دولار، وفقًا لوكالة الجمارك الصينية.

وقال كبير المديرين في “وكالة فيتش” للتصنيف الائتماني، ديمتري مارينشينكو، إن تعطش الصين للنفط وخاصة الغاز الطبيعي من غير المرجح أن يتلاشى في أي وقت قريب.

ومع اشتداد حدة أسواق السلع خلال عام 2021، وزيادة التوترات الجيوسياسية، ستواصل الصين جهودها لتأمين صفقات شراء السلع طويلة الأجل، بما في ذلك الاستثمارات في البنية التحتية للإنتاج ذات الصلة، بحسب مارينشينكو.

وتعمل روسيا على تعزيز علاقاتها مع الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، على خلفية المواجهة بين موسكو والغرب بشأن أوكرانيا وقضايا أخرى.

في حين حذرت الولايات المتحدة الشركات الصينية من أنها ستواجه عواقب إذا سعت إلى التهرب من قيود التصدير المفروضة على روسيا في حالة غزوها أوكرانيا.

وكانت واشنطن وبعض حلفائها أعلنت، في 6 كانون الأول 2021، مقاطعتها دبلوماسيًا للأولمبياد، مبررة قرارها بانتهاكات الصين حقوق الإنسان و”إبادة الأويغور” المسلمين في إقليم شينجيانغ.

ونددت الصين بهذا الإعلان واعتبرته “تحيزًا أيديولوجيًا” ضد الصين، وهددت بـ”إجراءات مضادة” معتبرة أن الولايات المتحدة “ستدفع ثمن أخطائها”.

وبحسب دراسة لمركز “المستقبل”، فإن أحد المحددات الحاكمة لتدخّل روسيا في ساحة الصراع السوري يتعلق برعاية مصالحها الاستراتيجية في الحصول على إمدادات الغاز، بدءًا من حماية أنابيب النقل وصولًا إلى مواني التصدير.

وتسعى موسكو، التي تصر حسب اتجاهات عديدة على التمسك بالنظام السوري، لقطع الطريق على مشروع نقل الغاز القطري إلى أوروبا عبر الأراضي السورية، كون تنويع مصادر الغاز الطبيعي والاستغناء عن الغاز الروسي صار هدفًا استراتيجيًا لدول الاتحاد الأوروبي.

ويسمح بقاء النظام السوري بوصول الغاز الإيراني إلى المواني السورية عبر البحر الأبيض المتوسط، إذ تتطلع روسيا لإبرام عقود طويلة الأمد مع إيران، تتمكن عبرها موسكو من تصدير الغاز الإيراني إلى أوروبا.

وتتبنى موسكو السياسة نفسها مع تركمانستان وأذربيجان بهدف الحصول على إنتاجهما من الغاز بأسعار زهيدة، ليتم إعادة تصديره مرة أخرى بالأسعار العالمية للدول الأوروبية.

وتجد روسيا فرصة لامتلاك ورقة ضغط أخرى ضد أوروبا تتمثل في إمكانية قطع الإمدادات التي تسعى للحصول عليها عبر خطوط الغاز الممتدة من سوريا إلى تركيا ثم إلى أوروبا بفعل تداعيات الصراع السوري ومواجهة أنقرة حزب “العمال الكردستاني”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة